السلط - لينا عربيات
للبوح نكهة خاصة مع المخرج المبدع سعود الفياض خليفات الذي يرى أن المسلسل التاريخي القادم «السنابل والرماح» سيعيد الألق للدراما الأردنية ويكرمها بمعالجته الدرامية الواقعية التي تتضمن صورة توثيقية عن مؤسسي المملكة بأسمائهم الحقيقية.
ويقول خليفات: «منذ 8 سنوات والجهود مستمرة في سبيل أن يرى مسلسل (السنابل والرماح) النور، والذي كتبه وأطره الكاتب الكبير محمود الزيودي، وشهادتي به مجروحة لكوني متابع للنص منذ البداية وأتيحت لي الفرصة لقراءة النص كاملا وتقييمه، وقد اكتملت سعادتي بالعمل بعد قيام التلفزيون الأردني بشراء النص، حيث وضعت خطة لإنتاج العمل في العام القادم ليعرض بمناسبة الذكرى المئوية على تأسيس المملكة».
ويضيف خليفات ان المسلسل يعطي صورة توثيقية واقعية للأجيال عن مؤسسي الأردن بأسمائهم وشخصياتهم الحقيقية في الفترة من 1921-1952، ويتحدث عن الانجازات التي رافقت مسيرتهم، لينتهي الجزء الأول من العمل بتولي جلالة المغفور له الملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه سلطاته الدستورية.
ويبين خليفات أن المسلسل يبتدئ في أولى حلقاته الثلاثون بأحداث حصلت في العام 1921 بمشهد يجسد الواقع من خلال تصوير الجنرال «غورو» الذي عين قائدا للانتداب الفرنسي في لبنان وسوريا وقائدا لجيش الشام مع مرافقيه، ويتخلل المشهد إطلاق الأعيرة النارية من قبل الثوار السوريين على موكب القائد الفرنسي ما يؤدي إلى قتل سائق المركبة ويصيب غورو في يده الخشبية والذي ينجو من عملية القتل، حيث يلجأ الثوار السوريون إلى شرق الأردن للحماية من الاستعمار الفرنسي، ليقوم الأمير عبدالله الأول بن الحسين بحمايتهم ورفض تسليمهم للمستعمرين.
ويبين خليفات أنه تم الاعتماد في نص المسلسل على المذكرات الشخصية لكوكبة من المؤسسين للاردن، حيث جاءت الوقائع صادقة في طروحاتها تحمل في ثناياها تاريخ معرفي يغذي فكر الأجيال القادمة عن النضال التاريخي لمؤسسي المملكة. مؤكدا أن المسلسل سيقوم بتكريم الدراما الأردنية ويرفع من شأنها بنقلة نوعية بات الجميع في حاجتها.
وعن الدراما الاردنية بإطارها العام، يرى خليفات أن الدراما بعدت كثيرا عن المشاهد وعن الطرح الصادق الفعال في الوصول إلى المتلقي في مكنوناتها؛ مشيرا إلى أن طروحات المسلسلات في فترة الزمن الجميل كانت تؤطرها المصداقية التي نفتقدها حاليا، بما قد يخدش خزينة الدراما الثقافية من معرفة بأساليب العيش وإجادة اللهجة خاصة في المسلسلات البدوية التي باتت تعتمد على شكل الممثل دون صدق الطرح، ما شكل عزوفا كبيرا لدى المتلقي الأردني والعربي عن هذه الأعمال الدرامية.
ويؤكد خليفات أن ما أنتج من دراما خلال السنوات العشر الأخيرة خرج عن المسوغات الدرامية الصادقة التي تطرح قضايا تهم السواد الأعظم من المشاهدين، والتي تم طرحها بطريقة مشوهة للأحداث. لافتا إلى أن غياب المؤسسات الرسمية الداعمة للمشهد الدرامي وغياب المعرفة لدى صاحب القرار بأهمية وقيمة الدراما وقدرتها على اجتراح المعجزات وتأثيرها على بناء المجتمعات وإحداث التغيير المنشود نحو الأفضل، ساهم في واقع مؤلم للدراما الأردنية. خاتما بالدعوة إلى الاهتمام بالدراما باعتبارها ذخيرة جميلة وصناعة فنية ثقافية لها مردودها المادي ا?ذي قد يرفد خزينة الدولة.