كتاب

المعلم.. نعم ولكن!

نعم لجميع المطالبات بتحسين مستوى معيشة المعلم، ولكن ثمة العديد من المسؤوليات والتي على الجميع الانتباه إلى الدور الجديد للمعلم والواقع الذي يعيشه المعلم الآن والذي لا يمكن مقارنته مع المعلم في العقود السابقة.

يواجه معلم اليوم العديد من التحديات ومن ضمنها امتلاك المهارات والقدرات المهنية والتي على نقابة المعلمين وضع أسس مهنية متقدمة لها شأنها شأن النقابات المهنية الأخرى وإرساء قواعد الارتقاء المهني جنباً إلى جنب مع المسار الوظيفي للمعلم في القطاع العام والقطاع الخاص.

من الظلم مقارنة معلم الأمس بمعلم اليوم؛نظرا للظروف المختلفة والامكانيات المتاحة وحتى الدافعية الشخصية لمن يرغب بدخول سلك التعليم.

قدسية رسالة المعلم ليست شعارات ومطالب ولكنها صفات واتجاهات لدخول معترك العملية التعليمية التعلمية وانعكاس مضمون ذلك على الغرفة الصفية وبشكل واضح ونتائج طيبة تنعكس على المدرسة والبيت والمجتمع على حد سواء.

نعم للمطالبات بتحسين مستوى المعيشة للمعلم ضمن المحاولات الجادة لرفع سوية مهنة التعليم وتوجيه الدعم نحو المدرسة والكادر التعليمي والإداري أيضا ورفده بكفاءات تربوية قادرة على إدارة الغرفة الصفية باقتدار.

معلم اليوم متنوع ومتعدد ويحتاج الى تدريب وتأهيل مستمر ومنظم، بل ومتقدم طوال فترة ممارسته لمهنة التعليم والتي تعتبر من أهم وأشرف المهن جنباً إلى جنب مع المهن الأخرى بانسجام وتوافق وتكامل.

نعم للمعلم مكانة لا يختلف عليها أحد، ولكن لسنا ابداً مع التصعيد والاعتصام والاحتجاج، والجميع مع الحوار والانفتاح والحرص على المصالح الوطنية ومنها مصلحة الطلبة وكرامة المعلم واستقرار المجتمع أولاً واخيراً.

نعم للتعبير عن المطالب المشروعة ولكن لا لبث المشاهد المشوهة ومظاهر الكره للمعلم المتظاهر والصدام مع الجهات الأمنية ودفع المشهد نحو العداء المبطن فيما بينهم.

نعم للتعبير الصادق والمسؤول والحرص الوطني المخلص للأردن وليس لفئة ولمهنة معينة فالجميع حماة للوطن ولمنعته في وجه التحديات ومحاولات النيل من إنجازاته على مدى السنوات السابقة.

في النهاية نأمل أن نتوصل جميعاً إلى حلول مناسبة ولكن علينا الانتباه للمصلحة الوطنية والتي لا تتجزأ الى حقوق دون تقديم الواجبات؛ بصراحة على المعلم ان يقدم ويتعب على نفسه أكثر دون ان يتعب الاخرين معه أكثر

Fawazyan@hotmail.co.uk