تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي جاهدة في تهويد شرقي القدس، ولتحقيق ذلك تقوم بعدة إجراءات عملية لعل من أخطرها التوسع الاستيطاني في القدس والعمل على تهويد المسجد الأقصى المبارك بكافة السبل، ولم تخف سلطات الاحتلال رغبتها في إزالة المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه بل أعلنت مراراً وعلى لسان بعض مسؤوليها وحاخاماتها عن نيتهم في ذلك.
ولتعزيز الخطوات العملية التهويدية للمسجد الأقصى تركز سلطات الاحتلال في وسائل إعلامها وخاصة المرئية منها على إظهار الصورة غير الصحيحة للمسجد الأقصى المبارك فتتعمد عن قصد عرض صورة جزء فقط من أجزاء المسجد الأقصى (وغالباً ما يكون هذا الجزء إما المسجد القبلي بمفرده أو قبة الصخرة بمفردها) بدلاً من إظهار الصورة الكاملة للمسجد بما يضمه من معالم متعددة، في محاولات ترويجية منها لإيهام المشاهد - وخاصة الأجنبي – ولتغرس في ذهنه عند قيامها بالاعتداء على أي جزء آخر غير الذي تعرضه من المسجد كالساحات مثلاً أنها لم تعتد على المسجد الأقصى المبارك.
ولكشف زيف الاحتلال والدفاع عن قضية القدس والحفاظ على المسجد الأقصى المبارك رأت اللجنة الملكية لشؤون القدس ضرورة التنبيه إلى الخطأ الجسيم الذي تقع فيه بعض وسائل الإعلام المرئية (العربية والإسلامية) أو الكتب المصورة - عن حسن نية - عندما تعرض صورة المسجد القبلي بمفرده أو صورة قبة الصخرة بمفردها للدلالة على المسجد الأقصى المبارك.
إن المسجد الأقصى المبارك الذي ورد ذكره في مطلع سورة الإسراء في القرآن الكريم بقوله تعالى "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" هو كل المساحة البالغة (144) ألف متر مربع (144 دونماً)، وتشمل سور المسجد بما فيه من أبواب – وحائط البراق جزء منه – وكل ما هو موجود داخل هذا السور من مساجد و(مصليات) ومعالم متعددة أخرى. ومن أهم هذه المعالم (المساجد والمصليات) وهي: المسجد القبلي، والمسجد القديم، ومسجد قبة الصخرة، ومسجد البراق، ومسجد المغاربة، ومسجد النساء، والمصلى المرواني. أما المعالم الأخرى فتشمل: القباب وعددها (14) قبة أهمها قبة الصخرة المشرفة، والمآذن الأربع و(12) مدرسة و(8) بوائك وعدداً من الأسبلة والمحاريب والساحات والمصاطب والآبار ورواقين غربي وشمالي.
فما المسجد القبلي الذي يشار إليه في الأوساط الإعلامية والسياسية خطأ على أنه المسجد الأقصى المبارك إلا جزء هام من المسجد الأقصى وهو الجزء القائم حالياً في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى المبارك ويطلق عليه أيضا (المسجد المسقوف أو الجامع الأقصى) وقد سمي بالمسجد القبلي لأنه يقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى المبارك، وقد بدأ بناءه بشكله الحالي الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان واستكمل بناؤه في عهد ابنه الوليد بن عبدالملك، لذلك لا يجوز أن يشار إليه في الأوساط الإعلامية والسياسية على أنه المسجد الأقصى المبارك.
أما الجزء الهام الآخر الذي لا يجوز إظهار صورته على أنه المسجد الأقصى كاملاً فهو قبة الصخرة المشرفة وهي واحدة من قباب المسجد الأقصى وأكبرها وأجملها، وتقع هذه القبة في وسط المسجد الأقصى المبارك وتحتها مسجد الصخرة المشرفة وقد بناها الخليفة عبدالملك بن مروان. ومع أنها شاهد على عروبة وإسلامية القدس وأنها تحفة فنية تشد إليها الأنظار من كافة أنحاء العالم إلاّ أنها جزء هام فقط من أجزاء المسجد الأقصى وليست كل المسجد.
لذلك لا بد من أن تتنبه كافة وسائل الإعلام والجهات المعنية إلى ضرورة الحرص على إظهار صورة المسجد الأقصى المبارك بمساحته الكاملة (144) دونماً عند الحديث عن المسجد الأقصى أو الإشارة إليه، وتجنب عرض صورة الجزء (كقبة الصخرة المشرفة بمفردها أو صورة المسجد القبلي بمفرده) في أي وسيلة مرئية، للدلالة على الكل وهو المسجد الأقصى المبارك، حتى يرسخ في ذهن المشاهد العربي والإسلامي والأجنبي، ولتعرف الأجيال الناشئة ان سور المسجد الأقصى المبارك وكل شبر داخله هي أجزاء منه وليست بديلاً عنه وأنها بمجموعها هي المسجد الأقصى المبارك، وبذلك نفوّت على سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما تهدف إليه من محاولات تضليل الرأي العام وسعيها لتهويد المسجد الأقصى المبارك والتمهيد لوضع يدها على أجزاء منه، وهذه هي الصورة الصحيحة للمسجد الأقصى المبارك:
