غالباً لا تسمع أصوات الشباب في المجتمع مما يجعل هناك عقبات أمامهم للمشاركة في عملية صنع القرار السياسي. إن توفير الفرص للشباب في ظل الوضع الاقتصادي الحالي يشكل تحديا حقيقيا يواجه الحكومة ويتطلب منها وضع ذلك في قمة الأولويات.
لقد تحدث جلالة الملك عبد الله الثاني عن عمق المسؤولية تجاه الشباب وأكد على ضرورة توفير المساواة والفرص العادلة لهم في العديد من المحافل المحلية والدولية، كما أشار إلى إن أخذ قضايا الشباب على محمل الجد ليس خياراً لكنه أولوية ملحة في بلدان المنطقة عامة والأردن خاصة.
لقد بات الشباب يواجهون تحديات اجتماعية واقتصادية في بيئتهم تعيق تحقيق أحلامهم وغالبا ما تتوقف الأمنيات الشبابية على رصيف الانتظار نتيجة للظروف الاقتصادية وقلة الفرص ونقص التمويل والدعم المالي لمن يملك أفكارا ريادية او استثمارية.
هناك حديث دائم عن تمكين الشباب وضرورة تشجيعهم على تحمل مسؤولية حياتهم من خلال اتخاذ الخيارات والاجراءات التي من شأنها تحسين وصولهم إلى موارد المعرفة وزيادة قدرتهم على تغيير حياتهم إلى الأفضل، حتى لا يصل هؤلاء الشباب إلى مرحلة نقص المهارات والمعرفة اللازمة لحل المشكلات وإحداث التغيير.
إن تعبئة قدرات الشباب والشابات وتنميتها في المجتمع باتت ضرورة حتمية، فالاهتمام في قضاياهم لم يعد ترفاً فكرياً، وبالتالي لابد من ابتكار مزيد من البرامج والمبادرات التي تساعد على أعداد الشباب ليكونوا قادة ورياديين في العمل.
يجب دعم الشباب وتحفيزهم على الإبداع وذلك بنشر الأعمال الأدبية وتشجيع الأنشطة الثقافية بشكل عام. إضافة إلى أنه يجب توفير بيئة تساعد الشباب ليصبحوا جزءا من نشاطات واقعية تقدم إلى المجتمع من خلال التنويع في الأعمال التطوعية.
لقد أثبتت الظروف في السنوات الأخيرة أن الشباب يستطيعون إحداث فرق وأثر في أي بيئة يتواجدون فيها بطريقة فريدة ومبتكرة بما يمتلكونه من طاقة وحماس وتفاؤل ورغبة حقيقية في الإنجاز والتغيير وهو ما يعول عليه لإحداث تنمية حقيقية وللسير قدماً في مسيرة الإصلاح والتطور.
ولتحقيق التمكين الحقيقي للشباب لابد من توفر مخصصات توضع في بند يسمى صندوق تمكين الشباب وذلك في جميع المؤسسات الشبابية والجامعات لاستخدام تلك المخصصات في إشراك الشباب في مؤتمرات عالمية ومشاريع عمل مع شباب من مختلف أنحاء العالم لنستطيع كسر الحدود وتخطي أي فجوة معرفية، مع ضرورة التركيز على القيم والمبادئ الأخلاقية التي تعزز الأمل والمحبة والسلام.
وأخيراً على وزارة الشباب العمل على إنشاء شبكة أعمال تجمع فيها قادة المجتمع الشباب في محاولة لإشراكهم في مشاريع محلية وعالمية كما يجب تشجيع استخدام التكنولوجيا والوسائط الرقمية بشكل يلبي احتياجات الشباب بشكل أكثر فاعلية استجابة لرؤية جلالة الملك عبد الله الثاني بأن الشباب هم طاقة المستقبل.
A_altaher@asu.edu.jo