ما هي مفاتيح السعادة الزوجية ؟
تاريخ النشر :
الخميس
12:00 2018-6-21
أبواب -غدير سالم
هل هناك طرق يتبعها البعض لتحقيق السعادة الزوجية ؟ وما هي الأساليب التي يجب اللجوء إليها لتجاوز المشاكل التي تواجه الأسرة ؟ وهل هناك آثار صحية سلبية على صحة الزوجين في حال غياب الإنسجام بينهما ،ونشوب الخلافات المستمرة ؟
تؤكد رغد النوباني-وهي أم لثلاثة أطفال- أن :»من أهم مفاتيح السعادة الأسرية الصراحة والوضوح بين الزوجين «،وتقول :» أعاني مع زوجي أنه غير صريح على الإطلاق في كل المشاكل التي تحدث مع الأسرة، ولا يبرر ما سبب هذه المشاكل ويتركها غامضة ،وهو بذلك لا يربي أولاده على الصراحة ، وكلما حاولت إقناعه بضرورة وجود الصراحة بيننا لا يستجيب «.
ويبين باسل علي -وهو أب لطفلين- أن :»الإحترام والتقدير بين الزوجين يسبب السعادة الأسرية «،ويقول :» أعتقد أن الإحترام والتقدير بين الزوجين من أهم مفاتيح السعادة ، وبفضل الله هذا الإحترام متواجد في أسرتي ،ونحاول أنا وزوجتي أن نعلمه لأبنائنا ، من خلال الإحترام في النقاش والاعتراض بطريقة صحيحة ، فالاحترام بين الزوجين ينتقل للأبناء من أجل أن تكون الحياة الأسرية سعيدة «.
ووفقاً للتربوية المتخصصة في مجال الإرشاد والصحة النفسية نجوى حرز الله فإن :» لكل أسرة مفتاحها للسعادة ،وجميع أفراد الأسرة يجب أن يشتركوا في إيجاد هذا المفتاح ابتداءً من الأب والأم وانتهاءً بالأولاد ،فهو يحتاج منهم جهداً كبيراً حتى يصلوا للسعادة الأسرية، وإن وجدت بعض المشاكل فإن التخطيط والتنظيم يحلان جميع المشاكل «.
وعن مفاتيح السعادة الأسرية تقول حرز الله :» إنها متعددة ومنها الوازع الديني الذي يعد العنصر الضروري داخل الأسرة ، لأن تعاليم الدين الإسلامي تحدد لكل فرد من أفراد الأسرة حقوقه وواجباته التي تخلق الراحة لدى جميع الأطراف إذا التزموا بها لأنها واضحة ومفهومة ، بالإضافة إلى الثقة بين أفراد الأسرة وخاصة بين الزوجين والتي تنتقل إلى الأبناء من خلال سلوكيات الأب والأم»،وتشير إلى أن :»عدم إحساس الزوجة بحب الزوج لها قد يسبب المشاكل بينهما ،فالرجل بطبيعته يميل إلى التعبير عن حبه لزوجته من خلال السلوكيات والأعمال والتي لا تقنع الزوجة أحياناً «.
وأضافت :» ومن مفاتيح السعادة الأسرية أيضاً الصراحة فكثير من الأزواج في بداية حياتهم تقع بينهم المشاكل والمشاجرات بسبب اختلاف الطباع ووجهات النظر والمزاج وهذا أمر طبيعي لأن كل منهم جاء من أسرة مختلفة وعليهم تقدير ذلك ومراعاته ، لذلك عليهم أن يكونوا صريحين مع بعضهما حتى يفهموا وجهات نظر بعضهم البعض بكل وضوح ، عدا عن مفتاح المشاركة والمقصود هنا المشاركة المالية والمعنوية ، فعندما يشعر كل من الزوجين بضرورة المشاركة في تأسيس البيت حينها سيكون هذا البيت مبنياً على الحب والراحة وعدم ظهور الأنانية عند أولادهم ، وعلى الزوجين المشاركة أيضاً في المناسبات سواء في الأفراح أو الأحزان وهذه المشاركة هدفها الشعور بالحنان والعاطفة لكلا الطرفين «.
وتابعت حرز الله :» بالإضافة إلى تقدير واحترام كلا الزوجين لبعضهما البعض وهذا المفتاح ضروري توفره في الأسرة بين الزوجين وبين الأبناء ، لأن فقدان الاحترام في الجو الأسري يدل على فساد كل شيء فيها ، فمثلاً على الزوجة تقدير ظروف عمل زوجها إذا كان مُتعباً ولوقت طويل فتظهر سلوكيات الزوجة بالعصبية لعدم وجود الأب إلا أن غيابه يكون بسبب لقمة العيش ،فالتقدير يأتي بعبارات التشجيع والكلام الحسن ، وعلى الزوج تقدير ما تفعله الزوجة سواء أكانت عاملة أو ربة منزل ،بحيث يقدر ما يقدم للأسرة من طعام وتنظيف للمنزل، ولا يجوز أن ينكر ذلك بعبارة ماذا تفعلي طوال النهار ؟ ، بالإضافة إلى الحوار فعلى كلا الزوجين التحاور مهما كان سبب الحوار حتى يعتاد كل منهم على التعبير عما بداخله وهذا السلوك عليهما تعليمه للأبناء وعلى كل واحد منهما عدم كبت مشاعره أو ما يجول بخاطره وما يريده من الآخر» .
