لن نخطئ اللحن
11:00 25-12-2018
آخر تعديل :
الثلاثاء
قال تعالى «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» صدق الله العظيم. المؤمنون الصادقون عنوان العطاء والتضحية عمروا الأرض ونشروا الطيب والخير والصدق الفطري وغادرونا.
تحضرني مقولة وردت على لسان جبران «مأساتنا أننا نبني المدارس ولا نُعلم، نصلي ولا نتقي، نعمل ولا نتقن، نقول ولا نصدق» كم نحن بحاجة إلى أن نطيل الوقوف عند هذه العبارات!
في الزمن القبيح المتجهم الذي زادت به معاناة البشر من مشاكل عديدة تبدأ بالفقر وتنتهي بإختلال منظومة القيم. نقف بذهول ونسأل أنفسنا ما الذي جرى ولما تمكن الإحباط من نفوس البشر.
عبر الزمن تم بذل مجهودات كبيرة للاهتمام بالتعليم والصحة والخدمات. جهود جبارة تم بذلها لضمان حصول كل مواطن على الخدمات التي تضمن الحياة الكريمة.
أجيال متعاقبة تصنع مجداً وتترك أرثاً غنياً من الإنجازات لكن بات ما أسهل رميها بسهام الغضب وما أسرع التنمر في محاربة كل شيء دفعة واحدة.
لما لم نعد نرى شيئاً جميلاً من حولنا. لماذا اضحى المعظم خبراء في كل المجالات. لماذا اصبحنا ساخطين على كل شيء وأي شيء من أين تأتي كل تلك القسوة في مهاجمة الحياة ورجمها بحجارة الغضب.
جميعاً يدرك وجود الفساد والفاسدين وتطويقهم في الزوايا المظلمة بات ضرورة وليس ترفاً. لكن وجود الفاسدين لم يلغ وجود المخلصيين الصادقين ولن يمحى إنجاز الأوفياء المخلصين.
تُعقد الندوات لعصف الذهن ولإيجاد حلول لمشكلة ما فيندفع بعض الحاضرين لخلط الأوراق هل يجوز أن اتحدث عن الإشاعات ومشكلة ازدحام الطريق في نفس المقام. لا نريد أن يصبح السخط على كل شيء منهج حياة!
كيف السبيل إلى تهدئة أرواح سكنتها الفوضى حد الذهول! الجميع غاضب والكل منتقد. الاصوات تعلو والجميع يتحدث بمنطق العارف دون أدلة ولا براهين.
تناقل الأخبار ومشاركتها في أصعب المواقف والظروف تخنق انفاسنا وتغلف قلوبنا بالحزن والآسى.هرج ومرج وإشاعات لا تتوقف مع أخبار لا تحمل المصداقية في مواقف صعبة وتحديات لا تحتمل الخطأ. لماذا أصبح كل شيء مباحاً واصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منصة لتبادل العديد من الإشاعات والأخبار غير الصحيحة والحكايات التي لا أساس لها من الصحة. هل هو حس صحفي سكن مجتمع بأكملة! لماذا لم نعد نتقن الصبر وأين نحن من فليقل خيراً أو ليصمت وبالذات في هذا الظروف والتحديات الصعبة.
لم أستطع إلا أن اكتب فقد اعتدت معاقبة الورق كلما زاد الحمل وأصبح ثقيلاً، فخرجت الكلمات بمداد القلب لا بمداد القلم. كتبت لعلي اتمكن من نزع عدم الرضا من النفوس الطيبة التي تستحق الخير ولنفكر معاً بحل للمشاكل.
أكره الدوائر المغلقة والأراء الساخطة التي لا تملك إلا كلمات الخراب واليأس. لن يحدث شيء سيئ طالما نملك الإرادة والرغبة الحقيقة في العمل والتفكير لحل المعضلات وهزم الظروف الصعبة.
أيها الورق أعذرني لم أقصد إيذاءك لكن كان علي أن أرمي حمولة الغضب وغصة سكنت قلبي فأنت دائماً معاقب باستقبال ما يجول بذهني وعليك حمل عبء الحزن الذي ران بثقله حولنا. لعل المداوي يعيد دقات قلب الحياة إلى الإنتظام والله يتولى الصالحين من عباده. عبر الزمن من زرع الخير حصد النجاح.
ورغم كل ما كان وسيكون علينا أن نكمل رسالة الحياة وأن نتمسك بخيوط الأمل في كل الظروف والاحوال والأوقات القاسيه. نحن أقوى من الظروف والقادم سيكون أجمل بهمة اوفياء الوطن.
وأخيراً سأهمس بأذن الحياة على مهلك انتظرينا لئلا تفر العنادل فنخطئ اللحن. علينا جميعاً العمل بعزم وإصرار لنستعيد شحن قوتنا وطاقتنا الإيجابية للعمل وللبحث عن الخلل وعن نقاط الضعف ولتعزيز مواطن القوة من أجل الأجيال اليافعة فهم يستحقون الأفضل لا نريد أن يتملك الإحباط واليأس نفوسنا فالعاجزون والمحبطون لا يستطيعون العطاء. فالنتشبت بسنديانة تسير بخط مستقيم، تتوق حنيناً إلى صعود الجبل مصحوبة بخيوط الناي وانشودة الوطن. حمى الله الأردن.
A_altaher@asu.edu.jo