قرأت مقالة عن لقاء الرئيس، على برنامج(ستون دقيقة) ..يقول كاتب المقال : (خرجت تعليقات من عدميين أو معارضين لم يعجبهم اللقاء ) ..
من هو العدمي؟...هذا سؤال يؤرقني فكلما انتقد أحدهم الرئيس يخرج مجموعة، ممن يتناولون الليبرالية كإفطار صباحي بدلا من الفول والفلافل ويبدأون برجم الناس، ووصفهم بالعدميين ،والمحزن أنهم لايفهمون من الليبرالية إلا مدح الرئيس .
أعيد السؤال من هو العدمي ؟ ..التي وقفت عند تاجر الذهب كي تبيع قلادة زواجها من أجل اقساط الأولاد ...وبدأت تفاوض الصائغ بكل مافي دمع العين من حرقة حول السعر ..وتدري أنها تبيع الذكريات والحب مع الذهب .
من هو العدمي ؟ ..الذي ينزوي اخر النهار، دون أن يراه أحد ويشتري أرجل الدجاج بدلا من الدجاج، فبعض المحلات في الكرك وقرى الجنوب بدأت تبيع أرجل الدجاج كبديل للدجاج وتطبخ مع الحساء علها تشفي تعب البطون ..
من هو العدمي؟ ..العم الذي يأتيك صباحا إلى عمان، حاملا قوشان أرض يريد بيعك إياها...كي يكمل قسط الجامعة لابنته ...ولا يتركها على مشارف السنة الأخيرة، دون أن تأخذ الشهادة،ويقول لك : (لاتحكي للناس اني بعتك أرضي) ..
من هو العدمي؟ ..الدمعة التي نزفت من عين عجوز، في الكرك لم تأخذ الأنسولين منذ (4) أيام ، وعزة نفسها منعتها ..من أن تطلب أحدا، فخرجت مسرعا وأحضرته من الصيدلية، وانحنيت على طهر قدمها وقبلت القدم ...وأولادها تناثروا واختفوا خجلا، لأن الأم تدري بضيق حالهم ، وقررت أن تترك الأنسولين ..وهم نسوا أن يسألوها، فذابت في جمر المرض وهم قتلهم الموقف .
من هو العدمي؟ ..الذي عشق وصفي التل، البنت التي وضعت صورة هزاع المجالي على صفحتها، أم فتى من الحسا سمع من جده عن بطولات حابس فعلق صورته على دفتر العلوم ...
أسأل لماذا وكلما انتقد أحدهم الرئيس، أطل علينا ليبراليو ربطة العنق واللحية المحفوفة، ولفيف المحبين ومن يرون في الرئيس مخلصا، واتهمونا بالعدميين ...
لكن يوما سيأتي، لن نقف فيه على ناصية الحلم ونقاتل ..بل سنقف فيه على ناصية وطن ونسترده بكل ما فيه من وجع .
Hadi.ejjbed@hotmail.com
العدميون
10:00 22-9-2018
آخر تعديل :
السبت