وعن مداخل نشر السعادة داخل الأسرة ،يقول أخصائي علم الإجتماع الدكتور فيصل غرايبة :» يتم نشر السعادة داخل البيت وبين الزوجين من خلال مدخلين أساسيين هما التفاهم والإحترام وهذا باب ،والتسامح والتنازل باب آخر ،فالحياة الزوجية والأسرية عامة تتطلب من الزوجين أن يتبادلا التسامح وغض الطرف عن الهفوات والأخطاء ، وأن لا يقفا موقفاً يحول دون الإنسجام والتفاهم وتبادل الرأي ومناقشة القضايا المطروحة أو الأزمات التي تحل بالأسرة بين الحين والآخر بشكل لا يشكل تصلباً في المواقف ولا عناداً في التصرفات ولا تحجراً عن رأي دون آخر ، فكل الأفكار والآراء والمواقف عبارة عن وجهات نظر أو آراء لها جانب من الصواب ولها جانب آخر من الخطأ فالاجتهاد هنا هو سيد الموقف وتقدير المواقف هو أيضا سيد الموقف من الطرف الآخر «.
ويقول :» إذا ما حرص الطرفان على أن يسود الوئام والانسجام بينهما فإن ذلك ينتقل إلى باقي أفراد الأسرة من الأبناء والبنات ، وعلى الزوجين الحرص عليه بمزيد من التفهم والتفاهم والالتقاء عند نقطة انسجام وعند نقطة احترام متبادل فيما بينهما ، فالسعادة التي ننشدها ليست بعيدة المنال إذا كنا نعرف كيف نسعى إليها، وكيف ننجزها بمشاعرنا قبل أفعالنا وبأفعالنا قبل أن نحسب حسابات مستقبلية مصلحية ذاتية نفعية لا تتجاوز حدود شخصياتنا وذواتنا ، فالسعادة في هذا الخضم الأسري يمكن أن نحافظ عليها بكثير من الشعور الإنساني الرقيق المتبادل وبكثير من التفهم والتمعن والصبر والتسامح بين الطرفين والأطراف الأخرى في هذه الأسرة أو تلك» .
وأشارت دراسة أجرتها سارة ألجوي، الطبيبة النفسية في جامعة كارولينا الشمالية في تشابل هيل، إلى أنه :»ينبغي على الزوجة الشعور بالامتنان على المجهود الذي بيذله زوجها من أجل إسعادها كي تشعر هي بالسعادة الحقيقية، فمهما كان ما يقدمه الزوج كثيرا فلن تشعر المرأة بالسعادة الحقيقية، إلا إذا شعرت بالامتنان تجاهه ،وليس فقط من خلال توجيه الشكر إليه ولكن من خلال الشعور الداخلي بالتقدير لما يقدمه من أجلها».
وأوضحت الدراسة، أنه كلما قدرت المرأة الأفعال الجيدة التي يقدمها زوجها من أجلها، طال الشعور بالسعادة لديها في علاقتهما معًا، فالسر وراء نجاح العلاقات الزوجية يكمن بشكل رئيس في تقدير الأفعال الجيدة وعدم التقليل من شأنها. وكشفت دراسة أميركية نشرتها صحيفة «الديلي ميل» أن الزواج الفاشل يؤدى إلى الأمراض، وقدم الباحثون الأدلة على ذلك، بالكشف على أكثر من 2000 حالة زواج، فوجدوا أن الأزواج السعداء صحتهم أفضل من الآخرين.
وذكرت الدراسة، أن العصبية الزائدة طيلة الوقت مع الشريك، والاختلاف بشكل مستمر، كفيل أن يرفع ضغط الدم ويسبب المرض في القلب.وتنصح الدراسة الأزواج إذا احتد الأمر بينهما بالابتعاد عن بعضهما قليلاً حتى لا يصاب أحدهما بأزمة صحية.ولفتت الدراسة إلى أن الضغط النفسي ومحاولة إخفاء المشاعر بشكل دائم من الممكن أن يحول الأمر إلى اكتئاب، وإذا لم يعالج من البداية سيتحول إلى اكتئاب حاد، والذي بدوره يضعف الجهاز المناعي للجسم، ويجعله عرضة للأمراض.
وتطرقت الدراسة إلى حالة عدم اهتمام طرف بالطرف الآخر، وخاصة في حالات المرض أو عند الحاجة النفسية للعون، فهذا كله يسبب زيادة المرض، لأن سوء الحالة النفسية يساعد على انحدار الحالة الصحية. ويعد إهمال الرجل زوجته سبباً كافياً لانعكاس ذلك على حالتها النفسية، وشكلها العام، بالإضافة إلى أنه يؤدي إلى انعدام ثقتها بنفسها، وتصبح أكثر عرضة للأمراض النفسية والصحية.