عمان - دميانا كوكش
للرياضة فوائد متعددة وتنعكس بشكل إيجابي على صحة الإنسان، ولكن يجب ان يتبع الرياضي ضوابط مهمة ويلتزم بمحاذير محددة خاصة في شهر رمضان الذي قد يتزامن في بعض الأحيان مع درجات حرارة مرتفعة وساعات صيام طويلة.
وأثبتت دراسات علمية متنوعة أن للصيام فوائد عديدة للرياضيين وغيرهم من خلال السيطرة على مستويات السكر في الدم والحد من مقاومة الأنسولين، وكذلك الحد من الالتهابات المرتبطة بأمراض الدم والسكري، وتحسين صحة القلب، وخفض ضغط الدم وزيادة وظائف المخ مع منع الاضطرابات التنكسية العصبية لدى الرياضيين.
"الرأي» حاورت اصحاب اختصاص التغذية والجهد بدني لتقديم النصيحة بخصوص الوقت المفضل لممارسة التمارين الرياضية وإمكانية ممارستها بإنتظام خلال الشهر الفضيل وأثرها على صحة الرياضي وخصوصاً اللاعبين اللذين تتطلب ألعابهم الالتزام بساعات يومية منتظمة..
أ.د ابراهيم الدبابية أخصائي فيسيولوجيا الجهد البدني في كلية التربية الرياضية/ الجامعة الأردنية قال «لايمكن للاعب التوقف عن ممارسة تمارينه الرياضية المعتادة شهراً كاملاً، وأفضل وقت للرياضة هو قبل الإفطار بساعتين لأن الجسم سيفقد سوائل ويجب تعويضها بأسرع وقت حتى لا تتأثر وظائف الكلى».
وأضاف: هذا التوقيت لدى ممارسة الرياضة يساهم أيضاً بعد التأثير على اللياقة البدنية لدى الرياضيين وذلك بسبب طبيعة التغذية من البروتينات أو الدهون أو الأداء القصوي قصير المدى بين القياسات القبلية والبعدية.
وبالنسبة لغير الرياضيين قال الدبايبة أن هناك أدلة مثبتة على آثار الصيام لشهر كامل من خلال تحسين صحة الأوعية الدموية، حيث يعمل الصوم على زيادة تدفق الدم وتعزيز وظيفة بطانة الأوعية الدموية لدى المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، كما أن تأثيره في تقليل الأنزيمات مرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والضغط، وأشارت الدراسات أن صيام رمضان لا يؤثر إلا بشكل قليل على قدرة الجهاز المناعي والتغيرات التي تحدث فيها تكون عابرة، وتعود إلى وضع ما قبل رمضان بعد فترة وجيزة.
أما عند مرضى القلب أشار أنه يمكن أن يكون لصيام رمضان آثار مفيدة بما في ذلك تحسين نسبة الدهون وتخفيف الإجهاد التأكسدي في مرضى الربو وكذلك في المرضى الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية/ متلازمة نقص المناعة المكتسب واضطرابات المناعة الذاتية، كان الصيام آمن لدى المرضى النفسييين، مثل أولئك الذين يعانون من انفصام الشخصية.
ومن جانبه، قال د. زياد الرميلى أستاذ التغذية بكلية الرياضة في الجامعة الأردنية: للصيام تأثير كبير على تدريبات اللاعبين وخصوصاً ذات المجهود المرتفع لأن الأساس في الصيام هو الإمتناع عن الطعام والشراب لفترة طويلة خصوصاً في فصل الصيف، وكميات السوائل والأملاح والعناصر المنتجة للطاقة تنقص مع طول فترة الصيام ولا يوجد تعويض وعند الممارسة يفقد الجسم العناصر الأساسية فيصبح بحاجة إلى طاقة أكبر.
