يذهب الناس عادة الى صالونات الحلاقة لقص شعر رؤوسهم، لكنني لأول مرة أعثر على مبادرة ريادية تتعلق بـ «التبرع بشعر الرأس»
كثيرة هي المبادرات والفعاليات التي تغرق مجتمعنا الأردني، ويتم الترويج لها إعلامياً تحت عناوين الجهد الإنساني والعمل الخيري، وبعض هذه المبادرات صادقة وذات طابع إنساني، لكن العديد منها استعراضي لأغراض دعائية!
وبالنسبة لي فإن «مبادرة حرير» هي الأكثر إثارة للدهشة وذات طابع إبداعي إنساني نبيل غير مسبوقة في حقلها، تتعلق بالأطفال الذين يصابون بمرض السرطان، ويتساقط شعر رؤوسهم نتيجة للعلاج الكيماوي، وجوهر المبادرة يقوم على تبرع أشخاص أصحاء، سواء كانوا من الأطفال أو الكبار بجزء من شعرهم، ثم يتولى القائم على المبادرة الشاب «نهاد الدباس»، مستخدماً خبرته المهنية باعتباره صاحب صالون حلاقة، بتحويل هذا الشعر إلى «بواريك» جمع باروكة، وتركيبها على رؤوس الأطفال الذين تساقط شعر رؤوسهم نتيجة العلاج الكيماوي، ومن المصادفات الغريبة أن الطالبات اللاتي توفين في حادثة البحر الميت في أول شتوة، تبرعن بجزء من شعر رؤوسهن قبل الذهاب الى الرحلة!
الفكرة لمعت في ذهن «نهاد»، إثر وفاة خاله بمرض السرطان «رحمه الله»، وبجهود دؤوبة حققت «حرير» نجاحات ملموسة عبر إقامة فعاليات وأنشطة، في رياض الأطفال والمدارس والجامعات والمولات والشركات والمؤسسات، والقطاعات المجتمعية المتعددة في عمان والمحافظات، لنشر ثقافة التطوع والعمل الخيري، لدعم ومساعدة الأطفال مرضى السرطان، ورسم الفرحة والابتسامة على وجوههم، وتتضمن فقرات ترفيهية وثقافية وتوعوية، وقص الشعر والرسم على وجوه الأطفال، و«التيشيرتات» والقبعات.
أكثر ما يحبط «نهاد» عدم اهتمام الجهات المعنية، والمؤسسات المهتمة بالعمل الإنساني والصحي، وفي مقدمة هذه الجهات مستشفى الحسين للسرطان، وهو المرفق الأول المعني بعلاج مرضى السرطان ورعايتهم نفسياً..!
ولا ينسى مؤسس مبادرة حرير الجهة الوحيدة التي دعمته وهي القوات المسلحة الأردينة، التي وافقت على إنشاء «موقع حرير» داخل مستشفى الملكة رانيا العبدالله للأطفال بالمدينة الطبية، لتقديم الرعاية النفسية والمعنوية للأطفال المرضى بالسرطان والتخفيف من معاناتهم، من خلال التبرع بخصل الشعر وصنع «البواريك»، وإقامة نشاطات متعددة كالرسم والموسيقى، واستخدام الكومبيوتر والأنشطة التعليمية والرياضية، وقراءة قصص الأطفال لصقل مواهبهم، وإطلاق «باص حرير» للتبرع بالدم، لصالح بنك الدم الكائن في مستشفى الملكة رانيا.
لكن «نهاد» يأمل بتكريس المبادرة داخل الأردن، وتوسيع دائرتها لتمتد إلى دول عربية أخرى، ويطمح إلى إقامة مشغل محلي لصناعة «البواريك»، بدلاً من السفر إلى لبنان كما يفعل حالياً على نفقته الشخصية، حاملاً خصلات الشعر المتبرع بها لتحويلها إلى «بواريك» هناك!
Theban100@gmail.com
التبرع بـ (الشعر) !
11:15 22-6-2019
آخر تعديل :
السبت