توفيق عواد.. الأدب إذ يتصدى لهمجية الحروب

تاريخ النشر : السبت 12:00 22-6-2019
No Image

نشر المستشرق الإسباني المعروف «بيدرو مارتنيث مونطافيث» مقالاً رصيناً في الصحافة الإسبانية بعنوان «في مزاد الموت»، وهو مستوحى من استعاداتٍ لبعض فصول الحرب الأهلية، وأحداث لبنان، وعلى وجه التحديد الهجوم الذي تعرّض له منزل سفير سابق لإسبانيا في بيروت ولقي السفير مصرعه فيه، وذهب ضحيته كذلك الأديب اللبناني توفيق يوسف عوّاد (والد زوجة السّفير)، كما توفيت إحدى بنات عوّاد، بينما عانت ابنته الأخرى (زوجة السفير)، من جروح خطيرة جرّاء هذا الهجوم الهمجي.

هذا الحادث كان قد وقع منذ سنواتٍ خلت، ولكنّ لا بدّ أنّه ما يزال ماثلاً يجثم بكلكله وثقله على عائلتَي كلٍّ من السّفير والأديب، وكذا على المستعرب «بيدرو مارتينيث مونطافيث» نفسه إلى اليوم.

همجيّة الحروب

يشير «مونطافيث» في مستهلّ مقاله القيّم إلى أنه لم يكن على علم أنّ توفيق يوسف عوّاد كان زوج ابنة السفير الإسباني الأسبق في لبنان، ولم يعرف بهذه القرابة إلّا من الأخبار التي تناقلتها آنذاك وسائل الإعلام والصّحف حول الحادث. ويقول الكاتب إنّه تعرّف منذ زمن بعيد بواسطة القراءة على توفيق يوسف عوّاد، الأديب الرّقيق الذي يكتب القصص منذ حوالي نصف قرن، والذي يحتلّ مكانة مرموقة في بانوراما الأدب اللبناني والعربي المعاصر، على الرّغم من صمته وانقطاعه عن الكتابة زمناً قبل وفاته.

يقول «مونطافيث» عن توفيق عوّاد كذلك إنه كان يمثّل جمالية أسلوب الأدب العربي الحديث وفتنته، هذا الأسلوب الذي يجري على يراعه منساباً، متواتراً، جميلاً، مهذّباً، صقيلاً، موحيّاً، ومركّزاً، تغلفه مسحة من الغموض والحزن، وتطبعه غلالة من الكآبة والقلق. وبعد أن يثني على طريقة الكتابة عند عوّاد، يقول إن هذه السّمات كانت تميّز أكثر من كاتب لبناني ينتمي إلى جيله.

ويوضح «مونطافيث» أنه عندما قام بمراجعة أوراقه وجذاذاته التي جمعها منذ سنوات حول حياة هذا الأديب، وجد في بعضها تصريحاً كان قد أدلى به عوّاد إلى صحيفة لبنانية مرموقة، يثير فيه موضوعاً مأساوياً ذا مغزى عميق ما فتئنا نعيشه إلى اليوم، بل إنّه ازداد تفاقماً وتصاعداً وتواتراً وتوتّراً في اتّجاه غير معقول على مرّ السنين وتعاقبها إلى درجة التناوش والاحتدام اللذين عاشهما -وما فتئ يعيشهما- لبنان، وكذا العديد من البلدان العربية والإسلامية إلى وقتنا الحاضر. وعن هذه الأحداث الدامية يتفتّق أو ينبثق سؤال صعب وهو: كيف تتحوّل همجيّة الحروب وفظاعاتها الى مادّة أدبيّة وقصصيّة؟

إنّ الحروب الأهلية التي عرفتها لبنان، والتي تعاقبت على هذا البلد، ترجع جذورها ودواعيها لأسباب داخلية وخارجية، نظراً لعوامل متعدّدة، منها طبيعة تنوّع فسيفساء المجتمع اللبناني الذي يتألف من أجناس وأعراق وإثنيات وديانات وطوائف ومعتقدات ومذاهب متباينة، ولهذا يُعَدّ هذا المجتمع من أكثر المجتمعات العربية تركيباً وتعقيداً، ومع ذلك فهو من أكثرها تميّزاً وإبداعاً في الميادين المختلفة. وهذه التركيبة المجتمعية الغريبة في هذا البلد تعود لسنين بعيدة، نظراً للحضارات والثقافات المتعدّدة والمتباينة التي تعاقبت عليه، والتي انصهرت في بوتقة المجتمع اللبناني متعدّد الألوان والأطياف كما نعرفه اليوم.

