تنشر «الرأي» من خلال ملحقها «آخر الاسبوع» سلسلة حلقات بتصرف من كتاب «استراتيجيات في الدمج التربوي لمجتمع أفضل ...أذكياء لكنهم مختلفون «بالتعاون مع مركز سكيلد في لبنان الذي يرأسه الدكتور نبيل قسطه، وهو نتاج مؤلفين اكاديميين ومختصين في مجالات التربية وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة والتعلمية من مركز سكيلد وجامعة بيولا الاميركية .
يعمل هذا الكتاب الذي صدر عن دار «منهل الحياة» في لبنان ويقع في (440) صفحة من القطع المتوسط، على تعزيز قيمة الاطفال بمن فيهم ذوو الاختلافات التعلمية ، والاحتياجات الخاصة ويدعو الى مراعاة احتياجات التعلم الفردية ودمج جميع الاطفال في صفوف التعليم العام .
كما يتوجه الكتاب الى معلمي الصفوف المدرسية من مرحلة ما قبل المدرسة حتى المرحلة الثانوية، ويقدم خطوات عملية لدمج الاطفال ذوي الاختلافات التعلمية في الصفوف العادية .
استراتيجيات الدمج لذوي ضعف السمع
يختلف ضعف السمع الى درجة كبيرة وفقا لدرجة الفقدان ونوعه، انه فقدان غير مرئي يقلل من قدرة المرء على التواصل والتحدث مع الاشخاص الذين يتواصلون شفهيا. ثمة امور كثيرة يمكن القيام بها، في الصف، لتحسين قدرة الشخص على السمع، وذلك باستخدام كل من الاجهزة واستراتيجيات الدمج. فالاطفال في حاجة الى السمع كي يتعلموا!! واذا لم يتم تركيب الاجهزة (مثل سمّاعات الأذن، وزراعة قوقعة الأذن، وأجهزة السمع المساعدة) للطفل المصاب بضعف السمع فيبقى بامكاننا دمجه فيما عملية الدعم الطبي تأخذ مجراها.
ان فهم ضعف السمع يساعد المعلم على دمج الطفل في الصف بشكل افضل.
تصنيف ضعف السمع:
1- الدرجة تتراوح من بسيط الى حاد.
2- النوع الاساسي:
أ-التوصيلي: المشكلة في الاذن الخارجية او الوسطى.
ب-الحسي العصبي: المشكلة في الاذن الداخلية او العصب.
ج-المختلط: المشكلة في كل من الاذن الخارجية/والوسطى، والاذن الداخلية/العصب.
درجة فقدان السمع
ثمة فئتان رئيسيتيان لدرجة ضعف السمع وهما ضعف السمع والصمم. ان الاطفال الذين لديهم ضعف في السمع، قد يتراوح هذا الضعف لديهم ما بين البسيط والمتوسط (20الى 70ديسيبل) ويُزودون بسماعات اذن، اما ذوو الصمم فسمعهم على عتبة 75 الى 120ديسيبل، وهم في حاجة الى زراعة قوقعة الاذن.
ان لدرجة ضعف السمع تأثيرا بالغا في قدرة الطفل على سماع النطق واللغة، فضعف السمع البسيط والمعتدل يتيح له ان يسمع الكلام القريب بمستوى ضعيف جدا في حين ان الضعف المتوسط يجعل من الصعب سماع الكلام كله. وفي حال تراوح الضعف ما بين الحاد والتام فلا كلام يسمع انما قد تسمع بعض الاصوات المجاورة الصاخبة.
يكون لضعف السمع الحسي العصبي اسباب كثيرة والاكثر انتشارا بين الاطفال هو ضعف السمع بالولادة (الاطفال الذين يولدون بضعف سمع بسيط الى حاد في اذن واحدة او في الاثنتين) وضعف السمع الناتج عن التعرض للضوضاء، وقد تسبب الضوضاء الصاخبة مثل الانفجارات او المدافع ضعفا سمعيا فوريا في حين ان الضوضاء المعتدلة او العالية، مثل اصوات الموسيقى المرتفعة او ضجة الآلات قد تؤدي ايضا الى ضعف سمع دائم على مدى فترة اطول وحتى الالعاب الصاخبة التي توضع بانتظام بجوار اذن الطفل، قد تسبب ضعف سمع حسي عصبي لذا ينبغي الحرص على خفض الاصوات العالية او الابتعاد عنها او استخدام سدادات اذن او عطاء لأذني الاطفال والبالغين، احيانا قد يصاب الطفل لاحقا بضعف السمع الحسي العصبي وقد يزداد واذا لوحظ اي تغيير في حاسة السمع لدى الطفل ينبغي اجراء فحص منتظم على يد اختصاصي سمع لمراقبة هذا النوع من ضعف السمع الحسي العصبي.
