في ذلك المساء وقفت بصمت تنظر إليه وهو يجمع اغراضه بحماس كبير ليرحل كان قلبها يردد له حبيب العمر سافر حيث شئت وجرب في حياتك ما أردت سترجع ذات يوماً حيث كنت فالعمر في يدي والعمر أنتَ.
همست النفس ما أجملك أبني ونور قلبي أنظر إليك بفرح لأنك ستحقق حلم من أحلامك وقف طويلاً على رصيف الإنتظار وبقدر فرحي لك أجدني أشعر بضلال حزن أحاول حجبه في زاوية صغيرة في القلب لئلا تراه.
لما علينا أن نكون أقوياء دائماً. لماذا نخجل من لحظات الضعف رغم أنها جزء من إنسانيتنا. كم تحاول الأمهات أن تتمسك بالقوة!
هل تعلمون متى تتعلم الأم الإرادة وفي أي لحظة تدرك أن عليها أن تكون قوية؛ يبدأ ذلك الإحساس عند أول صرخة يطلقها الطفل المولود معلناً حضوره إلى الدنيا. موسيقى صوت الطفل المولود تمنح أرواح الامهات القوة والإرادة التي تجهل الأم الصغيرة إنها قد تمتلكها.
تصبح الأم قوية لتحرس دقات قلب ابنها لتدافع عنه ضد ما يؤذيه. هي فطرة الله التي أوجدها فيها. أنفاس الأبناء تجعل أنفاس الأمهات أكثر قوة وانتظاما. يكبر الطفل أمام عين الأم ولا يكف يوماً عن نثر الفرح حولها.
في حقيقة الأمر هناك قاعدة تقول اعتني بنفسك جيداً من أجل الذين يحبون رؤيتك بخير لذلك على الأمهات الاهتمام بأدق التفاصيل من أجل المحافظة على الصحة وامتلاك القوة الازمة لإسعاد الأبناء الجميلين الطيبين فهم أغلى عطايا رب السماء.
قالت الأم لإبنها هل تصدق ولدي الحبيب إذا أخبرتك أنه بعد قدومك للحياة لم يعد العالم بأسره يعنيني لأني كنت مكتفية بعالمك وبتفاصيلك المبهجة وبالعابك الصغيرة. ذكريات طفولتك الدافئة تمر أمام عيني فتجعل الفرح يتسلل إلى قلبي في لحظات.
الأبناء يفتحون نوافذ من نور تُسكن أروح الأمهات فتعطي لهن القوة لإضاءة الكون بطاقة هم مصدرها. مراحل عمرية يمرون بها. يكبرون ويلوحون بأيديهم معلنين الرحيل والاستقلال.
جاء الصباح لوح الشاب لأمه بيده ونظر إليها نظرة حنان لم تنفصل يوماً عن شخصيته الجميلة القوية قائلاً لها لا تحزني فعيناكِ الجميلة لا يناسبها إلا الفرح همس لها القلب هكذا يحب الإبناء أن يروا امهاتهم فلا تحزني وكوني قوية بما يكفي لأن عيونهم خُلقت لترى الفرح.
ومضى يحمل أحلامه وحقيبة سفر. قالت له استودعك الله الذي لا تضيع عنده الودائع. أما روحها فحلقت خلفه تقرأه السلام وترسل إليه الأمنيات والدعوات بأن يحقق ما يريد ويصبح ما يتمنى.
جال بخاطرها أن عليها تعلُم إتقان الصبر وإعتياد الإنتظار فالطيور آن لها أن تحلق عالياً لتكتشف الآفق البعيد. همست لنفسها سماء واحدة تضلنا مهما ابتعدنا سننظر إليها ونرسل الرجاء بأن يحمي الله أعظم أمنياتنا وأغلى ما منحنا في هذه الحياة فالأبناء نبضات قلب الأمهات.
سلام على الأمهات فمهما انهدم جدار الروح لا يطلبن من أحد أن يقيمه. سلام على الأمهات حين يقبلن على الحياة بأبتسامة حتى لا يرى أحد تعبهن، وألف سلام إلى العيون التي خلقت للفرح.
A_altaher@asu.edu.jo
مواضيع ذات صلة