طواحين الموت في بيروت

كان توفيق عوّاد قد نشر قصّة بعنوان «طواحين بيروت»، نُقلت إلى الإنجليزية تحت عنوان «موت في بيروت»، وهي تترصّد التطاحن الأهلي الفظيع الذي كان وشك الحدوث في ذلك الإبّان. كانت هذه القصّة تبدو في الحقيقة كنوعٍ من رجع الصّدى، أو إرهاصاً لما سيحدث، كما أنّها كانت نتيجة صراع مسلّح آخر حدث قبل ذلك بكثير مباشرة بشكل متواتر ومتشابك مرتجّ وصادم، وهو حرب الأيام الستة في عام 1967.

كان توفيق يوسف عوّاد، مثل الآخرين، يدين بشدّة تلك «الحروب البليدة» التي كان الجميع مجرميها وضحاياها في آنٍ واحد. كما كانوا موضع لهوٍ فيها كما لو كانوا أطفالاً يعبثون. كان ممّن يعتقدون أنّ الوضع المتردّي هو نتيجة تدهور النظام، وبسبب الخلافات العقائدية والتخلف، ويقول في ذلك: «تلك الحروب تخلو من أيّ معنى، وليس لها أيّ نتيجة يمكنها أن تنتهي إليها، إلّا أنّ الثورة لم تكن قد بدأت بعد». وكان لهذه الكلمات التي تصدر عن مواطن لبناني مثله، وقعها الخاص، ومدلولها العميق.

فظاعة الحروب وأهوالها

يذكّرنا الشاعر أمجد ناصر في كتابه «بيروت بحجم راحة اليد»، كما يعيد إلى أذهاننا مقال «بيدرو مارتنيث مونطافيث»، بماضٍ بعيدٍ قريب في بيروت المكلومة التي ما فتئت تسكن وجداننا، وتذكّرنا بالجروح القديمة، والقروح الدفينة، فالخطب كبير، والمصاب جلل، والمعاناة أعتى من أن يصف لنا أحدٌ هول الحدث.

كان الرّاوي –أمجد ناصر- لمّا يزل في عنفوان الشباب وريعان العمر، غضّ الإهاب، طريّ العود، روحه وطموحه لا يسعان جسمه النحيل. وما وصفه لنا الكاتب عن هول ما عاشه وقاساه من حصار قاتل.

يقول الكاتب إلياس فركوح في هذا السياق: «ثلاثون سنةً مرّت على حصار بيروت، وهذا الكتاب يسجّل ما جرى كما هي اليوميات بوقائعها الحقّة، طازجة، بلا تزويق أو تزوير. لا يسجّل كلّ ما جرى، فهو لا يدّعي هذا أبداً، كما أنه لا يدّعي بطولةً من أيّ نوعٍ يتباهى بها، أو يبتزّ بحكاياتها سواه، أو يعمل بموجبها على إضفاء شرعيّةٍ مّا على مسلكيّاته اللاحقة، أو يسخّرها أداة تشهيرٍ بآخرين. ولعلّ هذا، من وجهة نظري، يشكّل بطولةً في ذاتها، بطولةً أخلاقيّةً في المقام الاوّل».

ومثلما كان عليه الشأن إبّانئذ، فإنّ الآلة الحربية الإسرائيلية المتوحّشة -في الأرض الفلسطينية- ما انفكّت تقتّل وتنكّل بهذا الشعب من دون رحمة، ولكنّهم مهما تمادوا في غيّهم وأسرفوا في ظلمهم، فإنّ الأيّام تلخّص لنا مآلهم ومصيرهم المحتومين لا محالة، حيث أقسم النّصر حقا ألّا يحالفهم.

غبار الأيّام

يشير الباحث الإسباني «بيدرو مارتينيث مونطافيث» إلى أنّ العمل الأدبي المتألق عند توفيق يوسف عوّاد قوامه القصّة. ويورد عناوين لبعض أعماله، منها ديوان شعر بعنوان «قوافل الزّمان»، و«غبار الايّام»، و«فرسان الكلام»، و«الصبيّ الأعرج»، و«مطار الصّقيع»، و«قميص الصّوف»، و«العذارى»، وروايته «الرغيف»، وسيرة ذاتية بأسلوب روائي بعنوان «حصاد العمر». وقد جعلت منه هذه الأعمال خير من يمثل القصّة اللبنانية في ذلك الوقت، ويعترف له بهذه المكانة المرموقة ناقد جيّد معاصر له وهو مواطنه سهيل إدريس.