في بعض الاحيان يعاني الطفل المصاب بضعف السمع الحسي والعصبي مشكلة في الجزء التوصيلي للاذن اذا كان ضعف السمع توصيلي وفي الوقت نفسه حسي عصبي، فانه يعتبر مختلطا وحالما يتعافى الجزء التوصيلي او يخضع للعناية، يتحول السمع الى الضعف الحسي العصبي.
تأثيرات ضعف السمع
ان الدماغ في حاجة الى اشارة واضحة ومسموعة، ولا سيما عند التعلم فعندما يحصل الدماغ على تلك الاشارة الواضحة والمسموعة، فانه يحلل الكلام واللغة المحيطة بالطفل وهكذا يتعلم، اما اذا كانت الاشارة خافتة، يسهل على الدماغ تحويل انتباهه الى امر اخر، ويلاحظ معلم الصف ذلك حين يكون ضعف السمع بسيطا او معتدلا، سواء كان توصيليا او حسيا عصبيا.
واذا كان ضعف السمع معتدلا او متوسط الحدة او اسوأ من ذلك فربما لا يعود الكلام واللغة ممكنين من دونن سماعات اذن او زرع قوقعة، ولكن الطفل في حاجة الى وسيلة للتواصل! ينبغي التكفير في لغة الاشارات اذا كان الطفل لا يتعلم الكلام واللغة وهو في صدد استخدام سماعات الاذن او القوقعة الاصطناعية واذا كانت لغة الاشارات هي الهدف، فيجب ان يتم التعليم عبر لغة الاشارات، وعلى العائلة ان تتعلم هذه اللغة ايضا. ومن المهم ان نلاحظ انه اذا كان الكلام واللغة هما الهدف، فلا غنى عن الاجهزة والعلاج.
وبالاضافة الى تأثيرات ضعف السمع في الكلام واللغة، فانه يؤثر ايضا في التعلم، ولا سيما في ما يتعلق بالتعلم العرضي. على سبيل المثال، سماع الوالدين يتحدثان الواحد الى الاخر، وسماع المعلم يتحدث الى شخص آخر، بالغ او طفل، وحتى سماع الاطفال الاخرين يتحدثون فان ذلك يؤدي الى التعلم. ان الاطفال ذوي ضعف السمع يفوتهم الكثير مما يُقال حولهم، ولا سيما حين لا يكون الكلام موجها اليهم وهكذا فانه يفوتهم التعلم العرضي الناتج عن السمع عن طريق الصدفة وكذلك يفوتهم ايضا التعلم الاكاديمي حسبما تكون درجة ضعف سمعهم، ونبما ان القراءة تعتمد كثيرا على فهم اللغةن فان قراءة الاطفال ذوي ضعف السمع تتأثر ايضا.
ان واحدا من التأثيرات المؤذية الاخرى لضعف السمع هو صعوبة التعامل اجتماعيا، لان الطفل المصاب بضعف السمع يتفاعل مع الزملاء والمعلمين والاسرة، «يرى الاختصاصيون الذين يُقاربون العلاج باكرا ان الدمج الاجتماعي تحديدا هو المخرج المنشود للاطفال ذوي ضعف السمع».
وباختصار ان ضعف السمع بدرجات متفاوتة يؤثر في نطق الطفل ولغته، وفي التعلم الفرضي وكذلك في التعلم الاكاديمي، وفي القراءة، وفي العلاقات الاجتماعية.
اعراض ضعف السمع في الصف
تخيل انك تقصد سماع محاضرة، او تتمشى حول المنزل محاولا الاصغاء وفي اذنيك سدادات كثيرة هي الاصوات المهمة التي ستفوتك ستكون الاشارة ضعيفة شبيهة بضعف السمع البسيط الى المعتدل، اما الأسوأ من ذلك، فان تتخيل الوضع عينه، مع وضع غطاء فوق السدادات يسد الجزء العلوي من الاذن. الحصيلة، والحالة هذه، صوت خافت جدا يتسنى سماعه، شبيه بضعف السمع المتوسط ازاء هذا الوضع لا بأس عليك ما دمت تنشد الراحة، لكن يسوء الامر اذا كنت تحاول الاصغاء ويزداد سوءا اذا كنت تحاول التعلم. ان لدى الاولاد في الصف مواد كثيرة يبغون تعلمها، فهم اذ ذاك في حاجة الى اشارات صوتية عالية ومريحة كي يستطيعوا مثابرة الانتباه لفترات طويلة، من الزمن. عقولهم في حاجة الى الانتباه كي يتعلموا، وعندما يصبح الامر صعبا للغاية، يكون ذلك اما بسبب ضعف الاشارة او بسبب غياب السمع كليا، ولذا تظهر في سلوك الاطفال بعض الاعراض المعروفة:
اعراض ضعف السمع في الصف:
1- عدم الانتباه، النوم، الملل، عدم الانخراط بالدرس.
