احتلال ايران للاقليم العربي - الأحواز (عربستان)

د. عميش يوسف عميش واجه النظام الايراني في الشهور الاخيرة من عام 2017 مظاهرات شعبية ورفع شعارات احتجاجاً على سوء الوضع الاقتصادي واعتقالات الشباب والاعدامات التي قامت بها السلطات بخاصة الحرس الجمهوري ضد المحتجين وتحديدا العرب السنة الأحواز. قبل ذلك قام السيد حسن روحاني رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية يوم (22/2/2017) بزيارة لإقليم الأحواز العربي – بعد الانتفاضة التي قام بها عرب اقليم الأحواز الذي تحتله ايران وحاول الرئيس روحاني بزيارته تهدئة الخواطر لكن دون فائدة. فشعب الأحواز يلاقون كل انواع القهر، والاعتقال ونتذكر هنا اعدام (21) من الشباب العرب السنة في الأحواز قبل عام. ومنع العرب حتى من الصلاة واغلاق مساجدهم وتمنعهم من استخدام اللغة العربية واغلاق مدارسهم. ولمعرفة تاريخ الأحواز اذكر هنا بان اجزاء كبيرة من وطننا العربي تم سلخها واحتلالها: اقليم الأحواز (عربستان) (1925) من قبل الفرس والجزر الاماراتية الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى (1972) من قبل ايران. لواء الاسكندرون (1939). وديار بكر (1895) من قبل العثمانيين. ان احتلال هذه الاقاليم يعتبر وصمة عار في تاريخنا العربي – الاسلامي وقرصنة. يعود تاريخ الأحواز العربي الى (4000) ق.م. يقع الاقليم جنوب غرب ايران على ساحل الخليج العربي عدد سكانه خمسة ملايين عربي ويضم (9) محافظات: اطلقت عليه الدولة الصفوية اسم عربستان. وبعد احتلال ايران للاقليم اسمته (خوزستان) وغيرت جميع اسماء محافظات ومدن الاقليم الى الفارسية. وقد فرضت السيطرة الفارسية في عهد الشاه بقيامه بخلع حاكم الاقليم العربي الشيخ (خزعل الكعبي) عام 1925. ويضم الاقليم 85% من البترول والغاز و35% من مياه ايران. اما اصول قبائله العربية فهي (بني كعب، بني تيم، آل كثير وبني كنانة وخزرج وربيعة والسواعد). قضية الأحواز ومع الاسف مغيبة عن العرب. فالحكم الايراني يحرم السكان العرب وهم سنة من حقوقهم في الحياة حتى اصبحوا افقر الشعوب ومورست كل الوان القمع ضدهم، واغلقت المراكز الثقافية ومنع تدريس اللغة العربية واعدم النشطاء، انه اضطهاد عنصري لانتزاع هوية وقومية وثقافة الاقليم واصبح العرب مواطنين درجة ثالثة. وقامت الانتفاضات بما اتيح من وسائل بسيطة لكنها اخفقت بسبب غياب الدعم العربي والدولي. وازداد القمع اكثر بعد ثورة الخميني 1979. كما استغلت ايران الحرب مع العراق بتصعيد العمليات ضد الحركات القومية الأحوازية العربية والتهجير الجماعي ومصادرة الاراضي. ونتج عنه تفشي الفقر والبطالة دون دعم عربي ودولي. بعد اطاحة الشاه بالشيخ خزعل الكعبي اخر حاكم عربي للأهواز واستباحة قبيلته قامت (انتفاضة الغلمان) نسبة لغلمان وحاشية الشيخ خزعل وهاجموا حاويات الجيش الايراني لكن تم قمعها. ثم انتفاضة قادها (الشيخ محي الزييق الشريفي) زعيم قبائل الشرفاء في (الحويز) 1928 – استمرت ستة شهور واخمدت بقصف الطيران و1930 انتفضت قبيلة (كعب الدبيس) بزعامة (حيدر الطليل) ولم تفلح واعدم منفذوها. و1932 حدثت انتفاضة (الغجرية) بقيادة (كاسب بن الشيخ خزعل) وفشلت بسبب التفوق العسكري الايراني. و1946 التمرد بقيادة الشيخ (عبدالله بن الشيخ خزعل) وشكل لجنة الدفاع عن عربستان لجذب الرأي العام والدولي لقضية عرب الأحواز. كما شكل حزب سمي حزب السعادة الأحوازي وتبعه (اتحاد المزارعين العرب) وغير اسمه لاحقاً (لاتحاد العرب) جميع الانتفاضات تم اخفاقها. يوثق التاريخ ان القبائل العربية سكنت جنوب الأحواز منذ مئات السنين قبل الفتح الاسلامي ويقول الرحالة الالماني (كارستن نيبور) الذي جاب الجزيرة العربية عام (1962) في (كتابه) عن الأحواز: «من المضحك ان يصور مؤرخونا وجغرافيونا جزءا من بلاد العرب كأنه خاضع لحكم ملوك الفرس في حين ان هؤلاء الملوك لم يتمكنوا قط من ان يكونوا اسياد ساحل البحر في بلادهم الخاصة لكنهم تحملوا صابرين على مضض ان يبقى الساحل ملكاً للعرب» و«أخطأ مؤرخونا حين صوروا لنا جزءا من الجزيرة العربية خاضعاً لحكم الفرس لان العرب هم الذين يمتلكون جميع السواحل البحرية للامبراطورية الفارسية من مصب الفرات الى الهند». كانت بريطانيا في نفس الوقت موجودة في الخليج العربي. وبعد قيام الاتحاد السوفياتي 1917 تنازلت بريطانيا عن حليفها الشيخ خزعل لصالح ايران وناصرتهم على احتلال الأحواز لمواجهة المد الشيوعي باتجاه المنطقة العربية الغنية بالنفط. كانت السياسة البريطانية ومن بعدها الاميركية مبنية على تقوية ايران وجعلها شرطيا للخليج لحماية مصالحهم واي مد ضد اسرائيل، وهذا ما ساعد ايران على التدخل في شؤون دول الجوار العربية، وضد مصلحة الشعب الأحوازي وتركيز الاحتلال الايراني. اما في الألفية الثالثة فبدأ العالم يتعرف على ما يجري من ظلم بحق عرب الأحواز في ظل حكم تحت شعارات اسلامية مزيفة. اما (مجزرة مدينة المحمرة) 1978 حيث قتل المئات من العرب على يد الحاكم العسكري الجنرال (احمد مدني) وشرد الألوف للعراق. واشتد الصراع بين شعب الأحواز العربي والاحتلال الايراني ومع الاسف دون دعم عربي ودولي. كما قامت ايران بتوطين الآلاف من رعايها في الأحواز بحجة العمل في المصانع بخاصة الحديد. واستمرت محاولات الشعب العربي الأحوازي من اجل التحرر والاعتراف بعروبة شعبها رغم المعاملة غير الانسانية التي يواجهونها من قبل حكم الفقيه. لم تتوقف اطماع ايران باحتلال الأحواز العربية بل قامت باحتلال جزر الامارات العربية الثلاث 1972. والسؤال: الى اين سيصل المد الفارسي، بعد ان رأينا ان ايران تعبث في كثير من المناطق العربية. اتمنى ان تعي امتنا العربية ما يحدث والتصدي لذلك وكما نتمنى من دولة ايران الاسلامية ان تعطي الحرية والحقوق لشعب الأحواز العربي والا تفسد علاقتها مع امتنا العربية.