نحن وصفقة القرن
11:15 29-1-2020
آخر تعديل :
الأربعاء
عندما أتحدث بكلمة نحن فإنني على اعتقاد جازم أنني أعبر عن الأغلبية العظمى من ابناء الشعوب العربية، فهذه الأمة يمكن أن تضعف ولكنها لن تموت، يمكن أن تعبّر عن رأيها، ولن تسكت، لن ادخل في تفاصيل «الصفقة» فهي معروضة كنا نسمع عن تسريبات سابقة أصبحت الآن واضحة للعلن، سياسياً واقتصادياً وما تعنيه العاصمة والأرض والحدود والجغرافيا وكل هذه التفاصيل أعلن الفلسطينيون سلطة ومنظمات عن الرفض، وهم أصحاب الحق الشرعي ولا يمكن أن يكون هناك حل دونهم، وأعلن جلالة الملك عن رفضه وكان قد أعلنه سابقاً، وأقيمت الندوات والمؤتمرات دعم?ً للرفض، ولا يمكن أن يكون هناك تنفيذ إلاّ عبر الفلسطينيين والأردنيين والقدس لها ارتباط روحي ووجداني مع الأمة، وهناك الوصاية الهاشمية عليها، كما أعلن سابقاً ياسر عرفات بأنه لا يوجد قائد فلسطيني أو عربي يمكنه التنازل عن القدس وهذا موقف يسجل له بغض النظر عن الأخطاء السياسية الأخرى، وأيضاً نفس الموقف الأردني الرافض المساس بالقدس والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، نحن بحاجة إلى موقف وطني صلب نتناسى فيه خلافاتنا السياسية ومماحكاتنا الحزبية، نحن بحاجة الى مرحلة جديدة تؤسس على أساس التصدي من خلال إفراز القيادات الح?يقية التي تتناغم مع الشارع وليس هي في واد والشارع في واد آخر، نحن بحاجة إلى قيادات تعيش المعاناة الاقتصادية والسياسية بكل تفاصيلها وتعتبر المساومة على الحقوق خيانة عظمى.
الأردن مر بحالات تحدٍّ اثناء حرب الخليج وهناك تناغم بين الموقفين الرسمي والشعبي، ورفض الحصار على العراق لأن الشعب العراقي كان هو المتضرر من الحصار، وفي نفس الوقت لم يؤيد دخول الكويت في إطار الحل العربي، وعندما تسلّم زمام أمورك إلى عدوك وتطلب منه الرحمة أو العدل فإن ذلك غير موجود في قاموسه.
الابتسامات التي تعلو وجه نتانياهو وزهو ترمب الذى ينفذ النبوءة الإنجيلية هي في عمر التاريخ قصيرة أمام إصرار الشعب الفلسطيني الذي يجب أن لا يخذله الموقف العربي في مواجهة الاحتلال والحصار، إن لحظة تقفها بعض القيادات العربية بصدق وأمانة، هي لحظة تسجل لها في التاريخ وبغير ذلك فإنها تسجل عليها في التاريخ الذي لن يرحم.