بغض النظر عن موقفنا من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي كأدوات للضغط السياسي ورغم أننا على قناعة مطلقة بأن كل الحلول التي تقدم من هذه المؤسسات لا يمكنها أن تأخذ البعد الاجتماعي للسياسات التي تفرضها على الدول المدينة إلى أن هذه المؤسسات في اطار الدراسات والبحوث وخاصة في بعدها الاجتماعي تكون متوازنة وحيادية وصادقة في التقييم ففي مقالتي السابقة نوهت إلى أن ريادة الأعمال كونها المحركات الجبارة التي تتحكم في النمو الاقتصادي من خلال تغير مفهوم تنمية الموارد إلى إدارة الموارد البشرية فيقول البنك الدولي في سياق قراءته لواقع الأردن التنموي أن الأردن دولة تتربع على عرش المنطقة في ريادة الأعمال واستيعاب مخرجات الثورة التكنولوجية ويتفوق الأردن على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤشرات: ابتكار المنتجات واستيعاب التكنولوجيا المنافسة ومهارات الشركات الناشئة والدعم الثقافي، تتخذ حكومة الأردن خطوات أساسية لدعم ريادة الأعمال والتغلب على التحديات المستمرة التي تواجه الأردن داخلياً وخارجياً، هذا يثبت ما ذهبت إليه بأن الأردن يجب أن يركز على آليات ادارة الموارد البشرية وليس الاعتماد على تنميتها دون ربطها في واقع وقدرات هذه الموارد لأن التكديس دون التوظيف يؤدي إلى الاحباط وهو مرض العصر في الدول النامية وهو العامل الحاسم في هجرة العقول المبدعة والخلاقة وخاصة في قطاع الشباب، والذي يشكل ما نسبته 54 في المئة من سكان المملكة، لقد تبين ومن خلال مراقبة التحول الحاصل على وعي الشباب الأردني يلاحظ أنه كان في مقدمة الصفوف لتبني الابداع والابتكار ليس فقط في مجال التنمية الاقتصادية ولكن أيضاً في مجال التنمية السياسية وهذا كان واضحاً خلال اللقاء بين نخبة من شباب الأردن ومجلس النواب حيث لوحظ من خلال مداخلات الشباب أنه جمهور يملك من الوعي السياسي المتقدم والرؤية الواضحة والشغف الى التمكين الديمقراطي وترجمة رؤية جلالة الملك ما يجعلنا نفتخر ونطمئن للمستقبل الواعد الذي ينتظر أردننا الحبيب وقد كان لقاء يشكر عليه مجلس النواب ورئيسه لأنه سلط الأضواء الى أن قيادة الأعمال والابتكارات للشباب الأردني وانجازاته على الصعيد الإقليمي وشمال القاره الافريقية تسير بتوازي وعمق تشخيصهم لواقع التنمية السياسية والتمكين الديمقراطي وحرصهم على المشاركة السياسية الفاعلة في ظروف قوانين انتخابية تأخذ بعين الاعتبار مستوى وعي وطموح وتطلعات محركاتنا الجبارة الشباب الأردني وما يجعلنا مطمئنين تماما لهذا الجهد ولهذا المستقبل هو قيادة ولي العهد الحسين بن عبدالله المفدى للجهد الشبابي وتبني ابداعاتهم ومبادراتهم لنقول بكل وضوح ان المستقبل زاهر لا محالة.
البنك الدولي وريادة الأردن الشبابية
12:15 16-7-2019
آخر تعديل :
الثلاثاء