2- النظر الى ما يفعله الاخرون ومتابعة الاشارات البصرية.
3- عدم النظر الى المعلم.
4- نشاط مفرط.
5- عدم الاكتراث للتوجيهات.
6- عدم الاستجابة لمن يناديه باسمه، ولا سيما حين يسمع الاصدقاء من حوله الاسم.
واذا كان الطفل ينتبه عادة في الصف، ثم يبدأ يُظهر هذه الاعراض، فقد يكون مصابا بضعف توصيلي مؤقت.
الفحص التقليدي:
قد يتم فحص السمع في المدرسة، والحاجة اذ ذاك الى آلة قياس الصوت وفاحص خبير، من المهم جدا ان كل طالب اخفق في الفحص يُحال الى اختصاصي بالسمع، ان تفسير كيفية فحص السمع لا يندرج في نطاق هذا الكتاب، واما اذا رغب موظفو المدرسة في تعلم هذا الاجراء فعليهم البحث عن عيادة تُمارس هذا الاختصاص.
دمج ذوي ضعف السمع في الصف
كثيرة هي الاستراتيجيات التي تساعد على دمج الاطفال ذوي ضعف السمع في الصف. ويَتَيَسَّر البدء ببعض منها فور ملاحظة ضعف السمع او الاشتباه به، فيما يتم البحث عن اختصاصي بالسمع وتساعد بعض هذه الاستراتيجيات ايضا في ضعف السمع التوصيلي المؤقت الذي يتحسن مع مرور الزمن. وتُستخدم هذه كلها مع الاطفال الذين لديهم اجهزة. ان وضع سماعات الاذن او زرع القوقعة لا تعد علاجا، لا شك ان الاجهزة تقوي الصوت ليصل الى العقل لكن ما زال ضعف السمع والعلاج ماثلين، ما يحتم وجود التجهيزات وتحسين الصوت في الصف لضمان نجاح الطالب.
الاستراتيجيات التعليمية غير التقنية، ممكن استخدامها مع الاجهزة او من دونها:
كل استراتيجية قد تُستخدم مع الاجهزة او من دونها، من البديهي ان نقترب اذا كان الصوت ليس عاليا بما فيه الكفاية وانه لامر مذهل ان نعرف مدى فعالية ذلك ثمة ميزة معروفة يتسم بها الصوت وهي انك في كل مرة تختصر نصف المسافة بين مصدر الصوت والسامع، فانك تضاعف قوة الصوت ما يعني انه اذا كان المعلم والتلميذ على بعد 6 أقدام واحدهما من الاخر، وينتقلان الى مسافة 3 أقدام فان صوت المعلم سيتضاعف في اذني التلميذ، وهكذا تشكل هذه المضاعفة فاعلية لافتة.
اما اذا لم يسمع الطالب على مسافة 3 أقدام فلتكن المسافة 5ر1قدم، كي تتضاعف قوة صوت المعلم مرة اخرى، والعكس صحيح اذ في كل مرة تتضاعف المسافة بين المعلم والطالب ينخفض الصوت الى النصف، لذلك يجب ألا يكون الطفل ذو ضعف السمع على مسافة تزيد على 5 إلى 8 أقدام من المعلم، ما دام المعلم مصدر الكلام، يجب ان يكون لدى الطالب مقعد تفضيلي، يقع في اقرب مكان ممكن من المعلم، ويظل في الوقت عينه بالقرب من رفاقه، واذا لزم الامر، يقترب المعلم من الطالب ليكون اقرب ما يكون الى الطالب ذي ضعف السمع.
قراءة الشفاه
كل منّا يقرأ الشفاه في بعض الاحيان، وتعتمد قراءة الشفاه على مراقبة وجه المتحدث، ساندة عملية السمع بالنظر، وفي خضم الضوضاء، ننظر بصورة تلقائية الى شفاه المتحدث، سندا لفهم الرسالة، من هنا، تستعين قراءة الشفاه بعيون الطفل لسد الثغرات السمعية.
احدى اكبر العقبات في هذا المجال هي ان الطالب لا يقرأ الشفاه جيدا ما لم يعرف اللغة جيدا، يستطيع اختصاصيو نطق اللغة او معالجو السمع واللفظ مساعدة الطفل على تعلم قراءة الشفاه، ويمكنهم العمل على نطاق واسع معه على مر السنين الى جانب المعلم، لتحسين القدرة اللغوية وكلما تحسنت لغة الطالب تحسنت قدرته على قراءة الشفاه.
