حرثا ( آبل الزيت) و(قويلبة) و(أبيلا) و(رافانا) و(تل أبيل)، تعددت الأسماء والمكان واحد، إنها (حرثا)، القرية المقامة على آثار مدينة كبيرة، مازال معظمها مدفوناً تحت الأرض.
تقع قرية حرثا في شمال المملكة، وتعني العسكر أو المعسكر قرب الحدود الاردنية السورية على الطرف الغربي لوادي قويلبة الغني بمياهه الجارية ومزروعاته دائمة الخضرة وتبعد عن مدينة إربد 18 كم ،كما تقع على الحدود الأردنية السورية. وتشتهر حرثا بزراعة الزيتون وبأشجار الزيتون الرومانية.
مرت على حرثا أقوام وحضارات كثيرة أهمها :البيزنطيون والرومان والإغريق (قبل الإسلام) والعرب ما بعد الإسلام. ويبلغ عدد سكانها اليوم حوالي عشرة آلاف نسمة كما تحتوي حرثا على سد مهم هو سد الوحدة المشترك بين سوريا والأردن ،والذي يقع على الحدود السورية.
ومن اهم المعالم الاثرية لقرية حرثا قويلبة وتعد قويلبة (أبيلا) إحدى المدن العشر التي ازدهرت خلال الفترة الرومانية وتضم التل الرئيسي الذي سمي قديما ( تل ابيلا ) الى الشمال وخربة أم العمد إلى الجنوب ويفصل بينهما طريق منخفض يؤدي الى الوادي الذي يعرف بوادي قويلبة.
وتشير فترات الاستيطان بموقع قويلبة الى وجود نشاطات انسانية بمختلف العصور منذ القرن الأول قبل الميلاد وذكر ذلك ابن قرطبة في كتابه ( الممالك ) على انها احدى مناطق الأردن والحفريات التي جرت منذ عام 1980- 1999 أن هناك فترات استيطان سكانية تعاقبت على المدينة تبدأ من العصر البرونزي اي منذ 3100 قبل الميلاد والعصر الحديدي مرورا بالفترة الرومانية الهلنستية والفترة البيزنطية وانتهاءاً بالفترة الأموية فالعباسية وحتى عصرنا الحاضر.
ومن اهم الاثار التي تم الكشف عنها في هذه المدينة منطقة الشارع المعبد والتي استمر التنقيب عنه لفترات زمنية طويلة للوصول الى غرفة مشيدة بالحجارة الجيرية كبيرة الحجم والاجزاء الباقية منها يبلغ ارتفاعها ثلاثة امتار وفي الجزء الأوسط من واجهة المنحدر تم الكشف عن جدران مشيدة بنفس نوع الحجارة.
اما منطقة الحمامات في قويلبة فقد تم الكشف فيها عن خزانات مياه كبيرة تستخدم لتخزين المياه التي كانت تصل اليها من عين قويلبة بواسطة نفق يمتد من عين قويلبة. وأما منطقة البازيليكا في قويلبة فتقع كنيسة في قمة التل شيدت من الحجارة وجدران مستقيمة بالاضافة الى مجموعة من الغرف المشيدة بالحجارة بأسلوب الحجر المجانب والحجر المواجه و بلطت ارضياتها بالفسيفساء الملونة وقد تم الكشف عن أجزاء من هذه الفسيفساء ولكن معظمه دمر منذ فترات سابقة واكتشف ايضا قنوات مياه شيدت من الحجارة وتم قصارتها بالجير وكانت هذه القنوات تجري فيها المياه الى البئر الواقع الى الشمال فيها والذي استخدم لتجميعها.
واضيفت لاحقا بعض الجدران التي غيرت وضعية هذه الغرف والتي يبدو أنها استخدمت للسكن اضافة الى العثور على طابقين دائري الشكل في أرضيات الغرفة الشرقية و الفخار المكتشف في الطبقات العليا يرجع الى العصر الأموي وقد تم العثور في الطبقات العليا على أرضية مرصوفة بالفسيفساء كبيرة الحجم بيضاء اللون.
وعن الكنيسة الغربية فالطبقات العليا منها على جدران مشيدة من الحجر الكلسي وقنوات المياه بداخلها والكسر الفخارية من هذه الطبقات تعود الى العصر العباسي بينما الطبقات الواقعة اسفل الكنيسة فاقيمت من الحجر البازلتي ويربط بها بوابة داخل الكنيسة رصفت ارضياتها بالحجر الرخامي.
وعلى تلال منطقة قويلبة يوجد المقابر بالمئات وتمتد على جانبي الوادي حيث تضم هذه المقابر ثلاثة أنماط من التصميم المستطيل ( الشكل البسيط ) وذو الحنية او الحنيتين والتصميم ذو الحنايا المستطيلة ذات الاقواس ومن هذه المقابر 21 مقبرة تحتوي على رسومات الفريسكو وجميع هذه المقابر مقطوعة في الصخر ويتم الدخول اليها عبر باب حجري وقد صممت الوحدات الزخرفية على جدران واسقف معظم المقابر وهذه الزخارف مختلفة فمنها الأشكال الهندسية من دوائر ومعينات وأقواس وزوايا مضلعة وشمعدانات واعمدة. وهناك مقابر مزخرفة بأشكال اّدمية ورسومات حيوانية كالطيور والأسماك والدلافين ونباتات كالأغصان والأوراق والأزهار والورود والثمار .
أبواب - فاتن عبيدات
مواضيع ذات صلة