كتاب

عندما يكون الحب طفلاً!



مع مطلع العام الجديد وعبر رسالة من طفل لوالدته ووالده عبر من خلالها عن مشاعره العفوية بكلمات ولا أروع، أقف على الحب الحقيقي كطفل ولد للتو وظل في المهد ينظر للعالم ببراءة وأمان ويرجو الحنان والأمل ويتطلع إلى الحياة بحماس.

أقف على الحاجة لحب الناس لبعضها البعض وغرس الإيثار في النفوس والعودة كطفل صفحته بيضاء من غير سوء ونيته صافية من غير غاية أو تلوث ومصلحة، أقف على حاجة ملحة للحب الصادق ضمن ثنايا القلوب الصافية والسليمة من الشرور.

في العام الجديد ومع ساعات السرور والبهجة على محيا طفل ولد من رحم الحياة، لا بد من الوقوف مطولا مع فلسفتنا عند ممارسة ما نقوم ونفعل كل برهة من مشوارنا لليوم الأول من العام الجديد وطيلة الأشهر منها.

ما أجمل إن نتلقى رسالة من الأولاد والبنات يعبرون من خلالها عن حبهم لنا وعن شعورهم معنا وعن تعاطفهم مع تعبنا الجميل لأجلهم طوال لحظات سعادتهم؛ فنحن نسعد عندما يكونون سعداء ويتلاشى همنا مع بارقة فرحهم بما يروق لهم ويسرهم.

للعام الجديد ولهم ولنا أطفالا نكبر معا، علينا الابتعاد عن ضجيج التكنولوجيا والاقتراب قليلا من تلك البسمة النقية والكلمة المعبرة واللوحة الجميلة المعنونة: بحبك أمي وأبي ويكفي ذلك لعمر ومشوار أبهى وأجمل.

من يملك روح طفل يحب بإحساس عفوي وببراءة حقيقية يملك سعادة نفتقدها اليوم مع أجهزة سرقت الفرح الصادق منا جميعا وجعلت الحب يبدو على شكل من أشكال الواجب لا غير.

يراودنا الحلم بحب حقيقي وصادق بين البشر لجعل الحياة أفضل في خضم ما يجري من أهوال وقسوة ومظاهر خوف وقلق وتمرد وعصيان.

عندما يكون الحب طفلا تختلف الأمور كثيرا؛ نشعر بان ثمة ما ينعش القلوب بمشاعر البراءة والتعبير عما يجول في الخاطر بصفاء ومباشرة وصدق وبإحساس جمالي مرهف وبشكل طبيعي تام وبألوان من الوجد وبراحة لا توصف. مع العام الجديد يولد في أنفسنا التفاؤل بالقادم كطفل خرج للحياة ينبض حيوية ويتدفق الدم في الجسم نقيا تماما ويدفع بالأمل إلى أعضاء الجسم ويتنفس كرامة ويعيش حرا كريما على مدى العمر.

عندما يكون الحب طفلا، نسعد بالقادم دون تردد ونعمل بمحبة ونخلص باجتهاد ويقظة وحكمة واتزان وسمو بعيدا كل البعد عن الألم والحسرة والحزن والفرقة وسوء الظن والريبة والشك والقلق والحسد والغيرة.

ما أجمل تلك البطاقة صغيرة الحجم كبيرة المعنى عندما تصدر من أنامل تتقن التعبير وتحسن انتقاء الجمل وترسم الخطوط بجمالية الروح والمضمون، وما أجمل ترك تلك الرسائل والقوالب والصور والفيديوهات والمقاطع والاستعاضة عنا بجمل مباشرة تعبر بوضوح عن الحب الحقيقي لا غير.

نولد مع العام الجديد بمسرة أو هكذا ينبغي لنا؛ إن نزيح ما حدث ونتطلع إلى القادم بحب طفل ونخربش بكلمات وجمل تليق بالمستقبل فلا يجدي نفعا أن نردد اليأس فيصبح حقيقة راسخة دون ادنى تفكير.

ما نحتاجه للتصدي للتحديات روح طفل ينمو في وجداننا وضميرنا ويرشدنا بعفوية إلى ما يجب علينا فعله عندما نكبر يتواضع ونعلو بشموخ وننضج بتمام وكمال.

ها هو العام يولد من رحم الزمن كطفل وكحلم بحب مثله تماما، لكم وللعام الجديد الأمنيات الطيبة بحب يليق بقلوب لا تعرف سوى الرحمة والمودة والألفة والتقدير والإعجاب والعشق بسمو ورقي.

عام جديد ورسالة جديدة، نرجو إن نجدها أفضل بإذن الله، ما علينا سوى البحث عنها لعل ذلك الطفل أرسلها لنا بحب يليق بخياله الواسع وفطرته البريئة الرائعة.