عند قراءة التحولات لوباء كورونا في الكيان الصهيوني نلاحظ أن الاستهتار في التعامل مع الوباء واعتباره عنصراً ثانوياً، طبعاً ذلك انطلاقاً من بنية الكيان الصهويني الذي لا يأخذ بعين الاعتبار أي بعد إنساني لصالح المحاصصة الحزبية والشخصية.
فكل ذلك انعكس انعكاساً مباشراً على طبيعة انتشار ذلك الوباء في الكيان الصهيوني وتفرد الكيان بأن انتشار الوباء وبعد الانهاء الجزئي للإغلاقات بشكل متسارع ورهيب وكارثي، وذلك ما أجبر الكيان الصهيوني ومن خلال المظاهرة الضخمة التي انطلقت في تل أبيب، والتي تعبر عن رصد مستوى البطالة إلى حدود الـ 25%.
كل ذلك أجبر الكيان الصهيوني عن الابتعاد مجبراً عن الملفات الخارجية والداخلية، ونعني هنا مشروع الضم والخلاف المحوري بين كل مكونات الائتلاف اليميني المتطرف، الذي يحكم السياسة الصهيونية في هذه المرحلة التاريخية بكل المقاييس.
وأهم من ذلك أن «وباء الضم» والذي ساعد وساهم في تأجيل انتشاره على الأراضي الفلسطينية المحتلة إضافة إلى التحشيد الدولي الذي لم يسبق له مثيل في رفض ذلك المشروع والتعنت الأردني حسب تعبير الإدارة الأميركية والمصالحة الفلسطينية، كل ذلك جعل الكيان الصهيوني وعلى رأسه بنيامين نتانياهو والذي هو قاطرة وباء الضم وقاطرة وباء كورونا في الكيان الصهيوني، قد أصبح تحت ضغط هائل يهدد بانفلات حكومي وتفكك في تحالف «الليكود» و«أزرق أبيض» فوباء الضم ووباء كورونا أظهرا تلك الخلافات وجعلاها أكثر حدية ووضوحاً، وبينت أنه لا يوجد هناك خطاب استراتيجي صهيوني مبني على قواعد غيبية تصنع خلف الخطوط الظلامية وفي سراديب مظلمة يصنعها الصهاينة قبل التاريخ وتترجم على أرض الواقع كأنهم علماء غيب كما يروج كثير من السفهاء. فصناعة الحدث أثبتت التجربة الأردنية الفلسطينية مرهونة بصلابة الإرادة والتصميم والتنسيق التكاملي والتقسيم الذكي لأدوات المواجهة والتي عمقت أزمة الكيان الصهيوني بكليته، وضربت بعرض الحائط مفاعيل نظرية المؤامرة المصنوعة في ظلمات سراديب الحركات الصهيونية العالمية.
وكما أسلفت دائماً بأن لعنة فلسطين قد أصابت كل قواعد الاشتباك في «صفقة القرن»، وهي تصب جام غضبها على بنيامين نتانياهو بشكل خاص موضوعياً وذاتياً، فكل تلك الأزمات تراكمت بتوفيق من الله سبحانه وتعالى موضوعياً وبالتراص والتكامل وصلابة وتكامل ووحدة الدم الفلسطيني والأردني ووحدة المصير ذاتياً.
هذه هي القراءة الحقيقية للكوارث التي تحدث في الكيان الصهيوني اثناء تحضيره لسقف مشروعاته، والذي تم تأجيله فوباء كورونا آجل وباء الضم، والتي اعتمدها كاستراتيجية لتصفية القضية الفلسطينية كلياً والتحضير لمشروعه ليس الوطن البديل، ولكن مشروع البلد البديل وفي ذلك حكاية أخرى سنرويها بموعدها.
hashem.nadia@gmail
مواضيع ذات صلة