كتاب

هل كذبنا حين قلنا نحن استثناء!

أنت عظيم حين تجتاحك عاصفة قوية فتتصدى لها بإصرار وعزم. أنت طيب حين تملك القدرة على أن تسامح. أنت مؤمن حين تتصالح مع نفسك وتبقى هادئا. يوماً ما ستتذكر أحداث الحياة الماضية وستبدو فخورا بكل الصعاب التي واجهتها ووقفت ضدها بصلابة وستنسى كل لحظة خوف، توتر، قلق، سهر، ستبدو فخوراً بتخطيك كل ذلك.

نكبر وتتغير نظرتنا للحياة تتغير اهتماماتنا طريقة تفكيرنا وحتى مشاعرنا. هو زمن ساد فيه التعقيد واختلت منظومة القيم والأخلاق لم يعد الصدق سيد الموقف. هو زمن القسوة والغدر ونقض العهود والوعود. هو زمن سادت فيه الغرائب والعجائب وفقدت الثقة بين البشر.

هو زمن أصبح الدين فيه ستارة لإخفاء التناقضات التي يحملها البعض في سلوكهم. هي عليها أن تتحمله بالسراء والضراء هو لا يحفظ لبيته سرا ولايقدم إلا حضوره البهي. هو يخاف على محارمه ويرفض لهن التواصل مع غريب على مواقع التواصل الاجتماعي خوفاً عليهن لكنه لا يترك أمراة من اصدقاء الصفحات الإلكترونية دون التعليق على صورها وإرسال التحيات ولابد هنا من تأكيد عبارة اصدقاء الصفحة لأن من يشارك في معلومات صفحة الفيسبوك قد لا يكون صديقا شخصيا لصاحب الصفحة هو صديق للصفحة لذلك تسمى صداقة افتراضية ولكن للأسف البعض لا يدرك أو لا يحسن تقدير حدود التعامل.

في الزمن الصعب نحكم بالمظاهر والماديات باتت تحكم كل مناحي الحياة والركض خلف المكاسب لا قواعد ولا قيم تحكمة. يحرم البعض ما حلل الله وقد نجرم دون أدلة. لذلك ساد الفساد واستشرى وانتشر. قد يكون هناك مبالغة في بعض ما يتم نشرة وتداوله في مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار وقصص فالكل أصبح وكالة أنباء لنقل وتداول القصص كيف لا! ونحن نعيش في مجتمع يستلذ ويستمتع بسماع القصص الفضائحية.

لقد اختلط الحابل بالنابل وتاهت الحقائق. إن كثافة الأخبار وكثرة الإسماء يجعلنا نتساءل بذهول أين الطيبون ومن هم الصالحون وهل كذبنا حين قلنا إننا استثناء!.

وبقلب المؤمن المتفائل برحمة الله نجيب كلا لم نكذب نحن العرب أصحاب الحضارة والقيم والمبادئ الراسخة القوية التي لن تزل ولن تضل بعزم الطيبين والشرفاء. لن نستسلم لهزيمة الروح وسنبقى نرفع شعار الخير والإيجابية ونبقى ننشد الفطرة الإنسانية بنقاءها وطهرها الحقيقي.

قد أخفي ما يخصني وحدي واحتفظ به لنفسي ولكن لا أخفي حقيقة تخص مجتمع باكمله وعلى كل فرد أن يعرفها ويسمع بها. قد لا التزم بزي تم تحديده من قبل أهل الأرض كثوب شرعي ولكن لن أدافع عن عدم الالتزام.

هناك قاسم مشترك بين جميع الأديان السماوية التي نزلت لا خلاف عليه وهو الوحدانية لله وحسن الخلق القائم على مبادئ الصدق والعدل والشفافية وعدم استغلال المواقع والمناصب وغض الطرف وعدم الغيبة. في حقيقة الأمر لو طبقنا تعاليم الدين كما وردت في الهدي السماوي لتغيرت احوالنا وتبدلت حياتنا للأفضل.

علينا العمل على جز التناقضات التي تسكن نفوس البشر بالحكمة والموعظة الحسنة وبنشر الفكر الإيجابي والثقافة السوية. وقد يكون العمل مع الجيل الشبابي الجديد ورقة رابحة لعل هذا الجيل يكون اقوى واقدر على إرساء قواعد القيم والخلق السوي فهم تربة صالحة خصبة مستعدة للتلقي والعطاء.

A_altaher@asu.edu.jo