أعاد جلالة الملك عبد الله الثاني في اللقاء الذي جمعه بنائب الرئيس الاميركي مايك بينس في عمان يوم امس التذكير بثوابت الاردن الواضحة والمعلنة والصريحة بكل شفافية وعلى نحو لايقبل أي تأويل أو جدال في شأن القدس والقضية الفلسطينية مذكرا المسؤول الاميركي الرفيع بأن الاردن سيبقى على الدوام في نقاشه مع الادارة الاميركية وكما كان صادقا وصريحا ومباشرا على قاعدة الصداقة التي جمعت البلدين طوال العقود السابقة وهو ما تجسد يوم أمس في المواقف التي اعلنها جلالته .
لا شيء يقال في الغرف المغلقة يختلف عما هو معلن اردنيا في انسجام مع قناعات القيادة الاردنية بأن المصالح الاردنية العليا والحقوق الوطنية والعربية الثابتة تحتل الاولوية والصدارة في حراك الدبلوماسية الاردنية وبخاصة تجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الذي هو بالنسبة للاردن والمنطقة مصدر رئيسي يهدد الاستقرار الامر الذي اسهم في تفاؤل اردني ازاء الالتزام المبكر الذي اعلنه الرئيس الاميركي دونالد ترمب لايجاد حل لهذا الصراع المتواصل منذ عقود .
وهو ما كان جلالة الملك قد لفت اليه خلال لقاءاته واجتماعاته في العاصمة الاميركية العام الماضي مبديا جلالته لكل من التقاهم من المسؤولين الاميركيين قلقه البالغ من اي قرار اميركي في شأن القدس يأتي خارج اطار تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي مؤكدا جلالته للسيد بينس في عبارة مثقلة بالمعاني والدلالات بأن القدس غالية علينا كمسلمين ومسيحيين كما هي بالنسبة لليهود وهي مفتاح السلام في المنطقة داعيا نائب الرئيس الاميركي الى مواجهة التحدي الكبير القائم الان امام الجميع وهو ضرورة التغلب على الاحباط المتزايد في المنطقة.
ما تحدث به جلالة الملك امام المسؤول الاميركي الرفيع شكل القراءة الاردنية الدقيقة والصحيحة لطبيعة الصراع في المنطقة بعيدا عن اي تبريرات او ذرائع اخرى يمكن لدولة ان تتخذها ازاء الصراع دون الالتفات الى حقيقة انه بات من الضروري بل الملح الان العمل على اعادة بناء الثقة خصوصا في كيفية المضي قدما في حل الدولتين وفقا للقانون الدولي ومبادرة السلام العربية وبما يقود الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967وعاصمتها القدس الشرقية والتي تعيش بامن وسلام الى جانب اسرائيل.
لاتغير اي احداث عابرة او محاولات لطمس الحقائق من المواقف الاردنية المعروفة والمعلنة التي لاتساوم على الحقوق او تفرط فيها انسجاما مع التزامها القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها التي يصعب على اي قرار احادي الغاءها او اسقاطها بالتقادم الامر الذي اشار اليه جلالة الملك بوضوح عندما قال اننا ندرك التحديات ونأمل ان الولايات المتحدة ستبادر وتجد الطريق الصحيح للمضي قدما في هذه الظروف الصعبة وهي عبارة واضحة المقاصد والغايات اراد جلالته ان يضعها امام نائب الرئيس الاميركي لافتا الى اعتقاد جلالته الراسخ بأن ذلك ممكن اذا ما وجدت النوايا الحسنة والدعم الكافي من المجتمع الدولي مؤكدا جلالته استعداد الاردن للعمل مع الاصدقاء في هذا المسعى.
لقاء جلالة الملك مع بينس في عمان يوم امس استقطب اهتمام الدوائر السياسية والدبلوماسية والاعلامية والتحليلات الصحافية التي اقتبست طويلا من اقوال جلالته التي حرصت على تأكيد ثوابت الموقف الاردني وعدم تنازله عن قراءاته في ما خص الصراع المستمر منذ عقود سوى عبر حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقيام دولة فلسطينية على خطوط الرابع من حزيران عام 1967.
ويجب ان لا تغيب عن البال ان علاقات صداقة وشراكة تاريخية تربط عمان وواشنطن وانها مكرسة لخدمة المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين والعمل من اجل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة ماعكس وجود جدول اعمال مكثف في محادثات جلالته ونائب الرئيس الاميركي تم فيه التأكيد على تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والارتقاء بها في مختلف المجالات كذلك تطورات المنطقة وملفاتها الرئيسية والتزام الاردن الثابت مع شركائه في محاربة الارهاب كما اكد على ذلك جلالة الملك.
ليس لدى الأردن ما يخفيه.. ما يقال في الغرف المغلقة هو مايتم اعلانه
11:00 21-1-2018
آخر تعديل :
الأحد