ولي العهد والموازنة بين الأصالة و الحداثة
11:00 29-6-2019
آخر تعديل :
السبت
في الذكرى الخامسة والعشرين لميلاد سمو ولي العهد الحسين بن عبدالله الثاني حفظه الله نواكب كل مراحل تطور واقع الشباب الأردني والذين اعتبرهم سموه الرافعة الحقيقية للنهوض الوطني والتطور الديمقراطي وأهم المرتكزات التي يعتمد عليها في استكمال بناء الأردن المعاصر والفتي والقادر على الحفاظ على نموذجيته في التطوير والتحديث للوصول الى الأهداف السامية لوطننا الحبيب القائمة على اردن ديمقراطي معاصر وسندا استراتيجيا لأمته العربية والإسلامية.
وقد ترجم ذلك سموه من خلال اطلاقه لعدة مبادرات استهدفت بالأساس قطاع الشباب من اجل تنمية مهاراتهم والوصول بهم الى مستويات احترافية في انجاز رسالة الأردن السامية رسالة عمان وبالمقابل صياغة أدوات وآليات حديثة ومعاصرة تعتمد في جوهرها على المبادرات الشبابية الخلاقة والمبدعة وذلك من خلال مبادرة حقق والمبادرة الخاصة بالتعاون مع الوكالة الوطنية للملاحة الوطنية لمنح الشباب الأردني فرصة للتدريب في وكالة ناسا مرورا بمبادرة مسار ومبادرة سمع بلا حدود وغيرها وصولا الى مبادرة حرف ض والتي اطلقها سموه تعبيرا عن قناعته المطلقة بانها لغة يجب أن توحد الجهود العربية وخاصة الشبابية لجعلها لغة مركزية ومحورية ومواكبة للتطوير والتحديث المعاصر فهي لغة القرآن الكريم ولغة السياسية والعلم والادب منذ قرون وكل ذلك انبثق من خلال مؤسسة ولي العهد الساعية الى الحفاظ على هوية الشباب الأبرز وهي لغتهم العربية.
من هنا نقول ان سمو ولي العهد الشاب والقادر على قراءة حقيقية وموضوعية للبنية الشبابية الديمقراطية للمملكة الأردنية الهاشمية فهو قادر على احداث تغيير جذري في وعي الشباب من خلال تبني ابداعاتهم ومبادراتهم وطموحاتهم وآمالهم في ترسيخ الأردن نموذجا يحتذى في العصرنة والحداثة ومن جانب آخر حفاظه على الثوابت القيمية التي بنى هذا الصرح العظيم عليها فهو وازن بين الثابت والمتغير والمتغير والثابت بشكل جعله يملك دينامية التواصل مع الفئات الشبابية بطموحاتها المعاصرة وتمسكه بالثوابت القيمية الأردنية والمنطلقة من ثوابت الثورة العربية الكبرى وتركيزه على الهوية العروبية لهذا الوطن وقد تجلى هذا البعد في ترؤسه كأصغر شاب لاجتماعات مجلس الامن في تاريخ المنظمة الدولية والتي خاطب من خلالها مجلس الامن لمناقشة دور الشباب في بناء السلام وحل النزاعات ومكافحة الإرهاب واستكمل ذلك الجهد بعقد المنتدى العالمي الأول للشباب والسلام والامن في الأردن حيث صدر اعلان عمان حول السلام والشباب والامن وادى ذلك الى اصدار قرار تاريخي في مجلس الامن وهو القرار الأول في تاريخ المنظمة الذي يستهدف هذه الفئة بشكل خاص وتوج ذلك الجهد للقرار 2250 حول الشباب والسلام والامن أي ان جهد سموه لم يقتصر على الارتقاء بواقع الشباب الأردني انما امتد هذا الجهد واصبح مبادرة عالمية جعلت من سموه محورا ومرجعا لحل ابرز المعضلات التي تواجه الشباب العالمي.