كتاب

الملك تكامل القيادة عن كثب مع الرؤى المستقبلية

عبرت الأردن بثقة الأسابيع الأولى الضارية التي تركت آثاراً صعبة وعميقة على كثير من دول العالم، وتبدت في هذه الأزمة خصوصية القيادة الأردنية ورؤيتها لتفاعل مؤسسات الدولة الذي أظهرته الأزمة الراهنة وقدمت النموذج الأردني ليتحدث عالياً بما حققه من منجزات لا يمكن دحضها من خلال النتائج الملموسة والأرقام التي تساندها، وأظهرت هذه الفترة وترجمت بوضوح ملامح العقد الاجتماعي في الأردن الذي يلتئم حول جلالة الملك ويمتد ليظل جميع الأردنيين في أنحاء الوطن كافة.

ومع الانتقال إلى مرحلة جديدة من جهود احتواء فيروس الكورونا المستجد يعاود الملك ترتيب الأولويات، ويحدد المسارات، ويطلق الرسائل التي تؤكد على ضرورة إحداث نقلة نوعية تحول التحديات القائمة إلى فرص متاحة، وذلك من خلال تأكيد جلالته عن خطوات اقتصادية بناءة تبدت في اهتمامه خلال اليومين الماضيين بتفقد قطاع التعدين والدعوة لتمهيد الأرضية لبناء الصناعات التحويلية، والنظر في الإنتاج الزراعي وأولوياته وتنافسيته، وبالأمس تركزت الرسائل الملكية على ضرورة استكمال ما أنجز في المرحلة الماضية حتى اكتماله بالطريقة التي تليق بما حققه الأردن ويصبو له الأردنيون، فاطمأن جلالته على اجراءات إعادة الطلبة الأردنيين، وأكد على ضرورة تشديد الإجراءات الصحية على المنافذ الحدودية.

كما ووجه الملك إلى ضرورة الالتفات بإجراءات اقتصادية اضافية للحيلولة دون تمدد الأثر السلبي على القطاعات الاقتصادية المختلفة وبما يساعد مؤسسات القطاع الخاص على الاحتفاظ بموظفيها، وهو الشأن الذي يتابعه الملك بصورة حثيثة خاصة في ظل مؤشرات ارتفاع البطالة القياسي في كثير من بلدان العالم، وتوالت في اللقاءات الملكية التعليمات التي تسعى للموازنة بين استمرارية الحياة وعجلة الإنتاج لتحقيق الأهداف بعيدة المدى، وبين الاعتبارات الصحية في المدى القصير وبحيث يستطيع الأردن عبور أزمة الوباء بأقل تكلفة ممكنة.

كما وأشاد الملك وتوجه بالتشجيع إلى رجال الأمن الذين يتحملون جانباً كبيراً من المسؤوليات في المرحلة الراهنة، مع إشادته التي وجهها لمديرية الدفاع المدني، وحضه قيادتها ومنتسبيها على ضرورة تسخير جميع الإمكانيات لتجاوز الأزمة وتوفير الحماية للمواطنين، ليطمئن جلالته على جاهزية المديرية ومنتسبيها في هذه الظروف الصعبة.

ما زالت القيادة عن كثب التي يمارسها الملك تعزز الرؤية التي دشنها جلالته للأردن والمنطقة والعالم من أجل الإفادة من دروس الأزمة العالمية غير المسبوقة، والانخراط في جهد إنساني مسؤول من أجل بناء عالم أكثر أمناً واستقراراً يقوم على التعاون بين جميع الأطراف بعيداً عن التنافس والمزاحمة، وتكاد توجيهات جلالته لمؤسسات الدولة الأردنية تضرب المثل عملياً في سرعة الاستجابة وتقاسم الأدوار وشفافية الأداء ومسؤولية المحاسبة للدرجة التي دفعت دولاً عربية شقيقة وأخرى صديقة لإطلاق الدعوات للاستفادة من التجربة الأردنية التي أعادت إلى الأردن إلى الواجهة بثروته البشرية المتميزة على مختلف الأصعدة.