أمل الكردي
أخصائية احتياجات خاصة
لطالما كانت فرحتنا كأهل بأول صوت يصدره أطفالنا تضاهي الدنيا بأسرها، وبالمقابل فإن تأخر الطفل بإصدار الأصوات يُدخل الأهل في حالة من الحزن والكآبة فهم يقارنون طفلهم بإخوانه أو أقرانه ويلمسون فروقا تنبئ بوجود مشكلة.
متى أقول ان طفلي لديه مشكلة بالنطق او انتاج الكلام؟؟؟
-عدم قدرة الطفل على المناغاة «اصدار اصوات تشبه الغرغرة «وذلك مابين عمر الشهرين الى الأربعة شهور.
-عندما لايصدر جملة من الأصوات والإيماءات مثل الابتسامة بعمر ثلاثة أشهر، او افتقاره لتنوع نبرة بكائه وفقا لنوع حاجته.
-عدم تفاعله مع الأصوات أو مصدرها، فهو لايحرك رأسه أو عينيه إلى مصدر تلك الأصوات، وعدم قدرته على تمييز نبرة صوت الشخص المتحدث إليه، وذلك بعد تجاوزه للشهر الرابع من العمر.
-عدم قدرته على إدراك أسماء الأشخاص المحيطين به من أسرته الصغيره أو امتلاكه لمفردات بسيطة لا تتجاوز العشر كلمات، وذلك يلاحظ بعمر السنة تقريبا.
-عدم قدرته على طرح الأسئله، أو تكوين جمل من كلمتين، وعدم فهمه للأوامر البسيطة وتدني محصلته اللغوية بحيت لا تتجاوز الثلاثين كلمة وذلك بعمر السنتين.
وفي حال ملاحظة أي علامة مما سبق لابد من طلب المساعدة من أخصائي النطق، مع العلم أن الطفل يمر بمراحل تراكمية في النطق فكل مرحلة منذ البداية تشير لوجود نقص لغوي حالي يتضاعف مستقبلا ان لم يعالج، جميع النقاط التي ذكرناها التي تخبرنا بوجود مشاكل بالنطق قمنا بترتيبها من الطفولة المبكرة جدا إلى عمر السنتين.
وتأخر النطق هو عدم قدرة الطفل على انتاج الاصوات أو الحروف والكلمات كما ينبغي أو ضمن التطور الطبيعي لعملية النطق المتناسبة مع المرحلة العمرية.
متى أحكم أن طفلي لديه مشكلة بالنطق ولابد من تدخل أخصائي؟؟؟
في حال كان التطور اللغوي لدى طفلي يسير ضمن الطبيعي منذ الشهور الاولى فلا داعي للقلق ولكن على الأهل الانتباه والمتابعة لطفلهم ليتم التدخل مباشرة عند ظهور أي مشكلة.
وفي حال تجاوز الطفل عمر السنتين وهو لايستطيع تكوين جمل بسيطة مكونة من كلمتين ومحصلته اللغوية أقل من ثلاثين مفردة، هنا لابد من مراقبة سير نموه اللغوي، وفي حال بلغ الثلاث سنوات بمحصله لغوية تقل عن مئتي كلمة فلابد من عرضه على أخصائي.
أهم نقطة عند بدء العلاج هي التأكد من سلامة الجهاز السمعي وعدم وجود فقد جزئي او كلي لحاسة السمع.
من الجدير بالذكر أن مصطلح نطق أشمل من مصطلح انتاج اللغة، لان النطق يتمثل بأي صوت يخرج من الجهاز السمعي واضطرابات النطق تسبق اضطرابات اللغة.
إما فيما يخص اضطرابات اللغة فهي تشير إلى وجود مشكلة بإستخدام الرموز اللغوية وانتاجها على شكل حروف وكلمات من ثم مقاطع وجمل.
ماهي أسباب تأخر النطق واللغة لدى الاطفال؟
مشاكل في تركيب جهاز النطق
سواء كانت بالفم مثل «الشفة الارنبية» والتي ربما تؤثر على سقف الحلق.
