أنصفوا الأردن
11:00 15-2-2019
آخر تعديل :
الجمعة
أكثر من مرة وجه جلالة الملك الدعوة لإنصاف الأردن بما يليق به من إنجازات وطموحات وعدم التهاون أبداً مع من يريد التطاول عليه، ولترجمة ذلك علينا الانتباه وفي هذا الوقت مواجهة جميع المحاولات الرامية لإشاعة أجواء الخراب والدمار والفساد والظلم والعمل على تضخيم الأمور وتأزيم الأوضاع إلى درجات من اليأس والإحباط والكآبة والفشل.
ننصف الأردن بالمكاشفة والصراحة وبيان الحقيقة ومعالجة السلبيات والحرص على المضي قدماً في البناء والعطاء دون الالتفات للعراقيل والمساحة السوداء.
نعم لا تخلو المسيرة من عقبات وتحديات، لقد تغيرت وتبدلت العديد من الظروف الداخلية والخارجية وخلال فترة قياسية، ولكن هل يجب الوقوف دون محاولة للدفاع عن الأردن بقوة؟
منذ تسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية عام 1999 وحتى اليوم، نرقب التحديات الجسام التي تحملها جلالته بشجاعة واقتدار وسط تحديات كبيرة وموجات عاتية وقف أمامها شامخاً قوياً بحب الأردنيين لقائدهم وإخلاصهم له ولم تثنه تلك التحديات عن السير قدما لإحقاق الحق.
عشرون عاما مضت بعزم وحكمة وروية وسط ضغوطات ومنعطفات عربية وإقليمية ودولية، ظل الأردن محافظا على توازن فريد ومميز باحترام خصوصية كل بلد مجاور وشقيق وعدم التدخل في شؤون الآخرين واستضافة للأشقاء من العراق وسوريا واليمن وليبيا دون حسابات الربح والخسارة أو منة على أي احد.
ما يحصل الآن وعلى الساحة الداخلية يدعونا جميعا لإنصاف الأردن ومن خلال تسمية الأمور بمسمياتها دون الاندفاع وراء العديد من محاولات الهدم والنقد الساخر بل العكس التصرف بوطنية مخلصة.
لم يسلم جلالة الملك وجلالة الملكة من الإشاعات وسمومها وللأمانة كان الرد ملكيا ساميا ترفع عن المهاترات بحزم وحكمة وتبيان للكثير من التفاصيل لما يقال بحجة الحق وفيه من السم والطعن الكثير.
نصون الأردن بخارطة طريق وخطط واضحة للقضاء على الفساد بأشكاله وأساليبه وصوره وألاعيبه وترك الأمر للقضاء للبت والفصل في القضايا ذات الصلة.
لم يرضخ الأردن يوما ولن يكون ذلك على حساب ثوابته الراسخة وقيمه الثابتة وفي كل مجال وبصدق ومراجعة وحيادية يمكن النظر للكثير من الأحداث الماضية وإعادة تقييم التجارب وبحق: هل كانت مواقفنا موفقة للخير والاستقرار والمنعة؟
نحتاج لإعادة النظر في ممارساتنا وعلى مختلف المستويات وخصوصا ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومخافة الله قبل كل شيء فيما يكتب ويرسل ويبث ويقال فلمصلحة من نفعل ذلك؟ هل لنعلن الحقيقة ام لماذا؟
مناظر ومواقف ومشاهد عديدة تواجهنا كل لحظة، فهل يوجد من يعلمنا كيف نكون على حد زعمه وفكره؟
لا نحتاج لمن يحاول ان يترك اثره السيء علينا ومن مختلف الفئات، وللأسف حين ننظر إلى تلك الأمثلة نتحسر على زمن الرجال الأوفياء والسيدات الفاضلات ومواقفهم الطيبة للدفاع عن الأردن العزيز والوطن الغالي وتربية الأبناء والبنات على ذلك دوما.
ما يحز في النفس غياب التربية الوطنية والأخلاقية من سلم الأولويات الأمر الذي أدى إلى اعتبار المعلومة الحاقدة وسيلة للسبق والإشارة إليها وبالطبع مشفوعا بالتشفي والحقد والشماتة والاستهزاء، فهل يعقل ذلك؟
نصون الأردن بالنهج الديمقراطي السليم والممارسة التشريعية المخلصة والحريصة على الدولة ومراجعة أداء الحكومات وبسيادة القانون ونزاهة القضاء وبالقيم الأخلاقية الأردنية التي تمنع إن يصل الجميع إلى سطحية في تناول الأمور والقفز عن الحقائق دون مبررات سليمة.
نصون الأردن وننصفه بالعمل الجاد المخلص على نهج من سبقنا من الاجيال ليكونوا قدوة لنا فمنهم ما زال يعمل ويجتهد الى جانب الجيل الجديد، يتعلم ويعلم، يكتسب ويتبادل الخبرة ويعطي دون انتظار المقابل لإيمانه التام بان العمل هو الفيصل لإثبات الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه أبدا.
علينا ان لا نلتفت كثيرا إلى صغائر الأمور وتقزيمها إلى حضور جلسات أو مشاحنات شخصية او فساد واضح أو أي عقبة في الطريق ؛ دربنا ليس مفروشا بالورد ؛ انه مسطر بالتحديات الصعبة تماما كما هي في أفضل الدول عالميا وان تعددت وسائل الشعور بالراحة والرضا.
fawazyan@hotmail.co.uk