كتاب

الفلاسفة والمفكرون، أي دور؟



حلّ أسبوع الوئام بين الأديان، مع العديد من المبادرات والأنشطة الرسمية والشعبية، في عمّان وفي مختلف أنحاء الوطن. و للتذكير، فهو يحل في الأسبوع الأول من شباط، بعد اعلانه من الأمم المتحدة اثر اقتراح أردني، عام 2010. وفي بداية هذا الشهر كان البابا فرنسيس في أبو ظبي يوقع وثيقة هامة مع شيخ الأزهر، حول «الأخوة الانسانية، من أجل السلام العالمي والعيش المشترك.

المهم انّ الوثيقة التي نبذت الارهاب والعنف، وبرأت الأديان منهما، قد رمت بالكرة في ملعب أهل الفكر والثقافة. كيف؟

قالت الوثيقة: «نتوجه للمفكرين والفلاسفة ورجال الدين والفنانين والإعلاميين والمبدعين في كل مكان، ليعيدوا اكتشاف قيم السلام والعدل والخير والجمال والأخوة الانسانية والعيش المشترك، وليؤكدوا أهميتها كطوق نجاة للجميع، وليسعوا في نشر هذه القيم بين الناس في كل مكان."

أما ونحن نعيش مرحلة ما بعد انحسار العديد من التنظيمات الارهابية، فعلينا التقاط الفترة المناسبة لتثقيف الجيل الطالع على النظر بايجابية نحو المستقبل، محّملين بالقيم المذكورة. فهل كتابنا وفلاسفتنا ومفكرونا ومبدعونا ورجال الدين لدينا وفنانونا، واعون لهذه المهمة الجسيمة، وما هي بالبسيطة أو بالسهلة؟ ان هذه الجهود المرجّوة تتطلب منظومة متكاملة من العمل المشترك وروح الفريق وجهة تنسيقية تنبع من الخطة الوطنية الاستراتيجية لمكافحة التطرف (ان وجدت)، لوضع برامج وخطط لتحقيق «الثقافة» و«العقلية» الجديدة وهي التي تتضمنها القيم المذكورة: «السلام والعدالة والأخوة والخير والجمال والعيش المشترك». ويتطلب ذلك العمل في عالم المسرح والسينما من منظار قيمي. كما يتطلب الابداع في انتاج البرامج التثقيفية والترفيهية في التلفزيون والإذاعة ومواقع التواصل الاجتماعي، ومختلف طرق ايصال الرسائل بالوسائل الحديثة.

ثمة جهد كبير مطلوب في المرحلة الحالية والقادمة، لكي لا نترك العقول عرضة لأفكار التطرّف والغلّو والتعصب، بل لأفكار النظر إلى الآخر بأنه شريك ومكمّل وأساسي لبناء حضارة انسانية جديدة مبنية على الأخوة الانسانية، ولدينا في أسبوع الوئام مناسبة سنوية، وهو ليس أسبوعاَ بل برنامج عمل يومي يستمر على مدار العام.

أيها المفكرون والمبدعون، الكرة في مرماكم والميدان فسيح.. وهو ليس حكراً على رجال الدين أو فئة منهم.

abouna.org@gmail.com