.... قال لي أحدهم (سرك في بير)...لكنه نسي أن يحدد البئر، وأنا في الحقيقية لم أتحدث عن شيء يعتبر سريا، كل ما قلته لصديقي...أني لم أعد أشاهد الأخبار..
هل يعتبر الأمر خطيرا يا ترى؟..أنا لم أعد أحب مشاهدة الأخبار، لكن بالمقابل الأخبار يظهر بها الرئيس، ووزير الداخلية تبث عنه بعض التقارير، وأيضا...يظهر وزير المياه، ووزير المياه له علاقة بالابار، ويظهر بها أيضا وزير التربية...هل من الممكن أن صديقي فهم من هذه الجملة أني لا أحب مشاهدة الحكومة.
منذ يومين وأنا أتحدث مع صديقي، وهاتفه مغلق...ولا أعرف حقيقة في أي بئر رمى السر، أريد أن أسترد سري...وأنا أعلم أن الدفاع المدني ياما انتشل قططا وبشرا من الابار القديمة، هل من الممكن لو طلبت من أنور الطراونة...هل من الممكن أن يساعدني...ساشرح له الأمر بالتفصيل.
بالمناسبة صديقي من الكرك، ويقولون لي أن ثمة آباراً قديمة...هناك، وربما يكون قد رمى سري بها....وربما وبالصدفة قد يمر أحدهم من هناك، ويجد سري بالصدفة وينتشله، وأتعرض لفضيحة عارمة..تتصدر صفحات الجرائد...
ربما سيؤكد البحث الجنائي عبر وحدة الجرائم الإلكترونية، أن الأمر ليس من اختصاصه، بحكم أن الشخص الذي رمى السر في البئر، ليس له (إيميل) ولا يتعاطى مع الفيسبوك، وربما سيصدر تحذيرا يرتبط بالأسرار...وينهى عن رميها في ابار عميقة.
ربما ستكتشف فتاة في ربيع عمرها (سري)، لأنها زارت البئر كي تملأ قربتها من الماء، وأثناء قيامها بنشل الدلو، طفا السر على صفحة الماء، وحتى لا تتهم بفضح الأمر، نظمت قصيدة بدوية....مطلعها: (ليه يا أخو خضرة ترمي سرك بالبير)....وأنا بالطبع أرد عليها بقصيدة أخرى، ويتناقل البدو قصة حبنا...وكيف سرت قصائدنا بين مضارب البدو، وغناها الشعراء على الربابة.
منذ أن قال لي صديقي: (سرك في بير) وأنا أتوجس، وأهيم في البرية بحثا عن هذا البئر....في بلادنا نحن الوحيدون الذين غيرنا مهنة الابار، فهي لم تعد للشرب وإنما صارت لدفن الأسرار...
ترى كم من سر في هذا الوطن سيبقى مدفونا في البئر.
Abdelhadi18@yahoo.com
مواضيع ذات صلة