كي يتمكن الطالب من قراءة الشفاه يُعوزه ان ينظر الى الشخص كله اي الى حركة الشفاه واللسان والفك، وتعابير الوجه، ولغة الجسد والايماءات ويسترشد بالدلائل والاشارات. فذوو ضعف السمع يستخدمون هذه الاشارات ويضيفون اليها ما يسمعونه لفهم الرسالة واذا وجد في الصف طفل ذو ضعف في السمع ولا يتابع المحادثة والتوجيه على نحو جيد، فهل يتسنى له ان ينظر الى المتحدث وشخص اخر يُدوّن الملاحظات؟ يُعَدُ السمع بالاذنين والعينين معا مزيجا فاعلا. وقد اوصى الخبراء بتدريب الاشخاص ذوي ضعف السمع على مراقبة وجه المتحدث وتعليمهم في اي منطقة في الفم يُلفظ كل صوت (كل صوت حرف منطوق)، والتفكير في سياق المحادثة ليقرر المعنى. ان الطلاقة في اللغة تساعد في قراءة الشفاه.
تزداد عملية قراءة الشفاه صعوبة اذا زادت المسافة بين المتحدث والسامع، واذا لمع ضوء ما في وجه الطالب (يجب ان يتوجه هذا الضوء الى وجه المتحدث) واذا كان للمتحدث شاربان او لكنة خاصة او اذا كان خلف رأس المتحدث مناظر متحركة، من المهم ان نتذكر انه على الرغم من ان قراءة الشفاه مفيدة لمن يستخدم سماعات الاذن والقوقعة، فانها مجرد تكملة فالسماعات والقوقعة تساعد كثيرا على زيادة الصوت حتى يتمكن الطالب من ان يسمع المعلم بشكل افضل، مما يجعل قراءة الشفاه سندا ثانويا لتقوية الصوت.
استراتيجيات التواصل
يجب ان يتعلم الاطفال ذوو ضعف السمع ان يُخبروا المعلم حين يستصعبون سماعه، قد تتواجد اسباب عدة لذلك قد تفرغ بطاريات السماعات والقوقعة في منتصف اليوم الدراسي، وهكذا من المفيد ان يتدرب الطفل على ابلاغ المعلم او مساعده بعدم فاعلية البطارية وفي بعض الاحيان تتعطل الاجهزة او تسد بسبب الشمع، او قد يترك المعلم جهاز الاستماع المساعد يعمل عند التحدث مع الاخرين، وعلى الطفل ان يسمع ذلك الحديث فيما يقوم بعمله الخاص او يحدث الآخرين.
ثمة استراتيجية تواصل اخرى، هي توقع المواضيع او المشاكل التي قد تنشأ. انه لامر صعب، ولا بد من الصبر عندما يتعلم الطفل ان يدافع عن نفسه، فاذا تم تدريس المواضيع بالترتيب نفسه كل يوم، يصبح الطفل معتاداً ويتوقع ما سيحدث بعد ذلك اما اذا كانت الموضوعات تتم بترتيب مختلف، فان التلميح المرئي مفيد للطفل حتى يتمكن من رؤية الموضوع الذي يتعلمه وكذلك بمقدور المعلم ايضا ان يتوقع ان تشكل الضوضاء مشكلة بالنسبة الى الطفل ذي الضعف في السمع، يستطيع المعلم اذ ذاك ان يخفف الضوضاء او ان يبعد الطالب الضعيف السمع عن مصدر الضوضاء (مثلا، يُبعده عن الباب المفتوح) ويقربه الى مصدر الصوت المطلوب (مثلا الى المعلم) واذا كان الطلبة يدرسون ضمن مجموعات فحسنا يفعل المعلم اذا ابعد المجموعة التي ينتمي اليها الطفل الضعيف السمع عن المجموعات الاخرى، كي يتمكن من سماع الاطفال الآخرين في مجموعته.
طرائق التعليم المرئية
اذا توافرت الامكانية فان التعليم البصري مفيد جدا للطالب الضعيف السمع، فقد يستخدم المعلم الصور او الافلام او عروض power point كما ان استخدام الاشياء الحقيقية يساعد الطفل على فهم وتذكر مع تعلمه.
تُقدم ناتالي هيغينز، وهي معلمة للصم وضعاف السمع في الصف الثاني، مثالا على قراءة قصة في هذا الصف، وبما ان القصة تأتي على ذكر فتاة وثلاثة دببة وبعض الحساء، فانها تجلب معها الى الصف دمى تمثل هذه الفتاة والدببة الثلاثة وكوبا فيه حساء، عندما تقرأ القصة في الصف وتذكر أيّاً من هذه الاشياء، فانها ترفعه بيدها، من شأن هذه الاشياء الحقيقية ان تساعد الطلبة ذوي ضعف السمع على فهم القصة، اذ يُشركون حاستي السمع والنظر، ان لغة الطفل ذي ضعف السمع في حاجة الى تعليمها بفاعلية.
