حتى الحراك الانتخابي نفسه لم يتمكن من التغطية على الملف المعيشي للمواطنين واهتمامهم به وتركيزهم عليه، والمنشغلون بالعمل العام يدركون ذلك جيداً؛ ومن يعمل في الميدان يسمع الكثير عن الملف المعيشي على لسان المواطنين.
هُنا؛ يأتي جلالة الملك منارةً يريد المواطن التوجه إليها، فجلالته يتابع كل صغيرة وكبيرة، ويراقب عن كثب كل شيء، وهذا ما تُدركه سريعاً خلال الأحاديث الملكية والزيارات واللقاءات التي يقوم بها جلالته.
ومن هذا السياق، تأتي توجيهات جلالته الملكية للمسؤولين بما يخص الوضع المعيشي هذه الفترة، فهو الحاضر حتى في استشارات أزمة جائحة كورونا، وهذا ما برز جليّاً في متابعته لقضية جريمة الزرقاء والفتى صالح حمدان.
الحراك الملكي هذه الأيام الحاضر عبر وسائل ووسائط عدة حاضر بقوة هذه الأيام، والمسؤولون يشعرون بذلك، ويستنفرون له عملهم في الميدان، ولأن السياقات الانتخابية في المملكة تفرض نفسها على العمل الرسمي، تجد جلالة الملك يقف ساعة بساعة ويوماً بيوم؛ مُطلعاً على مُجريات ملفات محلية ساخنة وعلى رأسها الاستحقاق الدستوري، وأخرى ملفات خارجية وعلى رأسها آخر تطورات العمل على إنتاج لُقاح لفيروس كورونا، ومنها أيضاً تداعيات صفقة القرن، وما ستعنيه نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية سواء على المنطقة أو العالم.
المُتابع لتفاصيل الملفات الحالية المُلتهبة يدرك تماماً أن جلالة الملك يطّلع بكثب–رغم عدم ظهوره الملكي- والذي يُعطي للمواطن أيضاً تغيير سلوكياته في ظلِّ عصرٍ بات يعرف بعصر الجائحة، جائحة كورونا.
اما الشأن العسكري فله في قلب الملك شؤون، فالذكريات كثيرة، والاهتمام أكبر. ملك عشق العسكر وعشقوه، واذا اردت رؤية كل ذلك فشاهد التمارين العسكرية التي يشارك فيها جلالته.
لكن لِمَ كُلّ هذا القول؟
الشعور الجمعي بحساسية المرحلة، وتاريخيتها من جهة، وضرورة العمل على وقاية أنفسنا منها تُحَتِّم علينا النهوض بوعي انتخابي بالغ الحساسية هي أُخرى لفرز مجلس نواب يُساند التوجهات الملكية ويقف مع مصلحة الوطن والمواطن.
