أصر أيمن العلاونة على إلقاء محاضرة في مدرسة بنات لأن لديه ابنة في عمرهن، وهو معتاد على الحوار والنقاش معها، فهو صديق مقرب منها جاء ذلك خلال جلسة حملة قادة الأعمال التي تنفذها مؤسّسة إنجاز للسنة العاشرة على التوالي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص الأردني وبشراكة إعلامية مع جريدة الرأي.
العلاونة الذي يملك ويدير شركة العلاونة للصرافة، قال لطالبات مدرسة تلاع العلي الثانوية للبنات، إن النجاح له مفاهيم متعددة، وكل فئة تنظر إليه بطريقتها الخاصة.
مفهوم العلاونة للنجاح قائم على كيفية عيش الحياة بكل تفاصيلها، وبكل مراحلها، بعيدا عن الماديات.
العلاونة وصل لهذه القناعة بعد رحلة طويلة من العمل امتدت نحو 35 عاما، إذ بدأ العمل في سن مبكرة، من خلال مساعدة والده الذي يملك شركة صرافة في إربد، وتعلم العمل، ليقترح على والده وهو في الصف التاسع الابتدائي ترك المدرسة بسبب اتقانه للعمل، فاقترح والده أن ينهي دراسة التوجيهي على الأقل ثم يستلم العمل وذلك عام 1980.
«في التوجيهي كان معدلي جيدا، وذهبت لوالدي لتنفيذ الاتفاق وعدم استكمال دراستي فلم يعارضني على ذلك، ثم في إحدى الجلسات، طلب مني هدية فقلت له حاضر!، فسالني مهما كانت؟ قلت مهما كانت؟؟ فطلب مني شهادة الجامعة هدية، ثم أكملت الجامعة حتى أهديها لوالدي».
«درست الجامعة بتخصص إدارة الأعمال في جامعة اليرموك، وبعدما دخلت سوق العمل، ورأيت وضع السوق، أفكر بحالتي لو لم أكمل دراستي».
يقول «بعد التخرج استلمت الشركة بشكل رسمي، ثم بدأنا عملية التوسع في الشركة، أول فرع في الرمثا، وفرع في المفرق، لم يكن سهلا التعامل مع محافظة أخرى مع تعيين الموظفين وآلية اختيارهم، خصوصا أن التعاملات المالية حساسة جداً والخطأ فيها ليس سهلا ويمكن أن يكلف مبالغ بالآف، لذا يجب الحذر وانتقاء الأشخاص الأمينين والمميزين في العمل».
عام 2001 افتتح العلاونة أول فرع في عمان، واختلف التحدي بالعمل في العاصمة للمرة الأولى، «كنا على قدر المسؤولية والتحدي، الآن نحن لدينا 30 فرعا، في كل أنحاء المملكة».
حول الحياة الشخصية، يشير الى أن تحدي العمل يجعل الإنسان ينسى كل شيء حوله، ما يجعله يبتعد عن عيش الحياة الشخصية، «وهذا ما وجدته من التعامل مع ابني الأكبر عندما كان في الصف الأول وابنتي الصغرى وهي في عمره».
فالانتقال من تحد إلى آخر أثر نوعا ما على حياته الشخصية، لذا يجب على الشخص عيش حياته الخاصة، وعدم الانغماس في العمل حتى لا ينسى طعم الحياة.
ولأجل ذلك أبعد العلاونة أولاده عن جو العمل، حتى يعيشوا كل مرحلة في حياتهم ويستمتعوا بها، ولعب الرياضة والأصدقاء، والتوازن بين هذه المكونات الثلاثة، «فهناك مراحل في حياة كل إنسان يجب أن يعيشها بتفاصيلها، وعند وصوله إلى حياته العملية يجب أن يوازن بين الرياضة وأصدقائه وأهله، وعلمه، «حياة الإنسان تعتمد على 6 أشياء، العمل، أهله، الرياضة، التطور، الأصدقاء، الهواية».
يذكر بأن حملة قادة الأعمال هي احدى برامج مؤسّسة إنجاز، التي تنفذها المؤسّسة للسنة العاشرة على التوالي واطلقت لهذا العام بشراكة إعلاميّة مع جريدة الرأي. وقد بدأت مؤسّسة إنجاز أعمالها كبرنامج وطني عام 1999، لتصبح اليوم مؤسّسة مستقلة غير ربحيّة.
