كتاب

التاريخ والحكومات

... حين تنقضي هذه السنة، ربما ستتحدث وسائل الإعلام عن أبرز خبر فيها وهو (كورونا)، وكم أنتجت من دموع، وكم صنعت من خيبات... وكم هزت من مشاعر... وربما ستركز وسائل الإعلام على أبرز تصريحات، أطلقتها حكومة الرزاز التي تعاملت مع هذه الجائحة ولجأت إلى قوانين الدفاع.. الغريب أن كل وزير ومسؤول في الحكومة ارتبط اسمه ..بجملة ظلت ملاصقة له، حتى أصبحت على الفيس بوك (ترند) يتداوله الناس:


أمجد العضايلة: اللهم احفظ الإنسانية جمعاء من شر هذا الوباء..

سعد جابر: اقعدوا أسبوعين في بيوتكوا وبنشف لحالوا... ومن الممكن تطوير مقولة سعد جابر بحيث تصبح أغنية: (اسبوعين والثالث ع فراق الحبايب.. والشوق يا قلبي والحسرات ع الغايب.. والدار ما تحلالنا ....)

سلامة حماد: اشحطوهم

الرزاز: كل مر سيمر ..ومن الممكن تطويرها أيضا لكي تصبح أغنية على غرار أغنية كاظم الساهر : (اش جابرك ع المر غير الأمر منه ...ما خايف من النار لأن نار العشق جنه)..

وزير الأوقاف: لاحول ولا قوة إلا بالله

العسس: العسعس بما أنه وزير مالية فقد اشتهر بالرقم حين قال لدينا (56) انسانا عزيزا... وهذه تكلفة كورونا، وأخذ هذا التصريح صدى واسعا، ومن الممكن أن نؤسس لمؤتمر على غرار قمة العشرين، ونطلق في الأردن قمة ال (56) ونسميها بقمة الحبايب.. تخليدا لهذا التصريح.

نضال البطاينة: هلا بالحبيب... وهذا أهم تصريح له، فحين تتصل معه أول جملة يداهمك فيها هي هذه الجملة، ومن الممكن تطويرها وتخليدها حتى تبقى في أرشيفه السياسي.. فبدلا من تكرار (ترند) هلا بالخميس، من الممكن أن نستبدلها بـ (هلا بالحبيب) ..ومن الممكن أن نؤسس منصة أيضا اسمها، هلا بالعامل الحبيب، ومنصة أخرى (هلا بالعاطل الحبيب)... حتى وزارة العمل من الممكن أن نغير اسمها إلى وزارة العمل والحبايب، باعتبار أن العمال جميعهم بلا استثناء لهم معزة وحب في قلب نضال.

وليد المصري: (كل شيء باطل إذا لم يشأ المرء أن يفتح الباب).. وليد المصري لم يصرح كثيرا في أزمة كورونا، وهذه المقولة هي لرئيس وزراء إيطاليا السابق (ألدو مورو).. ولكن من الممكن أن ننسبها لوليد المصري...

يا ترى إلى متى سنبقى نتذكر زمن كورونا... أجزم أن أجيالا ستمضي وتأتي أخرى.. وأجزم أن صفحات ستطوى وتفتح أخرى... وستبقى الألسن تتحدث عن الإنسانية جمعاء من شر هذا الوباء...

الحكومة دخلت التاريخ، وهذه حقيقة وليست مزحة.