اطلعت على مقالة الاستاذ الدكتور عمر الجراح والواقع اني قراتها اكثر من مرة واعتبرتها دستوراً جامعياً لأسس علاقة الجامعات بالمجتمع وأظن انه د. عمر سبق الزمان والمكان بطروحاته البناءة التي جاءت على غرار مدينة افلاطون المثالية هذا مع التحفظ على بعض الطروحات التي يصعب تطبيقها في مجتمعاتنا التي تعاني من المشاكل التي تعيق تطبيق بعض المقترحات وهذا لا يقلل من حيويتها واهميتها في المجتمعات الاكثر تطوراً، وبنفس الوقت اود ان اذكر اني لا اعرف د. عمر شخصياً ولا اظن انه يذكرني لان مقابلتي معه لم تتجاوز بضع دقائق اذ انه قبل بضع سنوات اضطررت لمراجعة د. عمر عندما كان رئيساً لجامعة العلوم والتكنولوجيا لأمر كان بالآصل يجب ان لا اراجعه به لولا البيروقراطية والتعسف الذي يشاهده المواطن في كافة مؤسساتنا العامة والخاصة، ذهبت بتردد الى مكتب د. عمر كوني اكره مراجعة المسؤولين بسبب جيش الحجاب والسكرتيرات ومدراء المكاتب الذين يزيد معظمهم في تعقيد الامور، المهم وصلت الى مكتب الرئيس وتفاجأت بان جميع الابواب مفتوحة امام المراجعين وشاهدت د. عمر يستقبل المراجعين ورحب بهم بكل احترام وتواضع قلما يشاهد ويحل المشاكل بموضوعية دون محاباة ودون تجاوز للقوانين وهذا ما حصل معي عندما وصلني الدور بعد انتظار دقائق فخرجت وبرأسي انطباعات كثيرة عن هذا الرجل وتمنيت ان يكون جميع المسؤولين من هذا النوع وهنا لم استطع ان امنع نفسي من ذكر نمط من الاساتذة الجامعيين الذين كان احدهم يقف بباب القاعة ويتهدد الطلاب انه اذا تأخر احدهم فسيجعله يعيد السنة ورئيس آخر في زمن ضياع الامانة يحول طلابه الى مرضى نفسانيين بسبب تعسفه ويعتبر الطالب الذي التحق بكلية الطب بمعدل (98) فاشلاً لأنه نجح بمعدل متوسط في احدى المواد ويصف ذويه بالمتباكين لانهم لم يحتملوا هذا الاذى والتعسف والقائمة طويلة، وآمل ان يقوم جميع اساتذة الجامعة بالاطلاع على هذا الدستور الجامعي الذي طرحه د. عمر الجراح.