كتاب

... ماذا فعلت كورونا بنا؟

توقفت النميمة، فبعد الإفطار مباشرة كانت المقاهي تضج بالبشر، ولكن لابد من الهمس والوشوشة، كان لابد من النظرات... ونفث دخان الأرجيلة بشكل يجعلك تحس أنك في محرقة..


توقفت عدسات بعض المصورين، الذين أبدعوا في التقاط، صور إفطارات بعض مراكز التمويل، وكان لابد أن تحتوي هذه الصور، على من عبر عليهم الزمن وشابوا.. ويحاولون عبثا استعادة ولو بعض الشباب، كان لابد أن تعرض المواقع صور أصحاب الدولة والمعالي.. وثمة ضحكات مصطنعة، لا تفهم كيف خرجت، وثمة فرح مصطنع أيضا.. ورائحة سفارات تعبق في الأجواء، وأرجيلة تركها صاحبها في عز اشتعالها، بعد أن أيقن أن المشهد ملتبس.

توقفت أيضا، الهواتف الليلة، التي تأتي بعد تلك الإفطارات، وتحمل كما هائلا... من الشماتة والأسئلة، وتحمل أيضا كما هائلا من التوتر.. فالإعلام لدينا لا يكتب على الورق بقدر ما يكتب على القلق.

توقفت أيضا إفطارات بعض المواقع الإخبارية، وبعض الإذاعات ...وهذا يعني أن صور بعض المستجدات في المهنة، لن تظهر... فواحدة منهن اعتقدت أنها بعد عام واحد فقط ستصبح (خديجة بنت قنة)، وواحدة أخرى اعتقدت... أن (خديجة بنت قنة) تغار منها..

كورونا ليس لها جانب سلبي على صحة الإنسان، بل على العكس لها جانبي إيجابي على النميمة، وعلى الاستعراض، لها جانب إيجابي على المتصابيات في رمضان، واللواتي اعتقدن أن صور بعض المقاهي، في المجلات والمواقع المغمورة تكسبهن حضورا في المجتمع ... لها جانب إيجابي، يكمن في أنها ألغت أو ربما أجلت كما هائلا من السيئات كانت سترمى على أكتافنا.. بفعل تلك الجلسات التي لا تنتج، سوى وشايات... وقلق... ونهش متعمد، لحياة الناس ومساراتهم..