ويضيف «مونطافيث» أنّ القصّة في لبنان، بل وتقريباً في باقي البلدان العربية، كانت توجد في ذلك الوقت في مرحلة النهوض، أو على الأقل في بداية الظهور بمظهرها المتماسك والناضج والمتين. ويشير إلى أنّ أعمال توفيق عوّاد هي ذات «لون محليّ»، إلّا أنهّا أعمال إبداعية رفيعة الشأن، نستجلي فيها ومن خلالها الحسّ الاجتماعي والإنساني، وجوانب مضيئة من التحليل النفسي.

ويرى الباحث الإسباني أن قصّة «الرغيف» من الإسهامات الأساسيّة للرّواية العربية وقتئذ، على الرّغم من افتقارها الجزئي إلى تقنية وبنية القصّة، بيد أنّ ذلك لا ينتقص من قيمتها إذا ما قورنت بقصص أخرى محلية في كلّ من سوريا والعراق وفلسطين ومصر وسواها من البلدان العربية، إذ كانت معظم هذه الأعمال تضاهي بعضها بعضاً. ويشير الكاتب إلى أنّ موضوع هذه القصّة في العمق هو الحرب العالمية الأولى حيث عاشت البلاد مآسي وفظائع وأهوال هذه الحرب الضروس (كان الناس يموتون جوعاً في الطرقات)، كما أنّ هذه القصّة تطفح بعاطفة متأجّجة، وطيبة جيّاشة، وهي ليست ذات بعد لبناني صرف، بل إنّها تتخطّى الحدود اللبنانية.

بين أطلال بعلبك

ويقول المستعرب الإسباني إنه ممّا يثير الدّهشة أنّ صاحب عمل روائي في هذا المستوى يدخل في صمت مطبق طويل امتدّ زهاء عشرين سنة باستثناء بعض الإسهامات الأدبية الدّورية التي كان يطلّ بها علينا بين الفينة والأخرى.

ويلاحظ البروفسور «مونطافيث» في هذا الصّدد، أننا لا نتوفّر على أيّ معلومات لتبرير هذا «الجفاء» أو «الجفاف» أو «الكفاف» في الإبداع، بل إنّ الكاتب اللبناني نفسه لم يقدّم هو الآخر أيّ معلومات تلقي الضّوء على هذا التواري والغياب. ويستبعد «مونطافيث» أن يكون سبب ذلك هو عمل عوّاد في السّلك الدبلوماسي والسياسي، حيث اشتغل في مصر، والمكسيك، واليابان، وإيطاليا، والبرازيل، والأرجنتين، وإيران، وكان أوّل سفير لبلده في إسبانيا.

وعاد توفيق عوّاد إلى الظهور على السّاحة الأدبية والإبداعية مرّة أخرى بعملٍ غريب وغير متوقّع، هو مسرحيته التي تحمل عنوان «السائح والترجمان»، والتي يصفها المستشرق «ميشيل باربّو» الذي نقلها إلى اللغة الفرنسية، بأنّها » الطريق الهمجية للإنسان والكون». وكان هذا العمل الأدبي قد أثار ضجّة ونقاشاً، ممّا جعل من آثار وأطلال بعلبك مسرحاً لهما، حيث تمتزج الأزمان فيها بالشخصيّات، في تداخلٍ وتناوشٍ بديعين. ويتساءل الباحث: إلى أيّ حدّ كانت هذه الشخصيات حقيقية أو خيالية؟ كما يمتزج في المسرحية كلّ ما هو مادي، وروحي، وتهكّمي، وشعري، ومأساوي. وبهذه الطريقة التجريبية يلجأ الكاتب إلى تهجين المسرح بالرّواية والشّعر، ويحرص بشكل خاص على انتقاء المادّة اللغوية المستعملة، ولا ريب أنّ المؤلف في هذا العمل الأدبي يجعل الشاعر الكامن فيه يطلّ علينا فيه بهامته.

صداقة الصّديق تنمو كنخلة أو كشجرة الأرز

الباحث والمستشرق الإسباني «بيدرو مارتينيث مونطافيث»، الذي سبق له أن شغل منصب رئيس قسم الدراسات العربية، وأستاذ كرسي للأدب العربي، ونائباً لعميد الجامعة المستقلة في مدريد ثم رئيساً لها، وصاحب الأعمال العديدة، والترجمات الرّصينة حول الأدب العربي الحديث والمعاصر، يقول إنّ صديقاً له من أصل لبناني كان قد أهداه مرّة تذكاراً علّقه على أحد جدران منزله، وهو عبارة عن قطعة خشبية جميلة مستديرة كُتب عليها: «الصّديق ينمو كنخلة، كشجر الأرز في لبنان»..