والخلل والصعوبة في تحريك عضلة اللسان ربما بسبب وجود شريط ليفي يمسك اللسان من الاسفل وهو مايسمى «ربطة اللسان» ولكن هو يؤثر في نطق بعض الحروف مثل الراء واللام وقد لايؤثر ابدا.
بالإضافة للخلل في التنسيق العام بين اعضاء النطق وطريقة التنفس.
ووجود خلل في الجهاز السمعي، منذ الولادة او مابعدها بسبب الالتهابات المتكررة في الاذن.
كما أن وجود بعض الاضطرابات مثل اضطراب التوحد او الإعاقة العقلية تساهم في تأخر النطق عند الطفل.
ومن الاسباب أيضا ضعف التواصل مابين الأهل والطفل وتركه مع الخادمة أو أمام التلفاز أو اشغاله بالاجهزة الذكية لساعات طويلة.
كيف نعالج تأخر النطق؟
كثيرٌ من الأشخاص يلجأون للخلطات الطبيعية والمكملات الغذائية، نود إخبارهم أن هذا الأسلوب في العلاج غير فعال ولا يؤثر بالنطق هو فقط من الممكن أن يحسن صحة الطفل ويرفع مناعته، ولكن النطق بحد ذاته سلوك بالتالي هو بحاجة للتدريب والممارسة حتى يتم اكتسابه، ويكون عن طريق تدخل أخصائي النطق الذي يقوم بتشخيص الحالة من ثم مباشرة العلاج.
ولابد من رصد مايسمى باللغه الاستقبالية للطفل فهي بالمقام الاول من ثم تليها اللغه التعبيرية، تتمثل اللغة الاستقبالية بفهم الطفل للكلام الموجه إليه وإدراكه للتعليمات والأوامر حتى وإن لم يستطع النطق، وهي الأهم لأن عليها تبنى اللغة التعبيرية التي يستخدم من خلالها الطفل رموز اللغة ليشكل جملا .
إن الاطمئنان لسلامة اللغة الاستقبالية يجعل اخصائي النطق يباشر العمل على اكساب الطفل اللغة التعبيرية، في حال وجود مشكلة باللغة الاستقبالية فلابد من العمل على حلها قبل الانتقال لاكساب الطفل اللغة التعبيرية.
نصائح لتجنب حدوث مشاكل بالنطق واللغة لدى الاطفال:-
-نوصي الأم بالتعود على الحديث مع طفلها منذ المرحلة الجنينية وذلك عند بلوغ الجنين سن ستة شهور.
-استخدام لغة سليمة وغير مكسرة عند الحديث مع الطفل.
-الحديث مع الطفل في كل الاوقات سواء وقت الرضاعة او تغيير الحفاظة او الاستحمام.
-الغناء ورواية القصص للطفل، ولا بأس من استخدام جمل طويلة بالحديث اليه فهي تساهم في رفع ادراكه بالمستقبل.
-ان استخدام الطفل للاشارة والايماءات مقبول خلال الستة شهور الاولى من عمره، فهي متناسبة مع مرحلته العمرية، لكن بعد ذلك لابد من حثه لاستخدام رموز ومصطلحات اللغة.
ولنتذكر أنه كل ما كان التدخل لحل المشكلة باكرا كانت النتائج أسرع وأفضل وأن مسألة ارسال الطفل الذي يعاني من مشكلة بالنطق إلى الحضانة او الروضة بهدف اكسابه مفردات جديدة سلاح ذو حدين فهو في حين أنه قد يثري لغته في بعض الاحيان إلا أنه قد يعرضه للسخرية من أقرانه او حتى تعرضه للتنمر، بالتالي سيكون التأثير النفسي عليه قاسياً حيث الشعور بالاحباط والحزن لأنه يفتقر للغة التي تسهل تواصله مع ذلك المحيط وهذا يسبب له الانسحاب و الانطواء على نفسه لذلك لابد من استشارة اخصائي النطق في تلك المسألة.