أسوأ الكلام هو الكلام الذي لا يُبنى على أدلّة تُعزّزه على نحو لا يقبل الشك، أو على شواهد متينة أو ملاحظات دقيقة لا يُشقّ لها غبار.
وهو الكلام المبني على انطباعات أو معلومات مبتورة أو عبارات مُخرَجة عن سياقاتها أو أنصاف حقائق أو استنتاجات خاطئة.
وهو كلام الهُواة الذين يُقدّمون أنفسهم، أو يُقدمهم البعض، على أنهم خبراء وعارفون، والخبرة والمعرفة منهم براء.
وهو الكلام المنطلق من الحالات الانفعالية، كالإحباط أو الغضب أو الحقد أو الفشل أو الرغبة في الانتقام أو تصفية الحسابات.
وهو الكلام الساعي إلى التّصيُّد والتحريف والتشويه والتزييف، وكيل التهم، والرغبة في الذم والشتم والقدح والأذى والانتقام.
وهو الكلام المُروّج للإشاعة والمُسوّق للأنماط المغلوطة ضد الأفراد والجماعات والمُثير للأحقاد والداعي إلى الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
وهو الكلام الذي لا يُعنى سوى بالأخطاء والعيوب والسلبيات والإخفاقات؛ وهو السوداوي الذي لا يظهر على راداراته سوى كل ما هو مُحبط ومُثبّط وهدمي وعدمي.
وهو الكلام الذي لا ينظر للأمور سوى من زاوية واحدة؛ هو الكلام أحادي النظرة المُغرق في الذاتية والمبالِغ في ثقته برأي قائله.
وهو الكلام المبني على مقارنات خاطئة،منطلقة من عقدة نقص تجاه الأمم الأخرى، فيهدف دوماً إلى التقليل من شأننا أفراداً ومجتمعاً والحط من قدرنا والتشكيك بإمكاناتنا وتسفيه منجزاتنا.
وهو كلام الذي يهرف بما لا يعرف، المتحرر من كافة القواعد والأعراف والأصول.
أسوأ الكلام هو الكلام اللامسؤول.
وأسوأ الكلام هو ما يستخدم الحق ليريد به الباطل.
وأسوأ الكلام هو كلام الطابور الخامس.
وأسوأ الكلام هو كلام الأنا والأنانية والنرجسية كلام فرسان طواحين الهواء.
وأجمل الكلام هو المُؤسَّس على عكس كل ما قيل أعلاه.
هو كلام المنطق والعقل.
كلام الخطاب الدقيق والتحليل العميق والنقد الحصيف.
كلام المهنية والصدقية والاحتراف.
كلام العلم والمعرفة والحكمة.
الكلام الذي يبعث في النفوس الأمل ويُقوّي العزيمة ويؤمن بالقدرة على إحداث التغيير.
كلام العمل والفعل والإنجاز.
هو كلام التسامح والتعايش والاحترام المتبادل والثقة بالآخرين.
هو الكلام المُسائِل بأدب وأصول؛ والمساءَل أمام نفسه؛ هو الكلام المسؤول.
أجمل الكلام هو كلام الإيمان.
أسوأ الكلام يشدّنا إلى الخلف، يُفرّقنا يُمزّقنا ويُلقي بنا في مهاوي الردى؛ وأجمله يجمعنا يُوحّدنا يُفجّر فينا الإرادة والعزم والقدرة على الإنجاز والسير قدماً.
أسوأ الكلام السّلبي؛ وأجمله الإيجابي.
أسوأ الكلام خطاب الكراهية؛وأجمله خطاب الحبّ.
مواضيع ذات صلة