هذه الشّجرة الأسطورية، السّحرية، الأوروكية، والجلجاميشيّة، يمكن أن تكون كذلك ضاربة جذورها في عمق الثرى، ناشرة أغصانها المائسة اليانعة، وأوراقها الباسقة الخضراء، في عنان غابات أرز المغرب الشامخ، سواء في جبال الأطلس الشّاهقة، أو في مرتفعات وآكام «كتامة» الشمّاء بالرّيف الور، أو في أيّ بلد عربيّ أو أجنبيّ آخر.. وكلّها تجسّد معنى الصّداقة الحقّة، التي نحن أحوج ما نكون إليها اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى، ولكن.. ما أكثر الأصدقاء حين تعدّهم/ ولكنّهم في النّائبات قليلُ!

توفيق عوّاد أديب لا يُنسى

تعلّم توفيق يوسف عوّاد (1911-1989) مبادئ القراءة والكتابة في قريته «بحرصاف» بجبل لبنان، ثم انتقل الى كلية القدّيس يوسف في بيروت لمتابعة دروسه الثانوية التي أنهاها عام 1928، ثمّ إلتحق بمعهد الحقوق في دمشق ونال إجازته منه عام 1934. عمل في الصحافة التي شكّلت له منبراً للدفاع عن الحقوق التي درسها وتمرّس بها، وفتحت له المجال للتعبير عن موهبته الأدبية التي تفتقت منذ صباه. أسهم بقسط وافر فى العديد من الصحف اللبنانية، منها «العرائس»، و«البرق»، و«البيرق»، و«النداء». وأصبح رئيساً لتحرير صحيفة «النّهار» البيروتية منذ تأسيسها عام 1933 حتى عام 1941، ثم أسّس مجلة «الجديد» الأسبوعية واستقطب فيها المواهب الشابة، وما لبثت المجلة أن تحوّلت إلى صحيفة يومية.

يتميّز أدب توفيق يوسف عوّاد باغتراف إبداعاته ونهلها من واقع الإنسان اللبناني ومن بيئته المحلية ليبلغ بعد ذلك عمق التجربة الإنسانية في شموليتها وأبعادها، وكان لثقافته الواسعة وتكوينه المتين أثرهما البالغ في صقل موهبته الأدبية، وتفرّد إبداعاته، وكانت منظمة الأونسكو العالمية قد أوصت بترجمة نماذج من أعماله الأدبية التي اعتبرتها من «آثار الكتّاب الأكثر تمثيلاً لعصرهم»، مثل روايته المعروفة «طواحين بيروت». كتب القصة القصيرة الناجحة التي تعتمد على منهج التحليل النفسي والاجتماعي، وقال له الأديب اللبناني الكبير مخائيل نعيمة اعترافاً منه بذلك في رسالةٍ على أثر صدور قصّته «الصبيّ الأعرج»: «كأنّك ما خُلقت إلّا لتكتب القصّة».

كاتب وباحث ومترجم من المغرب، عضو الأكاديميّة الإسبانيّة-الأميركيّة للآداب والعلوم، بوغوطا/ كولومبيا.

