كتاب

مشاريع

قرأت أمس عن المشاريع الصغيرة , يقال أن وزارة التخطيط شجعت ودعمت المشاريع الإنتاجية الصغيرة, بهدف توفير العيش الكريم للأسر...ويقال أيضا أن الوزير فاخوري ما زال يؤكد على أهميتها في الإقتصاد , وبالتحديد في المناطق النائية والبعيدة...

أنا لدي مشروع صغير جدا , وهو لا ينتج مالا وفيرا بل ينتج الكثير من الحب فهل تتبناه وزارة التخطيط...أريد أن أبني جدارا عليه صورة لوصفي وأخرى لحابس ,وصفي على اليمين وحابس على الشمال...وبين الصورتين قصائد عرار , وكل ما كتب حبيب الزيودي...وأريد أن يحضر تيسير السبول أيضا...وساضع صورة لأبي , وتحتها قصيدة لمحمود درويش تقول: ( أبي من أسرة المحراث لا من سادة نجب يعلمني شروق الشمس قبل قراءة الكتب )....وسأكتب تحت صورهم هذا أبي وهذا أبي وهذا أبي...

مشروعي صغير جدا جدا...سأكتب أيضا على أول الجدار بعض الأسماء التي احببتها: حسين الطراونة , كليب الشريدة , مثقال الفايز..ماجد العدوان , عبدالحليم النمر...وفوق كل اسم سأصنع مثل الأطفال قلب حب , لكن من دون سهم يخترقه..فمن هو مثل حسين الطراونة لم يخترق..عاش ومات وصدره جبل يتكيء عليه كل من تاهت به البوصلة.

مشروعي صغير جدا جدا..فهل ستقومون بتمويله , طبعا هو لا يحتاج للمال..هو يمول بالإيمان المطلق بالتاريخ وحده...ويمول بالحب و(بالهجيني والرويد)..ويمول بالسامر..ورائحة البارود وهي تسكن ثنايا الجدار...

مشروعي هو التاريخ , الذي يحاولون شطبه..ونقيمه في القلب كل شيء قد يشطب من الذاكرة أو الكتب , إلا القلب فلاممحاة في العالم كله تجرؤ على أن تشطب سطرا من الغرام الذي يحتويه...

مشروعي صغير...جدا , ولكنه أكبر من كل مشاريعهم...وأحلى وأعظم...

أنا لم أقيمه على أرض الواقع بعد , بل أقمته في المقالات واللغة النبيلة الصادقة...ولكن الأهم من كل ذلك أني أورثته لأولادي وعلمتهم أمرا مهما في الحياة وهو أن إيقاع قلب الأردني لا ترتفع وتيرته..إلا إذا كان وصفي أو حابس في المشهد , أصلا إن غاب وصفي أو حابس سقط المشهد كله...

بصراحة مشروعي هو: الأردن