محليات

ثقة الناس بالحكومة ترتفع في ظل كورونا.. فهل تستمر بعدها؟

لم تكن ثقة المواطنين في الحكومة متميزة مثلما هي الآن، اذ كان يشوبها دائما الشك رغم حرص الطرفين على انجاح العلاقة واستمرارها.

ثقة الناس بالحكومة في الازمة التي يعيشها الاردن والعالم اليوم مرتفعة نتيجة الشفافية وحسن الادارة للوضع والاجراءات الحازمة التي وضعتها الحكومة من اجل الحفاظ على صحة وحياة المواطنين.

اخصائي علم النفس الدكتور عبد الرحمن مزهر قال ان الثقة المتولدة حاليا بين المواطن والحكومة سببها الشفافية المقدمة من قبل الحكومة.

وتابع مزهر «بصراحة انا أرى ان من ثمار أزمة كورونا هذه الثقة بين المواطن والحكومة».

ورجح مزهر عدم استمرار الثقة بعد انتهاء ازمة الكورونا، معتبرا ان الناس ذاكرتها قصيرة وتتأثر بالجو العام وتنساق مع الاعلام وهناك معطيات خدمة الحكومة منها اداء بعض الوزراء المميز كوزير الصحة.

واشار مزهر الى أن الكثير من المشاكل في البلد يمكن حلها بشكل بسيط اذا نظر لها من ناحية نفسية وقدرة قراءة تصرفات المجتمع وردات فعله».

الدكتور منذر الحوارات قال «ان الاجراءات التي اتخذتها الحكومة في ازمة كورونا تدل على قراءة جيدة للواقع والتعامل مع المعطيات حسب تطور الوضع وهذا خلق ثقة لدى المواطنين».

وتابع الحوارات «قبل ازمة كورونا كان المواطنون لديهم منسوب منخفض من القناعة ان الحكومة قادرة على ان تقدم لهم معايير المواطنة الواضحة في الازمات وغير الازمات، رغم ان الاردن مر في مجموعة ازمات ونجح في الاختبار.

والجهد الحكومي كبير جدا في هذه الازمة يرقى لمصافي الدول المتقدمة والتي تضع معايير حقوق الانسان ومعايير المواطنة في الدرجة الاولى منذ اليوم الاول.حيث تتبعت الحكومة الاردنية منهجية واضحة في التعامل مع الازمة محورها الاساسي ان الانسان هو الاهم من كل المعايير الاخرى.وبدأت باتخاذ سلسلة اجراءات باعتبار ان الانسان هو الاداة الفعالة في كل القطاعات والتي تمثلت باغلاق حركة السفر جوا وبرا مع الدول الاخرى وفرض الحظر الصحي في الفنادق للقادمين وطلب التباعد الاجتماعي.

ويرى الحوارات ان الاردن سيضع خطة لانعاش اقتصاده بعد ازمة كورونا.

وكل هذه الاجراءات عززت مفهوم (الوحدة الوطنية) بشكل متسق وفاعل شاركت فيه كل الاطراف.وعززت الثقة بادارة الدولة للازمة وهذا الكلام سيكون له نتائج ايجابية بعيدة المدى حيث اصبح لدى المواطن ايمان عميق ان الدولة اختارت الصف الذي هو فيه (صف المواطنين) لتكون هي فيه وذلك كله عزز الثقة بين الاردنيين ودولتهم.

ويرى الحوارت انه ورغم الضرر الحاصل من كورونا صحيا واقتصاديا سيكون لهذه الازمة اثر ايجابي على مفهوم الهوية الاردنية حيث سيعطيه رونقا واثرا طيبا بين الدولة والمواطنين.وسوف يكون حل الازمات -التي ستوجد بعد انتهاء كورونا من ركود اقتصادي وازدياد نسبة البطالة وغيرها -اسهل بعد توحد المجتمع والدولة معا لمواجهة اي ازمة مستقبلا.