علمتني الحياة أن الخطوة الأولى لتخطي الصعاب هي أن تهدأ وتتخلص من الانفعال لتستطيع البدء بالتفكير بالخطوة الصحيحة التالية. ان الارتباك والعصبية احيانا يكونان أكبر من حجم المشكلة ذاتها بالرغم من أن الحياة لا تقف عند موقف أو مشكلة ما. غالباً ما يوجهنا الغضب باتجاه مختلف وبعيد عن الحل، بالرغم من أن الحياة محاطة بالكثير من النعم والعطايا والتنظيم واللطف الالهي.
اعتدنا القيام بعدة اعمال بنفس الوقت واحيانا قد ننجح بالقيام بأدوار لا نعلم اننا معدون للقيام بها وبالرغم من ذلك هناك حقيقية اكيدة أن كل ما يحدث لنا هو من صنع أيدينا. علينا أن لا نجعل أنفسنا رهينة للأنماط التي تعودنا عملها.
نرتكب الأخطاء في الحياة وقد نعطي فرصة للاشخاص لكي يتعاملوا معنا بطريقة غير عادلة أو غير طيبة لاعتقادنا انه لا نملك خيارا أفضل وهذا خطأ فادح. علينا أن نكتشف نقاط قوتنا وأن نعمل على تقوية أنفسنا لمواجهة الظروف. ان العمل على تنمية نفسك وبناء الذات عملية مستمرة تبدأ منذ بدايات سن الشباب وتستمر.
في الحياة الأمر متعلق بك وليس بهم. ما أجمل أن تمتلئ بذاتك من خلال تجميلها بالثقافة والعلم مما يجعلك تملك الكثير لتقدمه وتعطيه لغيرك. لكل شيء موسم وآوان سيأتي بالجد وبالعمل المخلص ومن خلال التركيز على ذاتك لا على ما يقوم به الغير.
إن الانشغال بحياة الغير وبنشاطهم يشبة أن تكون في حلبة سباق للجري في تلك المساحة تركيزك على غيرك هو ما يهدر الطاقة منك، فلا تضيع وقتك بالنظر خلفك لترى مكان الاخرين وماذا يفعلون وإلا ستكون النتيجة البقاء محلك أو التأخر خطوات عن الأخرين فأنت تستطيع التحكم بنفسك لكن لن تستطيع التحكم بالاخرين.
هناك وقت وجهد يهدر في الانشغال بما يفعل الاخرون وفي المتابعة والمراقبة والحديث عما يفعل الغير وهذا وقت ضائع عالي التكلفة بلا قيمة وهو من أهم أسباب قلة الإنجاز وعدم العمل والخسران لك ولغيرك.
عليك أن تملك أكثر من حلم عليك أن تؤمن بنفسك. حاول أن تقتنع أنه إذا عملت بجد وطورت نفسك وقدراتك ومهاراتك ومواهبك هناك شيئا أعظم وأفضل بانتظارك. لا تنسى أن تحدد أهدافك وأن تعرف ماذا تريد أن تعمل، وما هي المنصة التي تريد الوصول إليها، فذلك يجعلك تنجح ويُمكنك من التغلب على المصاعب والتحديات التي تواجهك.
جميل أن تعرف أين تريد أن تكون، في اللحظة التي تعرف ما الذي تريده ستعرف ما الذي عليك فعله وعندها فقط ستبدأ بتحقيق النجاح وستكون حياتك ممتلئة بوجودك وهو وقود العمل.
شباب الوطن أنظر في عيونكم فأرى الضوء الذي سينير المستقبل كونوا سعداء هادئين كسمفونية القدر لبتهوفن وتزودوا بالعلم والثقافة فأنتم الأمل.
A_altaher@asu.edu.jo
مواضيع ذات صلة