كتاب

اللهاية..

لا أعرف من ابتكر اللهاية ؟ حاولت أن أبحث في (جوجل) عن مبتكرها عن أول شعب استعملها ولكني لم أجد , البعض يعتقد أنها ضرورية للطفل , والحقيقة غير ذلك فهي مجرد كذبة , توضع في فمه لإيهامه أن هنالك طعاما ربما ثدي أمه , ربما قنينة الرضاعة..

أول كذبة بيولوجية وسيكولوجية , نعلمها للطفل هي اللهاية..والمسكين يصدق , ويبدأ بمضغها تارة ومصها تارة أخرى منتظرا أن تدر له الحليب , ولكنها تحقق الغاية وهي صمته..وتجعله يحتمل المغص إن كان يعاني منه ,أو منعه عن صدرإمه إن كان يحتاجه ,ويقبل الكذبة ونحن نمضي.

الطفل قد ينام , وهي في فمه , ويمضي عامه الأول والثاني وهو كلما وضعها في فمه , ظن أن الحليب –لامحالة–قادم والمشكلة أنها الشيء الأكثر استعمالا عند الأطفال والأقل فائدة..

كلما دخلت صيدلية , وجدت منها أنواعا هائلة , حتى الكذب هو الاخر صار له مصانع كثيرة , وصار له ماركات والأنكى من كل ذلك , أنها كذبة وبثمن مرتفع جدا.

مثلي مثل كل أطفال هذه الدنيا , تنفست ريحها واللهاية في فمي..غير أني ظننت أن زمنها قد ولى وأني قد فطمت...لم أدر أن جيلا كاملا قد , جعلته يصمت..

لا هي أمي ظلت على قيد الحياة , ولا الأيام كانت حانية ...وها أنا ألوذ بصمتي , مستمتعا بطعم (اللهاية) ..

هاتولي اللهاية .