كتاب

حديث في تجربة التعليم عن بعد ..

لقد فرضت جائحة كورونا على الأنظمة التعليمية تفعيل التعليم عن بعد ورغم أن الجامعات منذ سنوات تتغنى بالتعليم الالكتروني، إلا أن رد فعل الطلاب أظهر واقعا مختلفا. في الواقع لن نستطيع تقييم اي نظام تعليمي بدون أهم عناصره الطلاب. إن الاستبانات التي استهدفت رأي الطلاب في التعليم الالكتروني يجب أن تكون محض اهتمام متخذي القرارات في مجال التعليم عن بعد.

لا شك أن هناك قفزة في مجال التعليم الالكتروني بالرغم بأن الأنظمة التي استخدمت هي انظمة للاجتماعات عن بعد لكن معظمها تم استخدامه بسهولة وبدون تعقيدات. وعندما نتحدث عن التحديات والصعوبات والمشاكل لا نقصد أن نقلل من الجهد المبذول من جميع أطراف العملية التعليمية ولكن تشخيص الواقع بشفافية هو ما يجعل التجربة تواصل نجاحها في المدى البعيد وتعزز تفعيل أنظمة التبادل والتفاعل بين أطراف العملية التعليمية حتى بعد العودة إلى التعليم في الجامعات والمدارس.

لابد من التأكيد عن أن التجربة في التعليم المدرسي كانت أكثر صعوبة منها في التعليم العالي، فعند الحديث عن المشاكل التي واجهت طلاب المدارس نجدها مختلفة عن مشاكل طلاب الجامعة رغم أن هناك قواسم مشتركة مثل عدم توفر الأجهزة وضعف شبكات الإنترنت واختلاف التغطية بين منطقة واخرى على مستوى المدن والقرى واختلاف الإمكانات المادية والتقنية للمستخدمين للأجهزة والشبكات كل ذلك شكل معوقات وبالذات أن بعض البيوت كان فيها عدد من طلاب الجامعة وطلاب مدارس.

من المؤكد أن التعليم وفق نمط جديد هي تجربة ممتعه إذا أحسنا التفاعل معها وتعلمنا وفق ثقافة الصدق والرغبة الحقيقية في الإنجاز، لقد كثرت الشكاوى من بعض الطلاب في مواقع التواصل الاجتماعي من كثرة المهام وتعدد الواجبات والامتحانات القصيرة ولكن ذلك كان ضرورة للتحفيز الطلاب على الدراسة والمتابعة.

ومن خلال التجربة ظهرت حقيقية ربما العديد من الأكاديميين يشاطرني الرأي حيث الطلاب المجتهدين والأكثر حرصا على مستقبلهم العلمي هم من واصلوا الحضور والتفاعل واتمام ما هو مطلوب منهم وفق الجداول الزمنية. ونفس الفئة المتأخرة دراسيا بالتعليم التقليدي هي نفس الفئة التي كانت المشاكل والعراقيل والشكوى والتذمر في أوجها لديهم، فبعض المشاكل لم تكن فنية أو تقنية كانت ثقافة الالتزام والانتظام واحترام وإدارة الوقت من قبل الطالب المتعلم.

أن الرغبة في التعليم والتطور هي ثقافة وجهد ذاتي ويجب أن يدرك المتعلم أن دوره في العملية التعليمية كبير ويعول عليه كطالب تطوير نفسه وتعلم جمع المعلومة وتوظيفها في الحالات والتطبيقات التي يتم إعطاؤها في العملية التعليمية. كثيرة هي الأمور الذي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تقييم تجربة التعليم عن بعد ليس بهدف الانتقاد أو الانتقاص من الجهد المبذول ولكن بهدف تعزيز الإيجابي وحل المشاكل وللبناء على نتائج التقييم للمستقبل.

A_altaher@asu.edu.jo