ضمان الفهم
من المهم ان نسأل الطفل للتأكد من انه يفهم، سَلهُ هل يعرف ماذا ينبغي ان يفعل؟ وفي حال كان يُجيد القراءة فليعط التعليمات مكتوبة والطالب ذو ضعف السمع، يعزوه عادة التكرار واحيانا فوق المرتين، ليكن لديك صبر على طالب ذي ضعف السمع.
البيئة الصوتية
يعد تعديل البيئة الصوتية جزءا مهما جدا، ليضمن المعنيون كون طلبة ضعف السمع يسمعون في الصف، ومن حيث الاهمية، يأتي هذا الاجراء مباشرة بعد استخدام الاجهزة، إذاً، المسافة والضوضاء والصدى قد تسبب مشكلة تعيق وصول صوت المعلم واصوات الطلبة، الى مسمع طالب ذي ضعف في السمع، يستطيع معلم الصف ان ينتبه الى المسافة ويزيل الضوضاء ويخفف الصدى، لقد عالجنا مسألة المسافة لكن لا بأس ان نكرر فنقول: ان تقصير المسافة الى النصف بين المعلم والسامع يضاعف قوة (علو) الصوت من هنا، اذا تعذر على الطفل ان يسمع فمن المفيد ان يقترب المعلم من الطالب او الاخير من الاول.
تشكل الضوضاء في الصف مشكلة عويصة لطلبة ضعف السمع فكيف يمكن تخفيف الاصوات التي تحول الانتباه عن التعلم؟ ان تعليم الطلبة على الجلوس بهدوء وسكون في الصف، فيما يشرح المعلم، يساعد جميع الطلبة على سماع الشرح جيدا، ولا سيما طلبة ضعف السمع.
حاول ان تجد مصادر الضوضاء التي يُمكن عزلها عن الصف، هل من مقاعد تصدر اصواتا او العابا او مراوح او اشياء اخرى يمكن ابعادها عن الطفل الضعيف السمع؟ حاول ان تجد مصادر الضوضاء اولا، ثم فكر هل بامكانك اصلاحها او تغييرها بغية تخفيف الضوضاء في الصف، ولا شك ان هذا الاجراء يساعد جميع الطلبة والمعلم في الصف على الانتباه والتركيز والاصغاء الى ما يُقال.
الصدى هو تردد صوتي في الصف لفترة طويلة ويحدث ذلك عندما يكون في الصف الكثير من الاسطح الصلبة. وقد يُعزل الصدى عن طريق اضافة اشياء في الغرفة بامكانها امتصاص الصوت، كالسجاد والستائر والمناشف والأعلام واكياس القماش والكتب.
من الطرائق التقنية لتعزيز البيئة الصوتية، هي ان يقوم المعلم بقياس الصوت في الغرفة عبر جهاز قياس الصوت وهذا الجهاز متوافر للشراء، ويمكن استخدامه في الصفوف كلها، كما انه متوافر ايضا على الانترنت.
تحديد المشاكل لايجاد الحلول
اوصى الخبراء ماديل وفليسكر باستراتيجية بسيطة قد تندرج ضمن الاستراتيجيات او قد تكون فريدة بالنسبة الى طفل معين، او صف معين، عندما يواجه الطفل ضعيف السمع المشاكل، من المفيد تحديد المشكلة وطرح الافكار لايجاد الحلول. فعلى سبيل المثال، اذا لم يكن صوت المعلم بالعلو الكافي، فليتكلم ووجهه نحو الطلبة، او ليقترب منهم او يستخدم مذياعا (ميكرفون) اذا كانت المشكلة ان الطفل يستخدم نظام التردد FM ولا يمكنه سماع زملائه الطلبة يُستخدم مذياع نقّال يتناوله كل طالب اراد ان يتكلم او يطرح سؤالا في هذه الحال يمر صوت المتكلم (طالبا كان ام معلما) عبر جهاز التردد FM الى سماعات الطفل او قوقعته.
