كتاب

تجفيف المنابع

.. ظهر تسجيل للعميد أيمن العوايشة أول أمس, في مواقع التواصل الإجتماعي..وهو يتحدث لمرتبات الأمن العام وقد قال فيه: (أظهروا قوة الأمن في الشارع).. وأنهى الحديث بجملة (ادعسوا ع راسو)..

فكرت مليا بالرسالة أمس, قلت في داخلي لو كنت واحدا منهم, من فارضي الأتاوات واسمي مثلا عبدالهادي السطل..وجاء الأمن الأمن العام واعتقلني, وظهرت صوري على مواقع التواصل..وعلق أحدهم قائلا: (ارفشوا ببطنو)..كيف سيكون شعوري يا ترى؟

هذه الفئة, لها جانب اخر من المشهد على الأمن العام التقاطه جيدا, وهو القاعدة المالية التي يملكونها, فهم يركبون سيارات فاخرة ويرتدون الذهب..ولديهم أرصدة وحسابات, ويشترون ضمائر كثيرة.. وعبر المال كانوا يستطيعون تجنيد مجموعات من (الزعران) معهم وعبر المال أيضا.. كانوا يشترون بيوتا فاخرة, ولهم عقارات ومحلات.

وبما القاعدة الأولى في محاربة الأرهاب بغض النظر عن شكله, هي تجفيف المصدر المالي.. وبما أن المال الذي يملكونه هو (سحت) وحرام, فهل من الممكن..سؤالهم عن مصدره.. هل من الممكن مصادرة ما امتلكوا من سيارات وأرصدة, عبر (الخاوة) والمخدرات.. وعبر ما أخذوه بدون حق.

الزعران في البلد, وقبل أن يكونوا قوة خارجة عن القانون, هم قوة مالية أيضا.. وهذه القوة كانت هي الغاية من (بلطجتهم).. وتمردهم على القانون, لهذا فإن العمل الأمني المرتبط بالأعتقال.. وزجهم في السجون, يجب أن يكون مقدمة لتحقيق مطول.. حول أملاكهم وما جنوه في رحلة الخروج عن القانون.

صدقوني أني شاهدت في سيارة أحدهم يوما, (شوال مصاري).. وحين أقول (شوال) أقصد الكلمة بكل ما تعني, وهذه الأموال يجب أن تصادر لحساب خزينة الدولة.. لأن تجفيف القاعدة المالية, وأخذ ما يملكون من سيارات فاخرة, تحدد حركتهم.. وتجمد أنشطتهم.

البارحة ارتاحت الناس قليلا, وكان كل ما يكتب.. يصب في شحذ معنوية رجال الأمن العام.. فالشعب الأردني يدرك تماما, أن هذه المؤسسات.. هي الأعرق والأقدم في البلد ومازالت محافظة على قيمها وأخلاقها, وما زال أكبر طموح لدى الأب في الأردن هو: أن يكون ابنه ضابطا في جهاز الأمن.. لأن الرتبة العسكرية والشعار مصدر فخر حقيقي للناس..لهذا فأنا أعتقد أن الخطوة القادمة, بعد العمليات الأمنية.. هي سحب المقتنيات التي جمعوها عبر رحلة من التمرد على القانون وسفك الدم والإعتداء, والأهم من ذلك أيضا..تركيب الإساور الإلكترونية, وتحديد الحركة..

هؤلاء من يحتاجون الأساور وليس مرضى الكورونا..

حين شاهدت صورهم أمس, سألت نفسي..لو عملت (20) عاما إضافية في الصحافة فهل أستطيع ركوب (رانج روفر) مثل التي يركبونه؟..لا أظن ذلك ولكن أحدهم بضربة (موس) اقتناها.. المال لديهم سهل ولدينا صعب جدا.. وأنا لا أعرف للأسف استعمال الموس.. تعلمت أن أستعمل قلبي, وقلبي يتعرض للجراح.. ولكنه لايعرف أن يجرح أحدا.

Abdelhadi18@yahoo.com