كتاب

لقاء الملك مع سي.بي.إس.. لفتة طمأنة لبزوغ قيادة المسؤولية

يأتي لقاء الملك مع شبكة سي.بي.إس الأميركية في سياق الاهتمام الأميركي والعالمي بالمنجزات الأردنية التي تحققت على مستوى جهود مكافحة تفشي فيروس كورونا، واللقاء موجه بصورة أساسية للمواطنين الأميركيين ولمتابعي الشبكة على المستوى العالمي، والظهور الملكي يأتي في إطار التعرف على فكر القيادات العالمية في ظل تغيرات واسعة ستشمل العالم بأسره بعد الوباء الراهن.

الظهور على واحدة من أوسع شبكات الإعلام انتشاراً على المستوى العالمي يذهب إلى تعزيز مكتسبات الأردن المعنوية التي تحققت في الأسابيع الماضية وتوجيهها لتصبح مكتسبات مادية في المدى المتوسط والبعيد، ولذلك كان الحديث الملكي عن استعداد الأردن لإرسال المعدات الطبية والأطباء إلى العديد من دول العالم ومن ضمنها الولايات المتحدة خلال الفترة القادمة، وهو ما يولد فرصاً مهمة لتصدير منتجات أحد القطاعات الواعدة في الأردن، والعودة إلى تصدير العمالة الأردنية في أسواق جديدة، فوجود أطباء أردنيين في كل مكان، بالإضافة إلى نجاح القطاع الطبي المحلي، وهو ما أوصلته مقابلة الملك للعالم، يشجع على استقطاب الأطباء والممرضين من الأردن، ويفتح سوقاً مستقبلية كبيرة لكفاءات أردنية تبقى مرتبطة بوطنها وتعود إلى رفده اقتصادياً بشتى الطرق.

يقدم الملك في مقابلته الأردن بوصفه شريكاً موثوقاً في عملية بناء المستقبل الذي يقوم على إحلال الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم، ويبدي استعداده الدائم للتعاون البناء في إطار المنظومة العالمية، وهو ما يتوقع أن يعزز من المواقف الأردنية في القضايا الإقليمية والدولية مستقبلاً، وخاصة الصراع حول السلام في المنطقة بما يؤهلها لأن تكون محطة أساسية تقوم بالكثير من الأدوار في ظل احتمالات واسعة بعودة العالم إلى حالة تعدد الأقطاب بعد فشل مشروع العالم أحادي القطبية.

يخرج الملك بمكاسب أخرى للأردن، في ظل عالم سيسعى إلى إعادة توزيع استثماراته وخطوط الإنتاج بعد الوباء، فيؤكد على منعة الأردن وخبرته الطويلة في التعامل مع الأحداث الاستثنائية، وهو ما يجعله أهلاً لثقة المجتمع الدولي الذي يبحث عن معادلة جديدة لعالم أكثر تعاوناً وتعاضداً.

يحفل اللقاء بكثير من التفاصيل ويجيب عن كثير من الأسئلة التي تهم المواطن العالمي في المستقبل، ويحفل برؤية متقدمة تسعى لاستخلاص الدروس والخبرات من المحنة الجارية وتحويلها إلى أساس إلى نظام عالمي أكثر عدالة وانفتاحاً، ويعول العالم على القيادات التي تشترك مع جلالة الملك في أفكاره وتحمله للمسؤولية في الظروف العصيبة، خاصة مع الإحباط الذي يصيب المتابعين في العديد من الدول من أنماط القيادة السائدة القائمة على الارتجال والتسرع والتأرجح بين الأولويات ومحاولتها تحويل الأزمة إلى فرص لفئات بعينها، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يكون مدخلاً لاستقرار عالمي يساعد على تجاوز الآثار الكارثية لوباء كورونا.