ثقافة وفنون

فيلم (مكان هادئ) .. مخلوقات فضائية تغزو الأرض



عمان - محمود الزواوي

يجمع فيلم «مكان هادىء» (A Quiet Place) بين أفلام الدراما والرعب والإثارة والتشويق الخارقة للطبيعة. وهذا الفيلم من إخراج المخرج الأميركي جون كراسينسكي الذي يشترك في بطولة الفيلم مع زوجته الممثلة البريطانية إميلي بلانت، كما اشترك في كتابة سيناريو الفيلم مع الكاتبين السينمائيين بريان وودس وسكوت بيك، استنادا إلى قصة من تأليف الكاتبين بريان وودس وسكوت بيك اللذين اشتركا في كتابة السيناريو.

وتبدأ أحداث قصة الفيلم بعد مرور 89 يوما على غزو الأرض من قبل مخلوقات غريبة عمياء تعتمد على تصيد الصوت.

وتقع أحداث فيلم «مكان هادئ» في مزرعة نائية في دولة خيالية، وتتعلق بأسرة مؤلفة من أربعة أعضاء مجبرين على أن يعيشوا بصمت فيما هم يختبئون من المخلوقات الغريبة التي تستولي على المنطقة ولا تجيد التحدث بل تمارس الصيد عن طريق استخدام الصوت. وتمثل الأسرة عددا قليلا من الناجين من هجمات تلك المخلوقات الغريبة التي تكتشف وجود هذه الأسرة وتطاردها، فيما يطوّر الأب لي أبوت (الممثل جون كراسينسكي) جهازا عازلا للصوت، ولا تسمعه تلك المخلوقات. ويمنح لي أبوت هذا الجهاز لابنته الخرساء ريجان أبوت (الممثلة ميليسينت سيمونوس). ورغم ذلك تشعر الابنة بأن والدها يفضل عليها شقيقها ماركوس (الممثل نوح كوب).

وذات مساء، ونتيجة لصراخ الأم إيفلين (الممثلة إميلي بلنت) الناتج عن آلام الولادة، تكتشف المخلوقات الغريبة وجود هذه الأسرة. ويجد الأب لي نفسه مرغما على ترك ابنه وابنته بغية حماية زوجته إيفلين التي تضع ابنا، وتطالب زوجها بالبحث عن ابنهما وابنتهما اللذين يجدهما ويوفر لهما الحماية ثم يضحي بنفسه. ويشترك الابن والابنة مع والدتهما في مقاومة المخلوقات الغريبة. وتكتشف الابنة الخرساء ريجان الجهاز العازل للصوت والذي قام والدها بتصميمه وتستخدمه للتغلب على المخلوقات الغريبة.

ويستخدم فيلم «مكان هادىء» اللغة الإنجليزية في المشاهد القليلة الناطقة ولغة الإشارة في معظم مشاهد الفيلم، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية. ويقدّم الفيلم عرضا واقعيا لمشاعر الخوف وأهمية العلاقات الأسرية وحماية الآباء لآبائهم وبناتهم. وتم تصوير معظم مشاهد الفيلم في مناطق ريفية بولاية نيويورك الأميركية. واستخدم 20 طنا من حبوب الذرة التي كلّف منتجو الفيلم المزارعين المحليين بزراعتها.

وافتتح فيلم «مكان هادى» في مهرجان الجنوب والجنوب الغربي الأميركي السينمائي الأميركي. واستقبل هذا الفيلم بثناء كبير من نقاد السينما، وسجّل الفيلم معدل 96% على موقع التقييم الذي يضم أكبر عدد من نقاد السينما في الولايات المتحدة. ويجمع الفيلم بين العديد من المقومات الفنية، بما في ذلك قوة الإخراج وسلاسة السيناريو وتطوير الشخصيات وقوة النص وسرعة الإيقاع وبراعة مشاهد الحركة والمغامرات والمؤثرات البصرية والخاصة ودقة التفاصيل والتصوير. ويقدّم هذا الفيلم نموذجا جيدا للأفلام السينمائية التي يتم اقتباس قصصها بنجاح في السيناريو وتحويلها إلى عروض سينمائية متميزة.

كما يتميز فيلم «مكان هادىء» بقوة أداء الممثلين، وفي مقدمتهم بطلا الفيلم الممثلان جون كراسينسكي وإميلي بلنت. وبطل ومخرج الفيلم جون كراسينسكي فنان متعدد المواهب يجمع بين التمثيل والإخراج والتأليف والإنتاج، وقام ببطولة 46 فيلما سينمائيا وتلفزيونيا ورشح لثلاثين جائزة سينمائية وفاز بست جوائز شملت جائزة المجلس القومي الأميركي لاستعراض الأفلام السينمائية لأفضل ممثل. وبطلة الفيلم إميلي بلنت ممثلة قديرة قامت ببطولة 42 فيلما ومسلسلا تلفزيونيا ورشحت لثلاث وثمانين جائزة سينمائية وفازت بسبع عشرة جائزة شملت جائزة الكرات الذهبية.

واحتل فيلم «مكان هادىء» في أسبوعه الافتتاحي المركز الأول في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية، وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية 245 مليون دولار خلال أربعة أسابيع، فيما بلغت تكاليف إنتاجه 17 مليون دولار. وعرض هذا الفيلم في 3589 من دور السينما الأميركية.

واشترك في إنتاج- فيلم «مكان هادىء» 33 من مهندسي وفنيي المؤثرات البصرية وخمسة في المؤثرات الخاصة و31 في التصوير وإدارة المعدّات الكهربائية و22 في القسم الفني و16 في قسم الموسيقى و16 في قسم الصوت وعشرة من البدلاء وعشرة في المونتاج وأربعة في تصميم الأزياء، بالإضافة إلى ثلاثة من مساعدي المخرج.