محليات

السماح باستخدام مواد سامة لمكافحة الكلاب الضالة..بين القانون الدولي و الجهل

تقوم بلديات في محافظة المفرق باستخدام مواد شديدة السمّية في مكافحتها للكلاب الضالة كمواد (اللانيت،الإستركنين..) و غيرها رغم أن هذه المواد محرمة دوليا،بموافقة الجهات المختصة.

وبحسب كتب رسمية حصلت 'الرأي' على نسخ منها، فإن إحدى البلديات خاطبت وزارة الزراعة ممثلة بإحدى مديرياتها، للحصول على موافقة استخدام هذه المادة السامة لقتل الكلاب الضالة و هو ما وافقت عليه الأخيرة بحسب كتابها الموجهة للبلدية.

وأكدت رئيسة قسم الثروة الحيوانية في مديرية زراعة محافظة المفرق الدكتورة ابتهال الخريشا،أن استخدام مثل هذه المواد الضارة يعد خرقا للقوانين الدولية بإعتبار أنها محرمة دوليا إضافة الى أنها تهدد صحة و سلامة الإنسان و تلحق أضرار طويلة الأمد بالبيئة و التربة لأن أثرها يطول زواله.

و أوضحت أنه ليس من دور وزارة الزراعة أن تسمح بإستخدام مثل هذه المواد السامة لقتل الكلاب بل أن دورها يعتمد في تقديم النصح و الإرشاد و اللجوء للطرق العلمية و بخاصة طريقة 'الخصي' في منع تكاثرها و محاصرة أعدادها.

و تعد مادتا 'اللانيت' و 'الإستركنين' من المواد شديدة السمية المحظورة دوليا من الإتحاد الأوروبي،بحسب الدكتورة الخريشا ،التي أوضحت أنها غير مدرجة ضمن لائحة السموم التي تستخدمها بلديات في كثير من المناطق، لأضرارها الخطيرة التي تلحق بالبيئة وتهدد سلامة المواطنين.

و علقت الطبيبة البيطرية الدكتورة فاطمة أبو الربّ،على استخدام مثل هذه المواد للتخلص من الكلاب الضالة،بقولها :'عندما تصاب حالة بهذا السم الذي سمحت باستخدامه وزارة الزراعة لقتل الكلاب الضالة يصعب التعامل معها، إذ يمكن أن ينتقل السم للإنسان عن طريق الشم أو اللمس'.

وقال الدكتور ابراهيم عواد، ناشط في مجال الرفق بالحيوان، إن وزارة الزراعة بهذه الخطوة تستخدم منهجا غير علمي وغير صحيح في التعامل مع الكلاب الضالة، حيث تستخدم مادتا 'الإستركنين' و 'اللانيت' شديدة السمية وهى من المواد التي يحظر استخدامها الاتحاد الأوروبي، داعيا الى التراجع عن القرار الذي وصفه بغير الصائب.

ولفت الى أن بلديات في محافظة المفرق عمدت في الآونة الأخيرة الى قتل الكلاب الضالة ونشر صورها وهي مقتولة على وسائل التواصل الإجتماعي، باعتبار أنه انجاز يجب أن يكافئها الجميع عليه، مشيرا الى أنها استخدمت طرقا لذلك سواء أكان بالطخ أو من خلال وضع السم في اللحوم وتلقي بها في أماكن تجمع الكلاب.

وأوضح أن هذه الطرق تعرض الأطفال وعمال النظافة للخطر، حيث يمكن أن ينتقل السم للإنسان عن طريق الشم أو اللمس، وبالتالي يمكن لأي شخص أن يتعرض لهذا السم القاتل، لأن السم غير انتقائي، أي أنه يمكن أن يتعرض له أيّ إنسان أو حيوان خلاف الكلاب الضالة المستهدفة.

وألمح إلى أنه بعد قتل هذه الكلاب تتركها بعض البلديات في الشوارع حيث لا تقوم بدفنها بل تتركها لتلوث البيئة، موضحا أن ذلك يضر بالزراعة لأن هذه المواد السامة تبقى بالتربة و لا تزول إلا بعد مرور عشرات السنوات عليها.

و علق نائب رئيس بلدية السرحان محمد سلامه على ذلك بقوله:' نحن من البلديات التي تتخلص من الكلاب الضالة بعد طخها أو تسميمها من خلال تجميعها و دفنها بحفرة كبيرة معدة لهذه الغاية مسبقا.'

و أشار الى أن بلديته بالفعل تلجأ الى استخدام طريقتين للتخلص من الكلاب الضالة و هما التسميم بإستخدام مادة اللانيت أو الطخ،موضحا أن مادة اللانيت و غيرها من المواد الشديدة السمية لم تتوفر في مديرية زراعة محافظة المفرق رغم مخاطبتها و أيضا لم تتوفر بالكميات المطلوبة في السوق المحلية.

ورأى المهندس الزراعي سعد أبو سماقه أن الحل يكمن في الدور الذي يجب أن تقوم به الجهات المعنية من توعية لتفادي عقر وعضّ الكلاب وتطعيم الكلاب ضد مرض السعار، وهو الدور الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية.

وقال الدكتور الطبيب محمد خزاعلة، إن 'الإستركنين' أو 'اللانيت' من المواد السامة التي تصيب الإنسان بتشنج في العضلات بما فيها عضلات التنفس، وهى قادرة على قتل الإنسان أو الحيوان خلال 5 دقائق، إذ تمنع وصول الهواء إلى الجسم وتنتقل للإنسان عن طريق اللمس أو الشم وعلاجه عن طريق أدوية تعمل على فك العضلات التي تجمدت.