حلول المشاكل التعليمية، بظل الجائحة لا يعقل أن تناط بقلة من الجسم الأكاديمي، امتلك سلطة القرار، وجزء منه مذعن لتعليمات تنطلق من رؤسائه وفق سياسة، نفذ ولا تناقش، فيما غالبية الجسم مغيب رأيه، وملاحظاته التي وصلت حد الاحتجاج لا يؤخذ بها، وكل ذلك بظل غياب صاحب المصلحة الاصيل اي الطالب، الذي باتت سنته الجامعية رهينة اجتهادات، واضحى حقل تجارب غير مضمون النتائج، التي قد تذهب الصالح بعروى الطالح.
لا يعقل أن تقف وزارة التعليم العالي موقف المتفرج من حملات مبررة غزت مساحات واسعة وتسيدت في الشأن الطالبي مواقع التواصل، كلها تؤكد ضرورة النجاح للمجموع بحده الأدنى، وترك الحد الاخر لقدرات وإمكانات الطلبة المادية والتقنية والفروق الفردية لإكمال الامتحانات.
نحن بظرف طارئ لم يتخيل اي منا إمكانية وقوعه حتى وقت الحروب، التي بأماكن النزاع خلالها تتوافر مبادئ وإمكانات أخلاقية تبقي على الجامعات مفتوحة، لكن الجائحة ووباءها لا اخلاقيات لديه تضمن هذه الإمكانية.
مبررات الطلبة في ظل تعذر الدراسة بحرم الجامعات، والاستناد للتعليم عن بعد، منطقية، فلا البنية التحتية ملائمة من النواحي التقنية، ولاشك أن فيها كلفا باهظة ماليا على عشرات الآلاف إن لم يكن المئات من الطلبة، ناهيك عن بنية الاتصالات التي لم تختبر من قبل لمواجهة هكذا ظروف، وشواهد عدة أكدت تسببها بأخطاء، وإعاقة للمسيرة، وارتباك بالمشهد التعليمي، الذي تصر بعض القيادات التعليمية على تجميله دون داع.
أكاديميون كثر، يمتلكون خبرات عالمية ومحلية ابدوا تحفظاتهم على ما يجري، وغمزوا بقناة فشل تجربة البعد وتعليمه، والبعد منطيقا جاف وجفاء، فما بالك إن لم تتوافر له مقدمات اعداد واستعداد، ليهبط فجأة بمظلة، ويطلب من الطلبة في غضون ساعات او حتى ايام أن يتعاملوا معه وهو الذي يحتاج لسنوات.
من وحي المعرفة بـ " البير وغطاه " طروحات الطلبة بالنجاح التلقائي وضمان ٥٠ علامة، اقتراح منطقي يضمن لهم عناء الأشهر الأولى من الفصل قبل قرارات التعطيل، ويترك مجالا للمعنيين بخمسين علامة أخرى عبر امتحانات لمن ينشد تحسين معدله التراكمي أو استمرارية تفوق بناه بالسنة الأولى أو الثانية أو الثالثة من عمره الجامعي، وهو حل وان كان لايتسق مع رغبات بعض الأكاديميين والقيادات لكنه أمر فرضه واقع، يفترض أن يكون المعني الاخير بمخرج الاكاديميا اي الطالب شريك فيه.
الإقرار أن الإمكانيات لتعليم عن بعد ليست بالدرجة المطلوبة، مبرر لاي قرار ايجابي تجاه الطلبة حتى لو كان متساهلا جدا، والإصرار على أن الإمكانات والقدرات الفنية والتقنية موجودة فيه مجاملة وتفاخر بمنجز غير موجود على الأرض، حتى أن الفروق الفردية سواء لدى الطلبة او حتى الأكاديميين فيها ظلم للطرفين ..
الذاكرة القريبة ما قبل كورونا تقول إن رئيس جامعة بعد أن تولى مسؤوليته بفترة زار أحد الأقسام الأكاديمية بجامعته وعرضت أمامه تجربة حوسبة اجزاء من المناهج ضمن مشروع قد يتدرج مستقبلا للتعليم عن بعد فكان قراره إلغاء الفكرة لعدم قناعته بجدواها، لكنه الآن بعد كورونا، بات منظرا بجدوى حوسبة التعليم والتعلم عن بعد، بل ورائدا في رعاية أنشطة لامنهجية، عن بعد أيضا، وربما تتطور لشمول الجانب الرياضي لرعاية مباريات كرة ٢٠٢٠ لكن عبر (بلي ستيشن).