أخر الاسبوع

الملوخية.. ساحرة الموائد

الملوخية هي احدى الخضروات التي لها أوراق صغيرة الحجم تستخدم في المطعم الشرقي كطعام مطبوخ، وقد عرفت فوائدها لدى قدماء المصريين، حينما أصيب المعز لدين الله الفاطمي، أحد سلاطين مصر، بالتهاب بالأمعاء، عالجه الأطباء بها وشفي ، ثم أطلق عليها الناس اسم “الملوكية”، والتي تحورت فيها بعد إلى اسم الملوخية.

كتب عنها الأطباء العرب القدامى، عدا عن كتابات الطب القديمة في دول المنطقة وما عرف عن خبرة العطارين في اعشاب الكنانة والجزيرة والشام.

وصفها ابن سينا أنها مغذية وملينة وملطفة وتقي أغشية المعدة من الالتهابات، بينما قال عنها ابن البيطار، أنها مفيدة للطحال، ولها خصائص ملينة. و فوائد الملوخية الصحية متعددة وهنا سوف نستعرض فوائد الملوخية الخضراء و فوائد الملوخية الناشفة أو الجافة والفارق بينهما. وأيضاً فوائد الملوخية للحامل والقولون والنظر وغيرها.

وفي البرديات الفرعونية ما يدل على أن الملوخية، هي نبات مصري الأصل زرع على ضفاف النيل، وشجرة الملوخية قصيرة الطول، لا يزيد طولها عن 70 سنتيمترا، وأوراقها خضراء اللون، يمكن تجفيفها واستخدامها فيما بعد. وتنتشر كوجبة شهيرة في المطبخ المصري والسوداني والشامي وتونس والمغرب، وتعد الملوخية بالأرانب هي أشهر طرق عمل أطباق الملوخية.

القيمة الغذائية للملوخية

تعد الملوخية من أغنى الخضروات بفيتامين أ، الذي يحتفظ بقيمته الغذائية على الرغم من عمليات الطهو والتجفيف، وهو أيضا فيتامين يساعد على الحفاظ على قرنية العين وبريقها (اغذية مفيدة للعيون)، ويدعم الغدد الجنسية ويهدئ الأعصاب.

بجانب هذا، فهي تحتوي على فيتامين ب، كما يقول الدكتور فوزي الشوبكي الأستاذ بقسم التغذية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة، كما أنها تحتوي على الحديد والفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والمانجنيز، ووجد أن الملوخية الطازجة تحتوي على نحو 4% بروتين، بينما إذا كانت في صورة يابسة “ناشفة” فإن هذه القيمة ترتفع إلى 22%، وتحتوي أيضا على مادة الكلوروفيل الخضراء، ومادة الكاروتين بنسبة أعلى من تلك الموجودة في الجزر والسبانخ والخس، والتي تتحول إلى فيتامين أ، ويقول أيضا الدكتور فوزي الشوبكي أن الملوخية تحتوي على مادة الجلوكوسايدز بكميات كبيرة مقارنة بالبصل والبقدونس والثوم، وهي مادة فينولية تعمل على وقاية الجسم من أضرار الحساسية والجروح والخدوش البسيطة.

تتميز الملوخية الناشفة أو اليابسة المجففة عن الخضراء أو الطازجة في عدة نقاط في القيمة الغذائية، فمثلا الملوخية الخضراء تحتوي على نحو 3.83% بروتين، بينما الملوخية الجافة تحتوي على 22.8% بروتين ومن المعروف أن البروتينات ضرورية جدا لنمو وبناء الأنسجة بالجسم ، ونسبة الدهون في الملوخية الخضراء هي 0.41%، بينما تكون في الجافة 2.44%، بينما نسبة الكربوهيدرات فهي 8.03%، بينما تقفز في الملوخية الناشفة إلى نحو 48% وهي مركبات تعمل على تهدئة الأعصاب وتقوية البصر وتنشيط القلب وتفيد في حالات انخفاض ضغط الدم والوهن، بينما توجد الألياف بنسبة 1.71% في الملوخية الخضراء، وتزيد إلى 10.21% في الملوخية الناشفة المجففة، وهي تعد بذلك من أعلى النباتات احتواء على الألياف الضرورية لحركة الأمعاء وبالتالي الوقاية من مشاكل القولون والجهاز الهضمي.

كما وتعتبر مادة الكاروتين الموجودة بالملوخية ، « مادة واقية» تمنع مرض» البلاجرا « والذي يؤدي إلى تشقق الجلد وتقرحه، وبخاصة عندما يتعرض للشمس.

كما أن حامض النيكوتينيك أو الريبوفلافين، أحد مركبات فيتامين ب الذي يوجد بالملوخية يعمل كمضاد لالتهابات وقرح الفم، وظهور القشور الدهنية حول الأنف. وتعمل المواد المضادة للأكسدة بالملوخية أيضا على الوقاية من التجاعيد الذي يظهر بالجلد مصاحبا لأعراض الشيخوخة. بجانب أن فيتامين أ يعمل على زيادة نمو الشعر والأسنان واللثة.