مالفرق بين الجيش الأردني والجيش الإسرائيلي ؟....
في جيشنا لدينا ضابط كركي , ومقدم سلطي , ووكيل معاني..وضابط دروع طفيلي...
في إسرائيل القصة مختلفة , لايوجد هنالك ضابط نابلسي ولا وكيل يافاوي..أو عريف سبعاوي , لأن هذه كلها مدن فلسطينية ولايستطيع الجندي الإسرائيلي أن ينتمي لها...يوجد لديهم قائد منطقة من أصول (بولندية)..ويوجد طيار من أصول روسية ومن الممكن أن تجد قائد دبابة من أصول أثيوبية.
في أيام الخميس الضابط الكركي يعود للكرك , وفي التاريخ عمر الكرك (3000) الاف عام , أو ربما أكثر..بالمقابل أين سيعود الضابط الإسرائيلي؟...حيفا ليست له , وتل أبيب قرية فلسطينية إسمها تل الربيع..والقدس ليس له جذور فيها..والمستوطنات هي مدن حديثة بنيت قبل فترة زمنية بسيطة... كل الأماكن غريبة عليه وملتبسة في هويتها.
في جيشنا , إذا تحدث فرد تعرفه من لكنته , فهنالك (الربداوي) واللكنة الربداوية معروفة للكل , وإذا جاء قائد كتيبة كركي..فكل أفراد الكتيبة سيحددون مسقط رأسه من اللهجة...والسلطي كذلك والبدوي سمرة وجهه ولهجته كافية أن تعرف به...ليس الجيش الاردني وحده بل كل جيوش العالم مبنية على هذا التفصيل.
إسرائيل هي الوحيدة في العالم التي لايوجد لهجات , لدى جيشها بل يوجد لغة أم , باعتبار أن اللغة العبرية هي جديدة أو طارئة..فمن هم من أصول روسية ربما يتحدثون مع بعضهم بالروسي ومن جاء أبوه من بولندا بقي محافظا على اللغة البولندية..ومن أصله من (الفلاشا) أورثه أهله لغة الفلاشا...
الأردني حين قاتل في كل معاركه , لم يكن يدافع..عن المعتقد والمبدأ فقط , بل دافع عن الذكريات..فالطفيلة فيها ذكريات العشيرة التي جاءت إليها وسكنتها منذ (800) عام...والكركي دافع عن ألف عام من التاريخ...والسلطي كذلك...بالمقابل الإسرائيلي من دون ذكريات...فهو لايدري هل يدافع عن ذكريات جده وأبيه الذي ولد في بولندا , عن التاريخ البولندي أم عن مستوطنة ولد فيها...كان بنائها للتو حديثا ولم يكتمل..وعن جيران كل واحد منهم كان يملك لغة خاصة...
في تاريخنا , وحين يفرد الجنود الذكريات..يستردون تاريخ الغزو بين القبائل , والمعارك التي كان السيف...عمادها..يستردون تاريخا نقلته القصائد النبطية منذ مئات السنين..بالمقابل حين يجلس الجنود الإسرائيليين عن ماذا سيتحدثون فلايوجد قبيلة..ولا نسب ولا صحراء , لايوجد حتى اسم مدينة ينتمي لها جده..لايوجد حتى قبر قديم... يزوره.
إسرائيل بنت مئات الجدران على الحدود مع الأردن وسوريا ومصر وغزة...ونسيت أن أكثر حماية للشعوب هي التاريخ وليس الجدران...نحن بالمقابل لم ننصب ولو حتى سلكا شائكا..لأن تاريخنا هو الجدار الذي يحمينا...
في هذا العالم من يملك التاريخ سينتصر , ومن هو من دون تاريخ سيقى مهزوما حتى لو انتصر.
مواضيع ذات صلة