مشكلة اخرى هي ان يبقى الطالب خارج نطاق السمع على الرغم من قرب المعلم منه يساعد في حل هذه المشكلة ا لنظر الى مخطط السمع لمعرفة هل عتبات الطفل المزود بسماعات هي في نطاق يمكنه من سماع الكلام، على الرغم من انخفاضه اذا لم يكن كذلك فهل الطفل مرشح لزراعة قوقعة؟ واذا كان ضعف السمع لدى الطالب بسيطا الى معتدلن فما هو الامر الذي يحول دون سماعه؟ فقد تكون سماعته معطلة او في حاجة الى تغيير البطارية، او الى استشارة اختصاصي السمع، واذا كان الطالب يعاني صعوبات في الصف، فهل تشكل الضوضاء مشكلة؟ ما هي مصادر الضوضاء في الغرفة؟ هل بعد عزل مصادر الضوضاء يتسنى للطفل السمع؟ قد تكون المروحة ضرورية للراحة ولكن ضجيج المروحة قد يعيق الطفل الضعيف السمع عن سماع صوت المعلم. ومن المفيد هنا تركيب مكيف هواء بصوت خافت، او على الاقل ابعاد المكيف عن المعلم والطالب الضعيف السمع. اما اذا كانت الكراسي التي يجلس عليها الطلبة تصدر ضجة (كالصرير) فكيف يمكتن تخفيف صريرها؟ ان تحديد المشكلات التي تنشأ. ومواجهتها بابتكار حلول خلاّقة من شأنها ان تحدث الفرق المبين الذي يفصل بين ان يسمع الدرس الطالب الضعيف السمع او لا يسمعه.
الاجهزة: سماعات الاذن، وزرع القوقعة واجهزة السمع المساعدة
يحتاج العقل الى صوت واضح كي يتعلم النطق واللغة، والتعلم العرضي والتعلم الاكاديمي والتواصل مع العائلة والاصدقاء وكلما تبين ان ثمة ضعفا في السمع ينبغي ان يكون الهدف زيارة اختصاصي للسمع والحصول على اجهزة (سماعات الاذن او زرقع قوقعة واجهزة سمع مساعدة) تتيح هذه الاجهزة للطفل الضعيف السمع او الاصم سماع صوت الطالب ما زال لا يسمع وهو في حاجة الى مساعدة كي يُصغي ويتكلم، وهكذا تتدخل الاجهزة لتقوي الصوت المطلوب، الذي يساعد الطالب على تحقيق امكاناته كاملة، اذ يسمع الكلام، تعد الاجهزة، اذا ما توافرت افضل خطوة في نطاق الدمج.
عند تركيب سماعات الاذن وزرع القوقعة يجب ان تكون العتبات المثالية المدعومة (اي انعم صوت يمكن ان يسمعه الطفل عبر الاجهزة) الا ان ذلك لا يتسنى دائما، بالاضافة الى العلاج والاستراتيجيات التعليمية، تضمن احراز الطفل افضل حالة ليسمع ويتعلم وليكن الهدف وضع سماعات للاذن قبل سن الستة اشهر، واذا لم تكن سماعات الاذن كافية وكان الطفل ذا ضعف حاد الى تام في السمع فلتجر جراحة زراعة قوقعة للاذن عند بلوغ السنة.
لا شك ان هذه الاهداف يصعب تحقيقها، لذلك ينبغي تركيبها حالما يتبين وجود الضعف في السمع، علما اهن النطق واللغة والتعلم هذه الثلاثة تتحقق حين يتلقى العقل الصوت الواضح المنشود بعبارة اخرى بما ان تملك اللغة يبدأ في مرحلة الطفولة فالوضع المثالي هو تركيب سماعات الاذن وزرع القوقعة باكرا.
فالتكنولوجيا مفيدة للغاية، لكنها ليست شفاء،ربما لا تتوافر التكنولوجيا دائما، لكن يجب ان تكون هي الهدف.
سماعات الاذن
تقوي سماعات الاذن الصوت لذوي ضعف السمع، بحيث يصل الى العقل، اذ من دون هذه السماعات لا يسمع الطفل بالمستوى المطلوب، لذلك يجب وضع سماعات الاذن طوال الوقت، ما دام مستيقظا ومن شأن هذه السماعات ان تقوي الاصوات كلها الامر الذي يجعل من الضوضاء مشكلة لذلك لتكن الاصوات التي يحتاج الطفل ان يسمعها على مسافة 5 الى 8 أقدام وكلما قصرت هذه المسافة زاد التحسن، واستراق السمع بالنسبة الى الطفل هام لدرجة حتى انه وهو يلعب في البيت يجب ان يكون على بعد 5 الى 8 أقدام من المكان الذي يتحدث فيه والداه، وفي كل ما يسمعه العقل كثير من التعلم، حتى ما كان مناسبا من محادثات الاخرين ولا بد من وجود tolecoil في سماعات الاذن كافة بحيث يتسنى للطفل استخدام اجهزة استماع مساعدة في الصف، وهذا التجهيز من واجب اختصاصي السمع او يؤمنه للطفل.
