كتاب

ثرثرة

حين تقرأ المشهد السوري جيدا , تجد أنه على البعض أن يشكر الرئيس الأسد مطولا..فبالإضافة لكونه حرر الغوطة وقضى على داعش وأنهى المعارضة , يسجل للرئيس السوري أنه أنتج في العالم العربي المئات من المحللين الإستراتيجيين على الشاشات.

بعضهم يحمل لقب محلل إستراتيجي , والاخر يحمل لقب خبير في الشؤون السورية , وبعضهم مختص بقضايا الدفاع...وذات مرة حين بث التلفزيون السوري , تقريرا عن قيام الرئيس بالصلاة في أحد مساجد دمشق...عرضت الفضائيات خبيرا في شؤون الجسد وسيكولوجيا الخوف.

سوريا أيضا أنتجت , الباحث في الشؤون الإستراتيجية...وأنتجت خبراء في مجال الحرب , والأهم أن (7) سنوات من الحرب هناك منحت العالم العربي رصيدا هائلا من الثرثرة.

الغريب أن كل هذه التسميات , لم تسقط النظام ولم تجعل المعارضة تنتصر ولم تقسم سوريا , ولم تخرج الأتراك من الشمال..مجرد ثرثرة , فقط وتسميات...ولم يقدم أي وأحد من هؤلاء الخبراء تقيما واقعيا أو نظرية.....ثبت فيما بعد صحتها

الربيع العربي بشكل عام وسوريا بشكل خاص , أعادا إنتاج ما كنا نسميه في العامية (اللهوجة) أي الكلام الكثير...فنحن أنتجنا من هذا الأمر أكثر من إنتاجنا من النفط , وأكثر من مشاريع التنمية وأكثر من المجمعات الصناعية , وأكثر..من القمح..

لا أعرف كيف ستنتصر أمة , تنتج من الثرثرة أكثر مما تنتج من القمح؟