كتاب

الدجاج

فقدت جدتي في يوم واحد ما يقارب الـ (6) دجاجات , نتيجة دهسهن على الشارع , المشكلة في الدجاج البلدي أنه لايؤمن بالحواجز مثل بقية الحيوانات أو الطيور الداجنة , فهو يغادر (الخم) صباحا ويعود مع الغروب..طبعا بمصاحبة الديك.

اقترحت يومها , على جدتي أن نقوم بفتح باب من الجهة اليمنى للمنزل من أجل..أن يغادر الدجاج بعيدا عن الشارع , كون باب منزل جدتي ملاصقا مباشرة لشارع رئيسي في القرية...وفي الحقيقة هو لم يكن بابا بقدر ما كان فتحة في جدار من الطوب.

بعض الدجاجات , احتاجت لإرشاد مني والأخريات خرجن من الباب الرئيسي , وبعد زمن عدلت الدجاجات عن الفتحة الموجودة في السور وعادت لاستعمال الباب الرئيسي..وعاد مسلسل الدهس من جديد...حتى أن الديك هو الاخر كاد أن ينفق , نتيجة تعرضه للدهس فقد اصيب في منقاره , إصابة بالغة...

كنت في الصف الرابع الإبتدائي , وأنا أدرك أن جدتي , سيصيبها حزن عصيب إن فقدت دجاجاتها , وأدرك أيضا أن رصيدها من البيض البلدي سيندحر..لهذا قررت أن أنفق جل وقتي في مراقبة الدجاج والبحث عن حل....يوقف المجزرة التي تتعرض لها.

في النهاية , وصلت لقناعة مفادها أن خروج الدجاج من (الخم) هو المشكلة بحد ذاتها , فقمت بإغلاق (الخم)..وبالتالي تفرغ الدجاج للبيض..لم يكن هناك من ضرورة لخروج الدجاج..فالجو أحيانا يكون ماطرا, وهذا يعرضه للموت وربما أيضا سيتعرض للسرقة...وأقنعت جدتي بضرورة إغلاق (الخم)..

من ينتظر من القصة , أن تنتهي بعبرة أو إسقاط فهو واهم جدا..هي مجرد صفحة من طفولتي , من حياة القرى..والتي وصلت فيها لملاحظات حول سلوك الدجاج البلدي والتي تؤكد..أنه يقبل بأي شيء فقط كنت أمارس حنينا مشروعا لطفولة..كانت عذبة...

الدجاج كان يقبل بكل شيء , لكن نحن لم نكن نقبل بكل شيء..