زراعة قوقعة
في بعض الاحيان يكون ضعف السمع الحسي والعصبي مستفحلا لدرجة حتى ان سماعات الاذن لا تكفي لان يسمع الطفل النطق واللغة. ذاا كان ضعف السمع حادا الى تام، ينبغي الاخذ بعين الاعتبار زرع قوقعة.
يتم زرع هذه الاجهزة جراحيا، وهكذا يتجاوز الصوت القوقعة الطبيعية المعطلة، ليصل مباشرة الى العصب السمعي فيتمكن العقل اذ ذاك من سماع النطق واللغة، من المدهش ان القوقعة المزروعة تُرسِل اشارة خفيفة كالكلام الى العقل، حين يكون الطفل اصم، ويتيسر هذا الامر، لان الجهاز يحل محل القوقعة المعطلة ويرسل الصوت الى العصب.
ومع زرع القوقعة، تبقى الامكانية المتوقعة في عتبات 15 الى 35 ديسيبل. وكما هي الحال مع سماعات الاذن، ينبغي للقوقعة المزروعة ان تبقى موضوعة ما دام الولد مستيقظا وعلى بعد 5 الى 8 أقدام من مصدر الصوت.
جميع القوقعات الاصطناعية مزوّدة بـtelecoil بحيث يتسنى استخدام التقنية المساعدة.
التقنية المساعدة
الى جانب سماعات الاذن والقوقعة الاصطناعية تعد اجهزة السمع المساعدة مثالية في الصف، لكل طفل ضعيف السمع وقد تُستخدم هذه التقنية مع سماعات الاذن او القوقعة الاصطناعية او من دونهما.
انها لتقنية على جانب من البساطة فبوجود اي جهاز مساعد على المعلم ان يستخدم ميكرفون (والافضل ان يكون على مستوى الفم). هذا وان اجهزة التردد FM تستخدم عادة في الصف يدخل صوت المعلم الى الميكرفون ويصل بسلك الى جهاز ارسال يُعلق في حزام المعلم او بنطاله ثم يرسل عبر جهاز التردد FM او تردد الراديو الى اي سماعة في الغرفة او مباشرة الى جهاز استقبال متصل بسماعات اذن الطفل، او بقوقعته التي يتم تشغيلها على telecoil.
وجهاز الاستقبال هذا يُرسل الاشارة الى جهاز العنق Neckloop او يتصل بسماعة الطالب او بقوقعته وجهازا الارسال والاستقبال ينبغي ان يكونا على موجة التردد نفسها ويستطيع المعلم ان يتأكد من أن الجهاز المساعد يعمل بطلبه من الطفل ان يكرر اصوات على اي مسافة بحيث يكون فم المعلم مخفيا عن الطفل، فاذا تمكن من تكرار الاصوات يعرف المعلم ان جهازه المساعد على ما يرام.
ان فوائد هذه التقنية هائلة، يصبح الميكروفون الذي يضعه المعلم هو ميكروفون سماعة الطفل او قوقعته الاصطناعية انها تختصر قدرا كبيرا من المسافة كما تعزل الضوضاء والصدى فيصبح الوضع كأن المعلم يتكلم مباشرة في اذن الطفل، انها اداة ليصل الصوت واضحا ودقيقا، حتى ان الطفل من دونها لن يحسن التعلم بهذا المقدار.
واذا لم يكن الطفل مزودا بسماعات اذن او بقوقعة فيمكنه وضع سماعات الرأس مع جهاز الاستقبال او الحصول على مكبر الصوت على مقعده. ثمة مراجع في الجزء الخلفي من الفصل لايجاد انظمة التردد FM.
كيفية التأكد من عمل سماعات الاذن والقوقعة الاصطناعية
فحص لينغ6 للصوت
قبل بداية كل يوم دراسي يجب على المعلم التحقق من ان سماعات الاذن او القوقعة الاصطناعية او جهاز السمع المساعد للطفل تعمل بالشكل الصحيح وذلك باستخدام اختبار لينغ 6 للصوت حيث يقوم الطفل بتكرار الاصوات بترتيب عشوائي.
تعليم الولد
في عمر 7 أو 8 سنوات، قد يتمكن الطفل من ابلاغ المعلم ان سماعات الاذن، او القوقعة الاصطناعية او جهاز السمع المساعد لا يعمل، يجب ان يتم فحص لينغ 6 الصوتي، ولكن من المهم تعليم الطفل ان يُخبر المعلم بان السماعات تحدث ضجة او تشويشا او معطلة، وقد يتعلم الطفل ايضا ان يغير بطاريات سماعات الاذن والقوقعة الاصطناعية علما ان تعليمه هذه الامور يقتضي كمّاً من الصبر.