.alrai-related-topic { width: 100%; } .alrai-related-topic .wrapper-row { gap: 27px; flex-wrap: nowrap } .alrai-related-topic .item-row { padding-right: 1px; width: 280px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info { padding: 15px 15px 28px 16px; border: 1px solid rgba(211, 211, 211, 1); height: 118px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info a { color: #000; color: color(display-p3 0 0 0); text-align: right; font-family: Almarai; font-size: 15px; font-style: normal; font-weight: 800; line-height: 25px; text-decoration: none; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; display: -webkit-box; overflow: hidden; } @media screen and (max-width:768px) { .alrai-related-topic .wrapper-row { flex-wrap: wrap } .container .row .col-md-9:has(.alrai-related-topic) { width: 100%; } .alrai-related-topic { margin-top: 10px; } .alrai-related-topic .item-row { width: 100%; } }
.alrai-culture-art-widget{border-right:1px solid #d9d9d9;padding-right:11px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1 a{color:color(display-p3 0 .6157 .8745);text-align:right;font-family:Almarai;font-size:24px;font-style:normal;font-weight:800;line-height:39px;text-decoration:none;padding-bottom:5px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1{margin-bottom:26px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1::after{content:"";position:absolute;left:0;right:0;bottom:0;background:linear-gradient(90deg,rgba(0,85,121,.05) 0,#009ddf 100%);z-index:1;height:3px;width:100%}.alrai-culture-art-widget .img-row{width:100%}.alrai-culture-art-widget .img-ratio{padding-bottom:58%}.alrai-culture-art-widget .item-info{padding:23px 0}.alrai-culture-art-widget .item-info a{color:#000;color:color(display-p3 0 0 0);text-align:right;text-decoration:none}.alrai-culture-art-widget .item-row:not(:first-child)>a{display:none}.alrai-culture-art-widget .item-row a{color:#000;color:color(display-p3 0 0 0);text-align:right;text-decoration:none;-webkit-line-clamp:3;-webkit-box-orient:vertical;display:-webkit-box;overflow:hidden}.alrai-culture-art-widget .item-row:not(:last-child){border-bottom:1px solid #d9d9d9}@media screen and (min-width:1200px){#widget_1703 .alrai-culture-art-widget{border-right:0px;padding-right:0}}
.alrai-epaper-widget{margin-top: 20px; max-width:250px}
Tweets by alrai
.alrai-facebook-embed{margin-top: 70px;}
#widget_2097 .alrai-section-last-widget {padding-top:35px;margin-top:0;} .alrai-section-last-widget .row-element .item-row .img-ratio{ display:flex; } /* Horizontal scroll container */ .alrai-section-last-widget .full-col { overflow-x: auto; overflow-y: hidden; -webkit-overflow-scrolling: touch; width: 100%; } /* Flex container - critical changes */ .alrai-section-last-widget .content-wrapper { display: flex; flex-direction: row; flex-wrap: nowrap; /* Prevent wrapping to new line */ align-items: stretch; width: max-content; /* Allow container to expand */ min-width: 100%; } /* Flex items */ .alrai-section-last-widget .item-row { flex: 0 0 auto; width: 200px; /* Fixed width or use min-width */ margin-right: 7px; display: flex; /* Maintain your flex structure */ flex-direction: column; } /* Text handling */ .alrai-section-last-widget .article-title { white-space: nowrap; /* Prevent text wrapping */ overflow: hidden; text-overflow: ellipsis; display: block; } /* Multi-line text truncation */ .alrai-section-last-widget .item-row .item-info a { display: -webkit-box; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; overflow: hidden; white-space: normal; /* Allows line breaks for truncation */ } /* Hide scrollbar */ .alrai-section-last-widget .full-col::-webkit-scrollbar { display: none; } @media screen and (min-width:1200px){ .alrai-section-last-widget::after { transform: translateX(0); } } @media screen and (max-width: 768px) { .alrai-section-last-widget .row-element .content-wrapper { flex-direction: row !important; } .alrai-section-last-widget::after{ transform: translateX(100%); right:0; left:0; } }
.death-statistics-marquee .article-title a,.death-statistics-marquee .title-widget-2 a{text-align:right;font-family:Almarai;font-style:normal;font-weight:700;line-height:25px;text-decoration:none}.death-statistics-marquee .breaking-news-wrapper{width:100%;display:flex}.death-statistics-marquee .breaking-news{background-color:#7c0000;padding:22px 17px 24px 18px;color:#fff;text-align:right;font-family:Almarai;font-size:22px;font-weight:700;line-height:25px}.death-statistics-marquee .breaking-news-content{background-color:#b90000;padding:22px 18px 24px 21px;color:#fff;text-align:right;font-family:Almarai;font-size:22px;font-weight:700;line-height:25px;width:100%;position:relative}.full-container .marquee-container-widget:not(.relative-widget) .wrapper-row{position:fixed;width:100%;right:0;bottom:0;z-index:100000}.death-statistics-marquee .marquee-container-widget .title-widget-2{width:75px;background-color:#757575;color:#fff;height:60px;display:flex;align-items:center;justify-content:center}.death-statistics-marquee .title-widget-2 a{color:#fff;color:color(display-p3 1 1 1);font-size:15px;padding:16px 18px 16px 15px;display:block}.death-statistics-marquee .content-row:not(.content-row-full){width:calc(100% - 100px);background-color:#000}.death-statistics-marquee .content-row marquee{direction:ltr}.death-statistics-marquee .content-row .img-item{display:inline-flex;height:60px;align-items:center;vertical-align:top}.death-statistics-marquee .content-row .article-title{height:60px;display:inline-flex;align-items:center;color:#fff;padding:0 15px;direction:rtl}.death-statistics-marquee .article-title a{color:#fff;color:color(display-p3 1 1 1);font-size:17px}.death-statistics-marquee .title-widget-2{width:100px}#widget_1932{position:static;bottom:0;width:100%;z-index:1}