كتاب

النهج الجديد

قبل أسبوع , نشر الإعلام عن حادثة مقتل مطلوب خطير..اليوم تكرر الأمر لحظة كتابتي هذا المقال , فمطلوب اخر تم قتله من قبل قوة أمنية...

سر قوة (بوتين ) في روسيا , أنه أعاد لهذا البلد السلم الأهلي بعد سنوات من الإنفلات وسيطرة المافيات , ويسجل له أن تعاطى مع الفئات الخارجة عن القانون بقبضة حديدية ,وقد أعطى قوى الأمن صلاحيات أوسع...وحررهم من المساءلة , وقد جاء هذا الأمر بعد سنوات من الإنفلات في عهد (يلتسين).

أنا لا أطالب , بالتصفيات ولا بإحكام البندقية في التعاطي مع (الزعران) مع فارضي (الأتاوات) ومع من يروجون السموم لأولادنا في الشوارع , ولكني أطالب بقانون يحصن رجال الأمن من المساءلة القانونية , في حال أطلق أحدهم النار على مطلوب هارب أوعلى (أزعر) تمادى في تحدي القانون..أطالب بتوسيع صلاحيات الحاكم الإداري في التعاطي مع هذه الفئة بحيث لا يكون التوقيف مرتبطا بمدة محددة , وأطالب أيضا بتشكيل شعبة خاصة للتعامل مع هذه الفئة , فكما نملك دائرة للبيئة لها ميزانيات وسيارات ومرتبات..الأصل أن نشكل وحدة خاصة في الأمن العام...تتعاطى فقط مع فارضي (الأتاوات) والزعران والخارجين عن القانون.

القتل أمر مؤلم وخطير , بالمقابل تفكك المجتمعات..وسيادة سلطة القبضة والمسدس بدلا من سيادة سلطة القانون أمر أخطر , ولا بد من الحسم...لابد من من اختيار العلاج الأنسب حتى وإن كان قاسيا.

بعض مدراء الأمن العام ترددوا في حسم هذه الملفات , وبعضهم كان يدرك أن قاعدة (الزعران) تتوسع, وسلطة القبضة والتهديد تتوسع أيضا , وكانت الحلول إما بالتوقيف أو الإيداع للقضاء.. لم يكن هنالك حلا ناجعا للمشكلة , لهذا حدث انفلات خطير..

حين أقرأ خبر مقتل مطلوب , لا أنظر للخبر من زاوية أن المجتمع خسر فردا , بل أنظر له من زاوية أن الأمن كسب جولة وتلك هي المعادلة الأصح في قياسنا لما يحدث , وتلك المعادلة يجب أن تكون القاعدة التي يسير عليها الجهاز ومدير الأمن في التعاطي مع هذا الملف , فالمجتمعات.. حين تخلصها من فارضي الأتاوات والزعران و(البلطجية)... هذا يعني أنك تحررها من الخوف..وتمنحها الأمان , وهذه هي غاية تأسيس جهاز الأمن العام

ما يحدث يدل على أن هنالك نهجا جديدا ...وأنا معه .