وأضاف: كون الرياضي لديه مخزون طاقة من مادة الجالايكوجين والكربوهيدرات منتجة الطاقة المخزنة في الكبد والعضلات فتصبح ممارسة التمارين غير مجدية بل ومضرة أحياناً، حيث يبدأ اللاعب بفقدان هذا المخزون مع مرور الوقت أثناء فترة الصيام مما يؤثر بشكل سلبي على لياقته البدنية، «من هنا يجب على المدربين تخفيف ساعات التدريب وأن تكون في الفترة الصباحية لأن مخزون الطاقة يكون عالي وتكون التمارين غير مرهقة أو تأجيلها الى ما بعد الإفطار بساعتين، إلا اذا كان هناك استحقاقات أو منافسات فللضرورة أحكام ولكن بإعتدال».
ووجه الرميلي نصيحة «أثبتت الدراسات أن أفضل طريقة لتخفيف الوزن هي رياضة المشي لمدة ساعة قبل موعد الأفطار بساعة أو ساعتين او الهرولة لمدة نصف ساعة فعملية حرق الدهون في هذا الوقت والظرف تكون مضاعفة».
وأكدت كذلك نور العيسى طالبة الدكتوارة في الجامعة الأرنية أن ممارسة السباحة في شهر رمضان يجب أن تكون أيضا قبل الإفطار بساعة أو ساعتين لمدة 30 الى 60 دقيقة لأن التعرق غير المرئي يوثر على كمية السوائل التي يفقدها الجسم، ولأن كل جهد يبذله الرياضي يحتاج إلى سوائل يجب تعويضها بأسرع وقت مع الالتزام بوضع سدادة الأذن والأنف وابتعاد المبتدئين نهائياً عن التدريب.
تأثير الصوم على السمنة
أشارت أحدث دراسة علمية طبقت على الاشخاص المصابين بالسمنة في أستراليا، وشارك فيها 2974 شخصاً، إلى أن هنالك علاقة ارتباطية مابين قياس كتلة الجسم القبلي وفقدان الوزن خلال شهر رمضان مابين المصابين بالسمنة والطبيعين، وحدوث انخفاض ملحوظ في نسبة الدهون بالمقارنة مابين القياسات القبلية والبعدية للأشخاص البدناء دون الأشخاص الطبيعين، لكن حجم الدهون الحرة قد تأثر عند كلا العينتين لكن اقل ب 30% من فقدهم للكتلة الدهنية، أما القياسات بعد 2-5 أسابيع بعد رمضان فقد كانت متشابهة للقياسات ماقبل رمضان.
ويقوم الأستاذ الدكتور ابراهيم الدبابية وفريقه البحثي من طلبة الدراسات العليا في كلية التربية الرياضية حالياً بإجراء دراسات بحثية على مستوى عال من الضبط عن أثر الصيام على المتغيرات الفسيولوجية والانثروبومترية لعدد من الرياضيين المحترفين في رياضات مختلفة.
والفريق المكون من طلبة دكتوراه وماجستير وبكالوريسك نور العيسى ورامي حماد وسالم القرا ومحمد او حويلة ومراد ابراهيم محمد الصمادي يجري أبحاثاً لإيضاح تساؤلات يهتم بأجوبتها المجتمع الاردني والرياضي وقد تنعكس تنائجها على الصحة وقدرة أداء الرياضين خلال هذا الشهر في المشاركات التنافسية، وتنعكس على بروتوكولات ممارسة الرياضة الترويحية للفرد الأردني.
نصائح وقواعد بسيطة
•
مدة التمارين أثناء الصيام لا تتجاوز 60 دقيقة.
•
عدم التعرض للشمس بشكل مباشر لفترات طويلة.
•
الحرص على تعويض السوائل بشكل ملائم بعد الإفطار.
•
عدم التدريب بعد تناول الطعام مباشرة.
•
تناول وجبة صحية من الخضروات والعناصر المفيدة مع دهون أقل يضمن لياقة أفضل.
•
المياه وحدها لا تكفي لتعويض السوائل فالعصائر الطبيعية لها دوراً أساسياً لتعويضها.
•
تعويض السوائل المفقودة يجب أن يكون متدرج و ليس على مرة واحدة.
الرياضة في رمضان.. فوائد ومحاذير
12:00 9-5-2019
آخر تعديل :
الخميس