كتاب

جدل المناهج

في كل مرة تثار فيها قضية المناهج، لا أستغرب أبداً خلط العديد من (المهتمين) بين المنهاج والكتاب المدرسي، وللأسف يقع البعض في ذلك ويبدأ النقاش مبتوراً ولا يصل إلى نتيجة مقنعة بل يترافق بالاتهامات والشعارات والإشارة إلى الاستفادة المادية نتيجة شراء خدمات لعدد من الخبراء.

نحتاج بحق الى فتح ملف تطوير المناهج وليس الكتب المدرسية ونحتاج الى فتح ملف القياس والتقويم وليس الامتحانات والاختبارات، ونحتاج أيضا الى فتح ملف اعداد المعلمين وليس التدريب ونحتاج الى فهم أكاديمي سليم ودقيق لمفهوم التطوير المنشود.

على سبيل المثال ليس المختص في أساليب التدريس هو المسؤول عن المنهاج؛ بل من يضع تصوراً لمنهاج مادة اللغة الإنجليزية مثلاً ومن يضع اطر النتاجات العامة والخاصة لهذا المبحث هو المتخصص في اللغة الإنجليزية وهو الملم بحيثياتها، ويكمل دوره فريق كبير يترجم هذا التصور إلى كتاب مدرسي، يخرج بطبعات مختلفة ولكن تبقى النتاجات ذاتها، ليخرج الطالب بحصيلة من المهارات المطلوبة.

نلاحظ دون عناء عدم رغبة الطالب في الدراسة لأسباب وظروف محيطة ومؤثرة عليه ومن أهمها الكتاب المدرسي والذي هو صورة واداة يجب ان تجذبه للدراسة وحب العلم ولكن بعيدا عن التنظير لا يحصل ذلك على اقل تقدير.

التدمير والإحباط والاستفادة المادية والمصالح المشتركة لقاء عملية إعداد المناهج ومن إصدار الكتب المدرسية وتفاصيل عديدة يمكن طرحها للنقاش وبمشاركة الجميع وبمن فيهم الطالب الغائب عن مضمون ذلك ليطرح رأيه في الكتاب المدرسي وليس المنهاج.

لا نحتاج الى جدل في قضايا المناهج ولا نحتاج إلى اراء شخصية في هذا المجال فالأمر لا يحتمل مزيداً من مضيعة الوقت والجهد والمال والإحباط لدى الطلاب الأطفال منهم خاصة، إن ما نحتاج اليه هو تطوير مناهج بأطر قومية ووطنية ومنظومة أخلاقية ترتقي وتسمو بالأجيال الناشئة إلى مستوى البشرية ومن ثم العمل على ترجمة هذه الأطر إلى مواد دراسية تتغلغل في الكتب المدرسية العلمية منها والإنسانية. ما يحتاج إليه الوطن الآن عقولاً نابغة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وكفانا غوغائية وتخبطاً وضياعاً.

fawazyan@hotmail.co.uk