ليس من المستغرب لعشاق مطرب معين أن تصل تذكرة لحضور حفلته في السوق السوداء إلى 500 دينار إضافة إلى اجور التنقل للعقبة والحجز في فندق مناسب وتكاليف أخرى قد تصل الى راتب موظف عادي في الشهر.
هذا التناقض الاجتماعي يبرز بشكل مباغت في مجتمعنا ليظهر الفجوة الحقيقية بين الوضع الذي نعيش اليوم وبين الفئات العادية والتي أصبح بمقدورها الاستدانة لشراء تذكرة لحفل فني او شراء موبايل حديث او أي سلعة استهلاكية.
أن تصل التذكرة إلى هذا الرقم فذلك يعني الكثير ويعني أيضا ضرورة النظر الى قيمنا الاجتماعية التي تفرض على فئة معينة الركض والهرولة نحو ثقافة معينة لا تفيد المجتمع في التقدم، بل تعكس تخلفا واضحا وما يثبته ذلك من بقايا ما بعد الحفل والمناظر المؤذية تبعا لذلك.
ترى الى ماذا تشير لهفة البعض لحضور حفل ودفع الغالي من اجل ذلك على الرغم من وضع بعض من تلك الفئة الصعب والحرج؛ اعرف بعضا منهم يقع في فخ القروض ليحصل على مظهر اجتماعي ويبقى في متاهة طوال فترة سنواته من التسديد وإعادة جدولة القروض لسيارة او بيت او جهاز كمبيوتر او موبايل «اخر موضة» او الشراء عبر النت او طلب تكسي وبنود أخرى ليست في مقدوره ولكن يتصرف وفقا لمتطلبات اقرانه من «الشلة » دون التفكير في عواقب ذلك ابدا.
نتحدث عن ظاهرة التذكرة والكثير من المغالطات والتصرفات التي تجعل امثلة من الفئات تقدم على التقليد الاعمى دون الإحساس والشعور مع أبناء وبنات جلدتها الاجتماعية، بل وفي أحيان كثيرة على حساب العائلة وظروفها الصعبة.
لا بد من الوقوف مطولا امام ارتفاع الأسعار في السوق السوداء للعديد من الخدمات، ولا بد أيضا من سؤال شاب على سبيل المثال لماذا يشتري إسواره بمبلغ قد ينقذ جائعاً، او فتاة على اقتناء قطة او كلب تكفي نفقات ذلك لإيواء مسن او عاجز او الستر على محتاج؟
نتحدث عن أوضاع اقتصادية صعبة ولكن المستغرب أن أجزاء من الطبقة المتوسطة هي من تقوم بذلك، فهل من سبيل لمعالجة هذا الضرر الاجتماعي والرفاهية الزائفة!!؟
fawazyan@hotmail.co.uk
تذكرة مطرب!
11:00 5-10-2019
آخر تعديل :
السبت