استكشاف العطل واصلاحه بسهولة
قد تدوم بطاريات السماعات والقوقعة الاصطناعية من ثلاثة ايام الى ثلاثة اسابيع فقط. وتتوقف هذه البطاريات عن العمل من دون سابق انذار لذلك ينبغي لكل طفل مزودة بأجهزة ان يكون لديه بطاريات في المدرسة تدخل بطاريات سماعات الاذن في باب البطارية وليس في سماعات الاذن نفسها، وتوضع في اتجاه واحد فقط وحين يغلق بابها بتُؤدة يغلق بسهولة لا تُقحم باب البطارية اقحاما، فقد تكون البطارية في الاتجاه الخاطئ اما بطاريات القوقعة الاصطناعية فتدخل في معالج الكلام الذي يتدلى خلف اذن الطالب.
يجب ان ينساب الصوت بسهولة عبر سماعات الاذن، في بعض الاحيان، قد يُغطي الشمع او الغبار الميكروفون او قد يسد غطاؤها بالشمع فلا يدخل الصوت الاذن وبمجرد ازالة هذا السمع تعمل السماعة مجددا، واذا لزم الامر يذهب الطالب الى اختصاصي السمع لاستكشاف الاعطال واصلاحها، وعلى اية حال، لا بد لاي طفل ذي ضعف في السمع ولديه جهاز او يزود اختصاصي سمع كل ستة اشهر لفحص اجهزته ومراقبة ضعف سمعه اطلب من اختصاصي السمع ان يزود المعلم ومعالج النطق بتخطيط صوتي مع وجود الجهاز ومن دون الجهاز يوضح التخطيط الصوتي مع وجود الجهاز للمعلم مدى قدرة الطفل على سماع اصوات الكلام باستخدام السماعات او القوقعة الاصطناعية. اما اذا لم تكن العتبات في نطاق 15 الى 35ديسيبل، سَل اختصاصي السمع ان يقوي الصوت في السماعات او القوقعة الاصطناعية اذا امكن.
ملخص
ان ضعف السمع يعيق الطالب عن سماع الصوت الذي يسمح له بتعلم النطق واللغة والتفاعل مع الاخرين، والتعلم في الصف، اما الاطفال الذين يزورون اختصاصي السمع ويزودون بسماعات اذن او قوقعة اصطناعية ويحرزون عتبات صوتية بمستوى15 الى 35 ديسيبل، فيمكنهم ان يتعلموا النطق واللغة والمعرفة الاكاديمية ويتواصلوا بشكل فعال مع العائلة والمعلمين والرفاق، كيف يتحقق ذلك؟.
يخلص الجدول 6 نصائح الدمج الموضحة في هذا الفصل، ومع ان الاستراتيجيات غير التقنية اتت اولا، فان الاجهزة تبقى المعين الاول والافضل لطلبة ضعف السمع.
ملخص نصائح الدمج
مساعدة غير تقنية – لمن لديهم اجهزة او ليس لديهم:
1- تقصير المسافة الى النصف لمضاعفة قوة صوت المعلم.
2- تعليم اللغة وتقنيات قراءة النطق.
3- استراتيجيات التواصل: تدريب الطفل على ان يُعلم الغير عن عدم سماعه، وعلى توقع المشاكل والمواضيع.
4- طرائق التعليم البصرية مفيدة.
5- التأكد من ان الطفل يفهم، وليكن التكرار بحسب الحاجة.
6- ضبط البيئة الصوتية تقصير المسافة وعزل الضوضاء والحد من الترددات الصوتية.
7- توفير الحل لمشكلة برزت.
المساعدة التقنية: المُعين الاول والافضل لطلبة ضعف السمع:
1- زيارة اختصاصي السمع.
2- سماعات الاذن، لذوي ضعف السمع ما بين البسيط الى المعتدل الحدة (25-70ديسيبل).
3- زرع قوقعة اصطناعية لذوي ضعف السمع ما بين الحاد الى التام (75-120ديسيبل).
4- اجهزة السمع المساعِدة، يمكن استخدامها مع سماعات الاذن، والقوقعة الاصطناعية او للاطفال الذين بلا أجهزة.
5- اجراء فحص لينغ 6 للتأكد من حسن عمل سماعات الاذن والقوقعة الاصطناعية واجهزة السمع المساعِدة.
اعد هذا الفصل:
- د. لوري ج. نيوبورت.
- الدكتور نيوبرت، استاذة مشاركة في برنامج علوم التواصل والاضطرابات في كلية العلوم والتكنولوجيا والصحة في جامعة بيولا ومتخصصة في السمعيات.
- سامانثا نيوبورت، طالبة في جامعة كونكورديا، تدرسُ فن الاستديو.