الجبهة الداخلية
11:00 10-4-2019
آخر تعديل :
الأربعاء
دائما تعتبر الجبهة الداخلية الحصن الحصين لقوة أي بلد، ومن المعلوم أن مكونات المجتمع وقواه السياسية تختلف على كثير من القضايا الداخلية، ومن هنا يبرز دور المعارضة السياسية المنظمة عبر اطر حزبية أو مكونات سياسية، كحكومة ظل، تعرض برامج ورؤى مغايرة أو معدّلة لما تقدمه الحكومة، وتسعى عبر هذه الأطر ليكون لها الحق إما بالمشاركة السياسية أو بالبديل السياسي لا شك ان الواقع الداخلي يعج بالأخطاء على رأسها الأخطاء الإدارية والقرارات الاقتصادية وقصور الأنظمة للحياة السياسية على إفراز قيادات تشارك بعمق في عملية التغيير السياسي.
وتصحيح المسارات الإدارية، وكما أن هناك أخطاء فليس الأمر سوداوياً إلى الدرجة التي لا يمكن إصلاحه إن صلحت النيات ووضحت الأهداف والمسارات، وابتعدنا عن سياسة التدوير والاستنساخ، وعمّقنا الولاء الأفقي وابتعدنا عن الولاء العمودي، وقدمنا أهل الكفاية على أهل الولاء قاصري الهمة والعزيمة الا من كونهم يسبّحون لمن هو جالس في موقع القرار وتبرير القرارات التي يعود نفس من اتخذها الى نقضها والاعتراف بقصورها.
هذا على الجبهة الداخلية، أما حين يتعرض الوطن إلى تهديد خارجي مهما كان حجم هذا التهديد، وبخاصة في ظل صراع القوى الإقليمية والدولية وتقديم مصالح تلك الدول على حساب مصلحة الوطن، فإن مكونات المجتمع مدعّوة، بغض النظر عن الاختلافات والمواقف إلى تقديم رؤيا موحدّة للمواجهة الخارجية، ولا يقول احد أنني لست معنياً بذلك–لأن السياسات التي أوصلتنا الى هذه الحالة، من أوصلنا هو المسؤول عن تحمل تبعات ذلك، فسفينة الوطن، ليست لهم وحدهم وإن جلسوا في المقدمة، فنحن معنيون بأن يكون لنا رأي، ونقول جميعاً أن بلدنا لنا جميعاً، نختلف من أجل الوطن، ولا نختلف على الوطن ما تتنادى إليه بعض القوى السياسية يحتاج الى بلورة حتى لا تكون الجزر المعزولة هى القوارب المتناثرة.
نحن بحاجة إلى إطار وطني جامع يضم القوى السياسية من أحزاب ونقابات وهيئات ثقافية وجمعيات وتجمعات عشائرية لتكون رأياً موحداً تظهر فيه مكونات الشعب الأردني انها صف واحد، فالبوصلة التى توجهت وحددت أطراف المشكلة من تهويد للقدس، وتوطين، ومحاولة شطب المكون الجغرافي والتاريخي ضمن تسويات تفرضها موازين القوى الحالية والانحياز الكامل للرئيس الأميركي الذى خاطب سفيره في دولة الكيان الصهيوني أنت تحب إسرائيل واستدرك قائلاً وأنت تحب أميركا فقدم حب إسرائيل على حب أميركا لا يمكن أن ننتظر منه أو من أية احزاب تفوز في الانتخابات الاسرائيلية الا مزيدا من المفاجآت غير السارة والتى في غياب مفهوم الأمن القومي العربي، والتعاون الحقيقي لدول العالم الإسلامي ينطبق علينا المثل العربي (كل من ذراعه من الخام يكسيه) هذا قدرنا الذي لا نستطيع أن نغير في الجغرافيا ولا يمكن إلا أن نثبت حقنا التاريخي وحاضرنا ومستقبلنا المرتبطين به.
drfaiez@hotmail.com